تزايد اعتناق الإسلام بين سكان أستراليا الأصليين

تزايد اعتناق الإسلام بين سكان أستراليا الأصليين
تزايدت أعداد المسلمين، بين سكان «أستراليا» الأصليين، المشهورين باسم «الأبورجنيز»، وزاد إقبالهم على اعتناق الدين الحنيف، في ظل انتشار أعمال الدعوة الإسلامية، بشكل واسع هناك، رغم ما تمارسه السلطات الأسترالية، من تضييق وتمييز عنصري ضد المسلمين.
وأزعج إقبال سكان أستراليا الأصليين على اعتناق الإسلام، كثيرا من الساسة والأحزاب المتطرفة هناك، والتي لا تحمل سوى الحقد والكراهية لدين التوحيد.
وبحسب ما ذكرته شبكة «الالوكة» الالكترونية فقد أعرب «بيم هيكت» - مرشح حزب «أستراليا الناهضة» لنيابة الشعب في ولاية «كوين أيلند» - عن انزعاجه الشديد بسبب الأنشطة الدعوية المكثفة، التي يقوم بها المسلمون في البلاد، والتي أثمرت عن انتشار الإسلام بين الأبورجنيز.
وقال «هيكت»: نحن نشعر بالقلق الشديد، تجاه اعتناق السكان الأصليين لـ «أستراليا» للدين الإسلامي، لأن هذا يعني، أن الإسلام سيتحوّل للدين الوحيد على هذه الأراضي.
أعداد المسلمين
وقد أظهر الإحصاء الأسترالي الجديد، لعدد سكان أستراليا وتوزعهم الديني، ارتفاع عدد المسلمين في أستراليا، إلى ما يقارب 480 ألف شخص، أي بنسبة 2.2 بالمائة من إجمالي عدد السكان، مقارنة بإحصاء عام 2006، الذي قدّر عدد المسلمين 340 ألف شخص، أي بنسبة 1.7 بالمائة من عدد سكان أستراليا، البالغ ما يقارب 23 مليون شخص.
دخول الإسلام
وكان أول وصول للإسلام إلى أستراليا، في سنة 1850م، ووراء قدوم الإسلام إلى هذه المنطقة قصة غريبة، أساسها (الإبل)، ففي سنة 1849م استقدمت السلطات الأسترالية 12 جمالا و120 جملا، وكان هذا لاكتشاف مجاهل الصحراء الأسترالية، ولما كان الأفغانيون من أوائل القادمين، لذا أطلق الأستراليون اسم (الأفغان)، على كل من يأتي مع الإبل، هذا على الرغم من أنهم استقدموا الإبل والأبالة من باكستان والهند وإيران، ثم اختصر الاسم إلى (غان) بدلا من (أفغان)... ولما زاد العدد قاموا بتشييد العديد من المصليات، عبر طريق القوافل التي سلكوها داخل أستراليا في مدن ادليد، وفرينا، ومرى، ولما ترك استخدام الإبل وتقدّمت وسائل المواصلات، اشتغل المسلمون بحرف أخرى كالتجارة والتعدين، واندمجوا في المجتمع الاسترالي، أو عادوا إلى بلادهم.
أما العامل الثاني، من عوامل دخول الإسلام وانتشاره في أستراليا -وهو الأقوى تأثيراً- فتمثل في هجرة المسلمين من أقطار عديدة إلى أستراليا، كالهجرة من المناطق القريبة، مثل غينيا الجديدة والببوان ومن أندونيسيا، والهجرة من باكستان والهند، وكذلك هجرة من تركيا، ولبنان، وقبرص، ومصر، وألبانيا، ويوغسلافيا، وبدأت هذه الهجرات في سنة 1334هـ.
وفي بداية القرن الحادي والعشرين، كان المسلمون قد أتوا من أكثر من60 بلدا إلى أستراليا، أبرزهم من البوسنة والهرسك، تركيا، لبنان، إندونيسيا، ماليزيا، إيران، فيجي، ألبانيا، السودان، مصر، فلسطين، العراق، أفغانستان، باكستان، بنغلاديش، وغيرها من البلدان، وأكبر الجاليات تعداداً هي الجالية اللبنانية، تليها التركية ثم بقية الجاليات الأخرى، ويتمركز جلّ الجاليات في مدينة سيدني وميلبورن، فسيدني هي أكبر مدن أستراليا وأكبر تجمع إسلامي موجود في هذه المدينة.
واستلم في شهر يوليو/تموز الماضي، النائب في البرلمان الأسترالي، عن حزب العمل عيد هوسيتش، منصبه كأول وزير مسلم في أستراليا، والذي أدى القسم على القرآن الكريم، أمام الحاكمة العامة لأستراليا، في المقابل أطلقت رئيسة وزراء أستراليا، جوليا جيلارد، تحذيرا جديدا للمسلمين الأستراليين، حيث طلبت من المتعصبين للشريعة الإسلامية، التي لا تتوافق مع التقاليد الغربية، مغادرة الأراضي الأسترالية.
الهيكل التنظيمي لمسلمي أستراليا
يبدأ الهيكل التنظيمي لمسلمي أستراليا، من أن كل جالية أو جنسية عرقية مهاجرة، لها جمعيتها التي تسجل رسمياً، ومن مجموع هذه الجمعيات يتكوّن المجلس الإسلامي للولاية، ومن مجموع مجالس الولايات يتكوّن الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية، وهو المظلة الرسمية الكبرى للمسلمين في أستراليا، وله اجتماع كل سنتين، ويسمى الكونغرس الإسلامي، الذي من خلاله يتم اختيار وترشيح منصب الإفتاء على مستوى القارة كلها.
فالاتحاد الأسترالي هو أكبر الهيئات الإسلامية، أو الممثل الرسمي لمسلمي أستراليا في الداخل والخارج، وكل ولاية لها مجلسها الإسلامي، وأكبر المراكز الإسلامية حالياً، هو مسجد الإمام علي بن أبي طالب، في المركز الإسلامي العام، في ناحية (لاكمبا) في مدينة سيدني.
أبرز المشكلات

من أبرزها ضعف المستوى التعليمي للمسلمين، وانتشار البطالة بينهم، كما أن الجالية الإسلامية مبنية على مبدأ العرقية، إضافة إلى عدم وجود شخصية قيادية للمسلمين في أستراليا، تتميّز بالعلم الشرعي، كما أن هناك تحيّزاً وتخوّفاً من الحكومة الأسترالية، ضد من ينتمون لمنهج السلف، خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر، إضافة إلى انتشار الصوفية خصوصاً بين الشباب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق