حميد غُل: أمريكا تود البقاء
في باكستان لتأمين مصالحها
أجرت جريدة “أمة الإخبارية” حوارا صحفياً مع الجنرال
المتقاعد حميد غُل، استكشفت فيه السيناريوهات التي تجري من تحولات أمنية وسياسية كبيرة
من الولايات المتحدة وحلفاؤها، ويراد لها أن تنزل في واقع الصراعات الإقليمية وبالأخص
فيما يخص دولة باكستان، وتفضل حميد بالإجابة المفصلة مما قد يشحذ فكر القارئ بالخروج
بصورة واضحة عما يراد من سياسيات عالمية تختص بالشأن الباكستاني، عليه قام قسم ترجمة
اللغة الأردية بموقع alyoum.pk
بترجمة الحوار، فإلى مضابطه:
* ما هي إستراتيجية
الولايات المتحدة للسيطرة على طالبان بعد انسحابها من أفغانستان؟
- الولايات المتحدة بعد خروجها من
أفغانستان تريد أن تضع مخالبها في باكستان، والدليل على ذلك أن السفارة الأمريكية في
إسلام آباد وقنصليتها في لاهور مستمرة في توسيع البنية التحتية وحتى أنها قامت في الحصول
على 50 فدانًا من الأرض لتوسعة القنصلية، وفي إسلام آباد قامت بتوسعة مقرها الرئيس
وحصلت على زيادة 84 فدانا من الأرض.
وللعلم أنها تبني هياكل تحت الأرض، ومن هنا نستطيع
أن نقيم الوضع بأن الولايات المتحدة تعزم وتريد البقاء في باكستان إلى فترة طويلة،
ومن ثم السيطرة على الحرب المعقدة مثل ما تودها أمريكا في هذه المنطقة.
وهذا بالضبط ما فعلته في العراق وسوريا وها هي اليوم
في باكستان تعمل على نفس الخطة والطريقة والأسلوب، ويصدق على هذا التحليل ما صرح به
وزير الدفاع الأمريكي بأن حرب العراق وأفغانستان لم تحظى بشعبيه مرموقة، ولهذا لم تبادر
أمريكا في شن الحرب على سوريا لكي لا تفتح باب آخر غير مرغوب فيه. ولذا ستبذل كل جهدها
في أن تجمع أهدافها على الأراضي الباكستانية لكسب ميزانية إضافية، والحفاظ على هيمنتها
كقوة كبرى في المنطقة ولأجل إعطاء غطاء للأنشطة الإسرائيلية والهندية التي تريد أن
تنال من باكستان وشعبها.
* كابول عازمة على توقيع عقد استراتيجي مع واشنطن وإعطائها قواعد عسكرية
أمريكية في أفغانستان بعد عام 2014، فما هي احتمالات فرص النجاح؟
- هذه الفرصة معدومة أصلا، وإذا نجحت الحكومة الأفغانية
والولايات المتحدة في إبرام العقد فلن تستفيد منه بأي نتائج معتبرة، ولن تحصل على أهدافها
المستقبلية في المنطقة، الولايات المتحدة أكدت محاربة مكافحة الأفيون قبل دخولها في
أفغانستان، وبعد مجيئها إلى أفغانستان ازدادت تجارته، وفي هذا الوقت هنالك 2000 فدان
مزروعة وتنتج أفيونا، وأيضا أعلنت أمريكا أنها ستقوم بتشييد البنية التحتية من جديد،
ولم تنجح بل زاد الأحوال دماراً، وكل ما سعت في خلقه هو الدفع بالمجتمع الأفغاني المحافظ
نحو الليبرالية والعمل على تعري النساء باسم الحرية وخاصة في كابل، بل أكثر المتأثرين
من الهجمات هاجروا من مناطقهم وأصبحوا مشردين، ونسبة كبيرة هاجرت حتى من أفغانستان.
ولهذا السبب، المهاجرون الموجودون في باكستان لا يودون
العودة إلى أفغانستان، ولا يرون أن الولايات المتحدة، بوجودها، تعمل على ازدهار بلادهم،
وأنها تعمل على إحلال السلام، خاصة أن واشنطن
لم تحصل على أهدافها خلال 12 عاما، وماذا ستحصل إن بقيت في أفغانستان سنوات أخرى؟
وفي الانتخابات فرضت دستورها ووفقا لإحصائيات مركز
أبحاث (PEO)
الذي عدّد الشعوب التي تود قيام دولها على أساس النظام الإسلامي وضع المركز
أفغانستان أول دولة، وبنسبة تصويت99,1 من الشعب يودون الحكم الإسلامي بما يرون فيه
من الحفاظ على حقوقهم، وأنهم لا يقبلون الدستور الأمريكي المسلط عليهم الذي رأوا فيه
سلب لحقوق الشعب.
وأحيط القارئ بمثالين هما: أن في أيام الملكية الأفغانية
لم يقبل شعبها الدستور العلماني حتى في ظل الاحتلال الروسي رفض الشعب الأفغاني أي دستور
لا يمت إلى مجتمعهم وثقافتهم بصلة.
* هل ينجح
الرئيس حامد كرزاي في إقناع لويا جرجا (مجلس الشورى) على توسيع وتجديد عقد مع الولايات
المتحدة؟.
- لا يمكن.
* هل الولايات
المتحدة قلقة من عودة طالبان كقوة رئيسية بعد انسحابها من أفغانستان؟
- أكد الملا محمد عمر في بيانه بعد خروج الولايات المتحدة
من أفغانستان بأنه لا ينوي الهجوم على كابل بل سيسعى جاهدا للحل السلمي مع الأحزاب
ورؤساء القبائل في بناء إمارة إسلامية، وكما أن الشعب الأفغاني غير مرتاح بوجود القوات
العسكرية الأمريكية، يقول المحللون أن الشعب ينتظر خروج الولايات ودخول الملا عمر في
الحكم، وحتى الآن لا تلوح في الأفق أية حلول للمشكلة الأفغانية، والتي لا تزال حتى
الآن تمثل مشكلة كبيرة تتغير فيها السيناريوهات بمرور الوقت، فبعد مرور 12 عاما من
القتال المتواصل فإن كافة نتائج الحرب لا تعد كافية للولايات المتحدة ولحلفائها وللشعب
الأفغاني، كما أنه لا تزال هناك مشاكل تلوح في الأفق، وتحاول الولايات المتحدة أن تجد
مصالح مشتركة بينها وبين أفغانستان وباكستان من أجل رسم صورة جديدة للتحول على الأرض
في الفترة ما بعد 2014م، والقبائل خاصة لا تود التدخل الخارجي في البلاد، وقد مضت أجيالهم
في الحروب، والآن هم على قمة الانفجار ضد الولايات المتحدة إن لم تخرج من أفغانستان،
حيث تبقى لإنفاذ الانسحاب بعض من الأشهر، وإذا
نجحت في البقاء في أفغانستان ستتحول إلى احتواء التهديدات الأخطر التي تنبع من تلك
المنطقة، ومن أجل تأمين المصالح الأمريكية في الوقت الذي تقلل فيه الكلفة المادية والبشرية،
وعندها ستتحول إلى لقمة سهلة هضمها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق