كيري يريد تهدئة مخاوف الهند بشأن أفغانستان
يحاول وزير الخارجية
الأميركي جون كيري الاثنين تهدئة مخاوف الهند من الانسحاب المبرمج للقوات الأميركية
من أفغانستان، داعيا إلى دور أكبر لنيودلهي في المنطقة.
والتقى كيري في زيارته
الأولى إلى الهند كوزير خارجية نظيره الهندي سلمان خورشيد بعدما أعلنت الولايات المتحدة
عن مفاوضات سلام مقبلة مع طالبان بفضل مكتب الحركة الذي فتح في قطر قبل أن تقول واشنطن
إنها ليست مستعدة بعد للقاء ممثلين عن المتمردين الأعداء اللدودين للهند.
وكانت الهند أحد أهداف
نظام طالبان في أثناء حكمه في أفغانستان من 1996 إلى 2001 عند الإطاحة به.
وحذر كيري السبت في
زيارة إلى الدوحة من أن امتناع طالبان عن تهدئة مخاوف واشنطن "فقد نضطر إلى بحث
إغلاق مكتب" طالبان في الدوحة.
وفي خطاب ألقاه عند
وصوله إلى العاصمة الهندية أمس الأحد، أكد وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة
"واقعية جدا" بشأن الصعوبات في أفغانستان واعترف بأن "التوصل إلى اتفاق"
مع طالبان "يحتاج إلى وقت طويل على الأرجح".
وقال كيري "لنكن
واضحين. أي اتفاق سياسي يجب أن يترجم بالضرورة بقطيعة بين طالبان و(تنظيم) القاعدة،
والتخلي عن العنف وقبول الدستور الأفغاني وخصوصا في ما يتعلق بحماية كل الأفغان من
رجال ونساء". وأكد الوزير الأميركي أن "أفغانستان يجب ألا تصبح مجددا ملاذا
للإرهاب الدولي".
وتستعد الولايات المتحدة
وحلفاؤها إلى سحب 100 الف رجل في العام المقبل ما ينهي نزاعا مستمرًا منذ 12 عاما يتضاعف
الرفض الشعبي له.
ودعا كيري الذي وصل
إلى نيودلهي قادما من قطر، الهند إلى القيام بـ "دور رئيسي" في الانتخابات
الأفغانية التي ستجري في 2014 حيث سيختار الناخبون الأفغان خلفا للرئيس الحالي حميد
كرزاي.
واعتبر أن الهند هي
شريك عالمي في جهود بلاده لبناء ديموقراطيات أقوى في جنوب آسيا و"قارة أكثر سلما
وازدهارا من القوقاز إلى السواحل اليابانية" مضيفا أن الهند "يمكنها أن تقوم
بدور رئيسي في مساعدة الحكومة الأفغانية على تحسين نظامها الانتخابي وخلق إطار مستقل
وموثوق لحل الخلافات".
لكن كيري الذي أرجأ
زيارة إلى باكستان جارة الهند ومنافستها للتركيز على الأزمة السورية أعرب عن تأييده
للمصالحة بين البلدين اللذين تواجها في ثلاث حروب منذ استقلالهما عام 1947 من بينهما
اثنتان حول منطقة كشمير المتنازع عليها.
ورحب بدعوات رئيس الوزراء
الباكستاني الجديد نواز شريف إلى زيادة التبادلات التجارية الثنائية التي ما تزال متواضعة.
وعمل السيناتور والمرشح
الرئاسي السابق كيري مطولا من أجل تحسين العلاقات الصعبة بين الولايات المتحدة وباكستان
ساعيًا من أجل تزويد مساعدات إلى باكستان بقيمة مليارات الدولارات.
وأدى دوره الرئيسي في
منح باكستان هذه المساعدات لتحفيز اقتصادها إلى عدم ارتياح في بعض الأوساط الهندية.
وكتب راجا موهان في
افتتاحية الصحيفة الهندية اكسبرس الاثنين أن "جهود اوباما لصداقة مع الصين من
أجل إحلال الاستقرار في آسيا والسعي للحصول على مساعدة الجيش الباكستاني في الانسحاب
من أفغانستان أدخل جرعة من الغموض إلى العلاقات الثنائية بين الهند والولايات المتحدة".
0 التعليقات:
إرسال تعليق