أوردت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية خبرًا يُفيد بأنه من المفترض أن
يخرج مالك إسحاق، زعيم إحدى الجماعات الإسلامية في باكستان، من السجن هذا الأسبوع،
وفقًا لما أعلنه الثلاثاء مسئولون محليون، بعد أسبوع من المجزرة التي أودت بحياة 147
طالبًا على يد مقاتلي حركة "طالبان".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الإعلان
عن إطلاق سراح إسحاق قد يؤدي إلى عدم وضوح رسالة حكومة إسلام آباد التي تعهدت بعد مجزرة
المدرسة ببذل كل ما في وسعها لاستئصال التطرف في البلاد دون استثناء.
ومالك إسحق هو زعيم جماعة "عسكر
جنجوي" المسلحة المحظورة والقريبة من تنظيم القاعدة، والتي أعلنت مسئوليتها عن
العديد من الهجمات خلال السنوات الأخيرة، من بينها هجومان استهدفا الأقلية الشيعية
وأسفرا عن مقتل نحو 200 شخص في كويتا بجنوب غرب البلاد في عام 2013.
وصرحت مصادر قضائية أنه من المفترض
أن يخرج إسحق – الذي اعتبرته وزارة الخارجية الأمريكية منذ هذا العام "إرهابياً
عالمياً" – من السجن يوم الخميس بعد أن سحبت حكومة إقليم البنجاب طلبها بتمديد
احتجازه.
وقد تم اعتماد الإفراج الوشيك عن مالك
إسحق من قبل لجنة من ثلاثة قضاة مكلفين بإعادة النظر في حالته في المحكمة العليا في
لاهور، عاصمة البنجاب، بحسب ما صرح به مسئول قضائي رفيع المستوى.
مالك إسحاق كان قد اعتقل لفترة وجيزة في 2012 بسبب التحريض على الكراهية الطائفية.
أمضى عشر سنوات في السجن قبل أن يفرج عنه أيضا في 2011 بكفالة، ويعاد اعتقاله في
22 فبراير 2013.
و"عسكر جنجوي" وهي جماعة تأسست في منتصف تسعينيات القرن الماضي وتكثف
هجماتها على الأقلية الشيعية التي تمثل نحو 17 في المائة من التعداد السكاني المقدر
بـ180 مليون نسمة.
الحركة لها صلات بتنظيم القاعدة وحركة طالبان الباكستانية التي تناهض التحالف
بين حكومة إسلام آباد والولايات المتحدة منذ 2007.
ولد مالك اسحق في عام 1959 لعائلة من الطبقة المتوسطة في بلدة رحيم يار خان
في إقليم البنجاب في باكستان، وعلى الرغم من أن جنوب البنجاب يعاني من الفقر على نطاق
واسع، إلا أن أسرة اسحق تملك متجرا للقماش وكذلك قطعة صغيرة من الأرض.
وكغيره من الأطفال ترك إسحاق المدرسة بعد الصف السادس، وانضم للعمل بتجارة القماش
مع والده، تأثر برجل الدين مولانا حق نواز جنجوي، “سباه صحابة باكستان” التي أنشئت
في عام 1985، بغرض مكافحة تنامي نفوذ الثورة الإيرانية.
وبعد لقائه مولانا جنجوي في عام 1989، انضم اسحق رسميا لمنظمة “سباه صحابة باكستان”
في تلك السنة نفسها. وفي عام 1997، اعتقلته السلطات الباكستانية بتهمة القتل والتهديد
بالقتل والترهيب. وتزعم السلطات بأنه العقل المدبر لهجوم سيئة السمعة على فريق الكريكيت
السريلانكي في لاهور في عام 2009 من زنزانته في السجن. وفي هذا الهجوم، قامت مجموعة
من المسلحين على حافلة تقل لاعبي الكريكيت السريلانكي مما أدى إلى إصابة ستة منهم وستة
من رجال الشرطة الباكستانية واثنين من المدنيين قتلوا.
وعلى الرغم من العديد من الاتهامات أفرجت السلطات عن إسحاق واخرج من السجن في
تموز 2011 بسبب عدم كفاية الأدلة، وبعد إطلاق سراحه، كان أول بيان له بين أنصاره “نحن
مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل شرف أصحاب النبي الكريم”. وفسر تصريحه على الفور باعتباره
يشكل تهديداً.
بعد فترة وجيزة من الإفراج عنه، كان هناك ارتفاع ملحوظ في الهجمات على الشيعة
في عدة مدن باكستانية نسبت إلى عسكر جنجوي
أدرجت الولايات المتحدة اسمه ضمن قائمة الإرهاب الدولية، وقالت وزارة الخارجية
الأميركية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني في السادس من فبراير 2014 إن “مالك إسحاق
اعترف عام 1997 بضلوعه في أنشطة إرهابية أدت إلى مقتل أكثر من 100 باكستاني”.
وأشارت الوزارة إلى أنه اعتقل أيضا فيما يتصل بتفجيرين
في مدينة كويتا بغرب باكستان أسفرا عن مقتل نحو 200 شخص العام 2013 . وتابعت الخارجية
الأميركية أن “جماعة عسكر جنغوي تخصصت في الهجمات المسلحة والتفجيرات، وأعلنت مسئوليتها
عن مقتل عدد من القيادات الدينية وقادة المجتمع المدني الشيعة في باكستان”.
0 التعليقات:
إرسال تعليق