هيغل: الصين تزعزع استقرار منطقة
بحر الصين الجنوبي
اتهم وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، الصين بـ”زعزعة استقرار” منطقة
بحر الصين الجنوبي، قائلا إن ما تقوم به الصين يهدد تقدم المنطقة على المدى البعيد.
وأضاف هيغل أن الولايات المتحدة “لن تتغاضى” عن تجاهل الدول للقواعد الدولية.
جاء هذا في حديث أدلى به هيغل في مؤتمر شانغري-لا للحوار الذي تستمر أعماله
ثلاثة أيام في سنغافورة بمشاركة الولايات المتحدة ودول جنوب شرقي آسيا.
وحض وزير الدفاع الأمريكي قادة الانقلاب العسكري في تايلاند على إعادة
الحكم الديمقراطي قريبا.
يأتي انعقاد هذا المنتدى وسط توترات متزايدة بين الصين وفيتنام والفلبين
مع توتر في العلاقات اليابانية الصينية بسبب جزر متنازع عليها بإقليم بحر الصين الشرقي.
ويعتبر المنتدى فرصة لاجتماع الوفود من دول المنطقة وجها لوجه للحد من
تلك التوترات والتوصل إلى تسوية بشأنها.
لا للتخويف
وقال هيغل في خطابه إنه خلال الأشهر الأخيرة، تسببت الصين في زعزعة استقرار
المنطقة من خلال إجراءات أحادية الجانب تشكل ضغطا في اتجاه فرض سيطرتها على بحر الصين
الجنوبي.
وأضاف هيغل، نرفض أي استخدام للتخويف أو القهر أو التهديد باستخدام القوة
من جانب أي دولة للتأكيد على تلك الدعاوى. وكان هيغل يشير إلى الطريقة التي أعلنت بها
الصين حقوقا إقليمية في مناطق ببحر الصين الجنوبي قريبة من اليابان والفلبين وفيتنام.
وأكد هيغل على أن هناك خيارا أمام كل دول المنطقة بما فيها الصين، إما
أن تتحد وتعيد التأكيد على التزامها بنظام إقليمي مستقر، أو أن تدير ظهرها للالتزام
بذلك وتخاطر بالسلام والأمن الذي يتمتع به الملايين بالمنطقة.
كما أبدى هيغل دعما لعرض اليابان لعب دور أكبر و”أكثر استباقية” لمصلحة
الأمن الإقليمي الذي وعد به رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في إطار خطابه الجمعة.
وكان آبي قد عرض في وقت سابق توفير زوارق ساحلية إلى دول الجوار التي
ينتابها القلق حيال التكتيكات العسكرية التي تتبعها الصين في الوقت الراهن.
في المقابل، قال مسئولون صينيون إن آبي كان يستخدم “خرافة” التهديد الصيني
لتعزيز السياسة الأمنية اليابانية.
ووفقا لمراسلين بالمنطقة، ظهرت التوترات على السطح في الفترة الأخيرة
بإعلان الصين منطقة دفاع جوي ببحر الصين الشرقي وتصعيدها للمواجهة مع اليابان في ما
يتعلق بالجزر المتنازع عليها ببحر الصين الجنوبي.
وأضاف المراسلون أنه وعلى الرغم من أن بعض أعضاء رابطة دول جنوب شرقي
آسيا “آسيان” لن يميلوا إلى معاداة الصين بسبب العلاقات الاقتصادية والسياسية معها،
رغم ذلك، هناك أعضاء آخرون من المتوقع أن يرحبوا بدور أكبر لليابان في المنطقة.
وتسعى الصين إلى التأكيد على حقها في رقعة واسعة من بحر الصين الجنوبي
تغطي مناطق من دول أخرى بجنوب شرق آسيا.
وقف المساعدات العسكرية
وبالتحول إلى الأحداث التي وقعت مؤخرا في تايلاند، دعا هيغل سلطات الانقلاب
إلى الإفراج عمن احتجزتهم فورا وإجراء انتخابات حرة نزيهة.
وحتى يحدث ذلك، قال وزير الدفاع الأمريكي إن الولايات المتحدة سوف توقف
جميع أشكال المساعدات والعلاقات العسكرية مع بانكوك.
وجاءت تصريحات هيغل بعد ساعات من تصريحات قائد الانقلاب في تايلاند الجنرال
برايوث شان أوشا التي جاءت في خطاب متلفز وأشارت إلى أن الانتخابات الرئاسية لن تعقد
قبل عام.
كما أعلن شان أوشا خطة من ثلاث مراحل تؤدي في نهاية المطاف إلى انتخابات
جديدة، وتتضمن الخطة فترة من شهرين إلى ثلاثة أشهر تشهد مصالحة وطنية بالإضافة إلى
تخصيص عام كامل لكتابة الدستور وإجراء بعض الإصلاحات.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة وتايلاند لديهما تاريخ طويل من التحالف،
وتربطهما علاقات عسكرية قوية، لذا من المتوقع أن يلحق وقف المساعدات العسكرية أضرارا
بالغة بتايلاند أكثر من مجرد الإدانة بشكل عام، والتي تتردد على مسامعنا منذ قيام الانقلاب،
وفقا لمراسل بي بي سي جونا فيشر.
وعلى الرغم من ذلك، من الممكن ألا يشكل قرار قطع المساعدات العسكرية فارقا
يُذكر بالنسبة لقائد الانقلاب العسكري شان أوشا، بحسب مراسلنا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق