الحكم الإسلامي في أراكان
دخل الإسلام بورما عن
طريق أراكان في القرن الأول الهجري، بواسطة التجار العرب، وعلى رأسهم الصحابي الجليل
سعد بن أبي وقاص بن مالك رضي الله عنه، ومجموعة من التابعين وأتباعهم. حيث كان العرب
يمارسون مهنة التجارة، ولأجلها يسافرون إلى أقاصي البلاد ودانيها. وفي يوم من الأيام
انكسرت سفينتهم أثناء سفرهم للتجارة في وسط خليج البنغال على مقربة من ساحل أراكان،
فاضطروا إلى اللجوء إلى جزيرة رحمبري بأراكان، وبعد ذلك توطنوا في أراكان، وتزوجوا
من بنات السكان المحليين.
وحيث إنهم وعوا قوله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا
عني ولو آية»، وقوله: «فليبلغ الشاهد الغائب»، فبدءوا بممارسة الأعمال الدعوية بين
السكان المحليين بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن ثَمّ بدأ السكان المحليون يدخلون في
دين الله أفواجًا. ثم تردد عليها الدعاة من مختلف مناطق العالم، وازداد عدد المسلمين
يومًا فيومًا، و أقاموا في أراكان دولة إسلامية ما بين عامي 1430-1784م أي لمدة
350 عاماً تعاقب خلالها على الحكم 48 ملكاً وسلطاناً مسلماً أقاموا حكم الشريعة الإسلامية
وكان أولهم هو سليمان شاه ، وكان يشترط في السلطان أن يكون حاملاً لشهادة الفضيلة في
العلوم الإسلامية قبل توليه العرش ، وكانت العملات والأوسمة والشعارات الملكية منقوش
عليها كلمة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وقوله تعالى { وأن أقيموا الدين } واستمرت
الحكومة الإسلامية فيها أكثر من ثلاثة قرون ونصف إلى أن هجم عليها البوذيون عام
1784م.
0 التعليقات:
إرسال تعليق