1,6 مليون أفغاني في أكبر مخيم للاجئين في العالم

1,6 مليون أفغاني في أكبر مخيم للاجئين في العالم
عثمان الله شاه يبلغ من العمر 17 سنة ولم يعرف بلده أبدا. فقد فر والداه إلى باكستان منذ 34 عاما هربا من الحرب. يرتعد عثمان الله عندما يفكر في الذهاب إلى أفغانستان، ويقول "لقد ولدت هنا ونميت هنا.. لم أر بلد أجدادي وأعتبر نفسي 'مواطن' من باكستان.. نحن نعتبر باكستان بيتنا الثاني.. لا أريد أن أعود".
هكذا لخص عثمان الله شاه حاله متحدثا لوكالة إنتر بريس سيرفس. لكن حالته ليس فريدة من نوعها، فهناك نحو 1.6 مليون لاجئ أفغاني مسجل في باكستان، وهو أكبر عدد للاجئين في العالم في مكان واحد، وفقا لمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.
ويذكر أن باكستان قررت في شهر يوليو الماضي، تمديد مهلة ترحيل اللاجئين الأفغان حتي ديسمبر 2015، وهو ما هلل له عثمان الله شاه وكل من في حالته، فلا هو ولا أي من أخوته الشبان يريدون الرحيل عن عاصمة خيبر باختونكخوا -مدينة بيشاور الواقعة علي الحدود.
فيقول إكرام الله شاه، شقيق عثمان الله: "نحن في غاية السعادة بقرار باكستان تمديد إقامتنا هنا". ويضيف هذا الفتي الذي يدرس في الصف السابع، أن أفغانستان لم تعد قابلة للعيش بعد مرور 35 سنة علي بداية الحروب عليها، فقد علمنا أنه لا يوجد فيها لا تعليم ولا رعاية صحية ولا معونات للأهالي.. حياتنا في باكستان أفضل. هكذا يفكر العديد من اللاجئين الأفغان هنا وخاصة الشبان.
هذا ولقد دأبت باكستان علي الضغط علي مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين والمجتمع الدولي لمساعدتها علي ترحيل اللاجئين الأفغان. وأفاد قيصر أفريدي، المتحدث باسم المفوضية، أنه تم بالفعل ترحيل 3,8 مليون لاجئ أفغاني علي مدي الـ 11 عاما الماضية.
في هذا الشأن، صرح عبد القادر البلوشي، وزير باكستان لشؤون الولايات والمناطق الحدودية، أن حكومة إسلام أباد وافقت علي تمديد المهلة لأسباب إنسانية، خاصة بالنظر إلى حالة القانون والنظام في أفغانستان. وأكد لوكالة إنتر بريس سيرفس: لن نطرد أي شخص لديه وثائق قانونية للإقامة المؤقتة.. لقد قررت الحكومة تمديد استضافة الأفغان وتريد منهم العودة بكرامة.
وأفاد أن من حق اللاجئين الأفغان المسجلين فتح حسابات مصرفية والحصول علي رخص القيادة وخدمات الاتصالات والهاتف والكهرباء والغاز. ونبه إلي أن هناك ما يقرب من مليون لاجئ غير شرعي معرضون لإجراءات من السلطات، لكنه لم يتعرض للتفاصيل.
هذا وتوجد أعدادا كبيرة من الأفغان في مدن مثل بيشاور وكويتا وكراتشي وإسلام أباد. وهناك أيضا عددا كبيرا من الأفغان المقيمين في باكستان بشكل غير قانوني.
فصرح جاماهر أنوري، الوزير الأفغاني لشؤون اللاجئين الذي زار إسلام أباد للتوصل إلى اتفاق بشأن اللاجئين، لقد استضافت باكستان شعبنا بقلوب مفتوحة رغم مصاعبها الخاصة بها. وأضاف لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن الوضع في أفغانستان يعود بسرعة إلى حالته الطبيعية، ونأمل أن يتمكن اللاجئون الأفغان في باكستان العودة إلى بلادهم في غضون فترة محددة من الزمن.
لكن القول قد يكون أسهل من الفعل. فقد صرح محمد هاشم -تاجر السجاد البالغ من العمر 51 عاما والمقيم في منطقة مجلس بيشاور على طريق جمرود المؤدي لأفغانستان- أن "قرار الحكومة الباكستانية تمديد الموعد النهائي للترحيل، أراح بال اللاجئين الذين يديرون أعمال تجارية أو لديهم مصالح أخرى هنا والذين يرون الآن أنهم لن يرحلوا إلي أفغانستان على الفور.
وشرح هاشم لوكالة إنتر بريس سيرفس أن العديد من الأفغان لديهم الآن منازل في باكستان وأفغانستان ويسافرون كثيرا بين البلدين. وأشار إلى أن السوق المترامية الأطراف تسمي الآن "كابول الصغيرة" حيث يسيطر عليها تماما أصحاب المحال التجارية الأفغانية.
وأيا كان الأمر، فالواقع هو أن حياة اللاجئين الأفغان هنا ليست سهلة. فيقول سائق الأجرة الأفغاني محمد رفيق، أن "الشرطة تطلب منا رشاوى". ويشرح لوكالة إنتر بريس سيرفس "ندفع لأن معظم السائقين الأفغان هنا ليس لديهم وثائق سليمة" من الناحية القانونية.
ويشرح محمد رفيق -البالغ من العمر 44 سنة والأب لصبيين تتراوح أعمارهما بين 10 و 12 سنة- أن الحكومة والناس في باكستان ينظرون لنا كما لو كنا طفيليات.. ومع ذلك أبنائي لا يريدون العودة إلي أفغانستان على الرغم من كل المشاكل هنا.
عن هذا، يقول ميان ضياء الحق -أمين رابطة تجار العقارات في حياة آباد- أن اللاجئين الأفغان تسببوا في نقص في السكن لا فقط في بيشاور ولكن في كل المدن الباكستانية الكبرى.. الباكستانيون ينظرون إليهم بازدراء على الرغم من أن أصحاب المنازل سعداء بالإيجارات الدسمة التي يحصلون عليها.. وعلى الرغم من الاستياء التي يواجهون، فالعديد من اللاجئين يريدون البقاء" في باكستان.

وكالة إنتر بريس سيرفس

0 التعليقات:

إرسال تعليق