كتب
: أحمد نصر الدين
توجه رئيس الوزراء
الهندي "ناريندرا مودي" (المعروف بعدائه للمسلمين)، إلى ولاية "كشمير
المحتلة"، لحشد التأييد لحزبه الهندوسي المتعصب "بهاراتيا جاناتا"،
(الهندوسي المتطرف)، على أمل الفوز في الانتخابات المحلية للولاية.
وازداد التوتر
في الولاية، بعد مقتل البعض من جنود ورجال الأمن في هجوم على معسكر للجيش الهند في
أواخر الأسبوع الماضي، وانتشرت آلاف القوات الحكومية في أنحاء الولاية، لتأمين رئيس
الوزراء الهندي. ويأمل مودي خلال زيارته في حصد حزبه الهندوسي لأصوات ناخبي منطقة
"جامو" التي يغلب عليها الهندوس، ومنطقة "لاداخ" البوذية، والمستقلين
للفوز بالأغلبية في برلمان الولاية.
وكشمير ذات الأغلبية
المسلمة التي تعاني من الفقر والاضطهاد والفساد السياسي بسبب الاحتلال الهندوسي منذ
أكثر من 60 سنة، تشهد اليوم نزاعات بين باكستان والهند من جهة وبين المعارضة والجهاديين
الرافضين للاحتلال الهندوسي من جهة أخري.
مؤيد ومعارض
وبدأت الانتخابات
المحلية في أواخر شهر نوفمبر الماضي، في الشطر الذي تحتله الهند من إقليم كشمير، وسط
دعوات للمقاطعة من المعارضين للسيادة الهندية، وتقول إنها ممارسة غير شرعية تحت الاحتلال
الهندي العسكري. بينما تري الأحزاب الموالية للحكومة الهندية هناك، أن الانتخابات ستعزز
التنمية والاقتصاد. وعرض مودي على سكان كشمير فرص عمل جديدة وإنشاء مدن ذكية في الإقليم
بغية إنهاء المعارضة وربط المنطقة ذات الأغلبية المسلمة أكثر بالهند.
مودي والعداء للمسلمين
يجسد مودي الجناح
المتشدد في حزبه "بهاراتيا جاناتا" ويثير عدم ثقة لدى البعض من أعضاء الحزب.
بدأ حياته السياسية منذ انضمامه إلي منظمة "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" المتطرفة
التي تعتمد علي أساليب شبه عسكرية، وقد حظرتها الحكومة الهندية عدة مرات، وغالبا ما
يبدي قادتها موقفا عدائيا حيال المسلمين.
وقاد مودي جماعات هندوسية متطرفة عام 1992م، قامت
بهدم وحرق المسجد التاريخي "بابري" وشيدت مكانه معبدا هندوسيا.
وخلال حكمه لولاية
"غوجارات" شهدت الولاية أكبر مذبحة في تاريخ الهند، وقتل فيها ألاف المسلمين،
وجهت لمودي وحكومته التهم بمساعدة جماعات هندوسية متطرفة في قتل المسلمين وحرقهم.
كشمير الموقع والمساحة
ولاية "جامو
وكشمير" التي تقع في جبال الهيمالايا وسط وجنوب آسيا، تلتقي حدودها من الغرب والشمال
الغربي بـ"باكستان" ومن الجنوب بـ"الهند" ومن الشرق والشمال الشرقي
بدولة "الصين الشعبية" ومن الشمال الغربي بـ"أفغانستان".
وتبلغ مساحتها
حوالي 242,000 كم, فهي أكبر مساحة من أي واحدة من 68 دولة مستقلة في العالم، وأغلبية
سكانها مسلمون، نسبتهم أكثر من 80%، بينما الباقون خليط من الهندوس والسيخ والبوذية
والمسيحية.
الاحتلال الهندوسي
بعدما أعلنت بريطانيا
استقلال الهند عام 1947م، وقيام دولتين مستقلتين هما الهند وباكستان وطبقا لخطة التقسيم
تنضم المناطق ذات الأغلبية المسلمة إلي باكستان، والمناطق ذات الأغلبية الهندوسية إلي
الهند، ولهذا التقسيم ينبغي أن تنضم ولاية "جامو وكشمير" ذات الأغلبية المسلمة
إلي باكستان. لكن الهند خالفت هذا الإعلان،
وأسقطت ولاية كشمير في قبضتها.
دارت حربتين بين
الهند وباكستان بشأن كشمير خلفت ألاف القتلى وتوتر العلاقات بين البلدين، وتدخلت الأمم
المتحدة ودعت البلدين لوقف إطلاق النار والتزامهم بإجراء استفتاء حر نزيه في كشمير
بموجب قراري الأمم المتحدة الصادرين في أغسطس 1948 ويناير 1949م, ليقرر الشعب الكشميري
مصيره بنفسه إما الانضمام إلى النهد أو باكستان.
ولكن في ظل القلوب
الكارهة للمسلمين والتي لا تعترف بآدميتهم ظل الوضع علي ما هو عليه، ومازالت الحكومة
الهندية تتجاهل وتحتقر جميع قرارات الأمم المتحدة والتزاماتها الدولية باحترام رغبة
الشعب الكشميري، وعمدت إلى ضم الولاية إلى الاتحاد الهندي عن طريق الغش.
وحتى الآن يعيش
شعب كشمير المسلم حياة مليئة بالظلم والاضطهاد وإبادة الأخضر واليابس بما تمارسه
"السلطة الهندية".
0 التعليقات:
إرسال تعليق