خلال زيارة نواز شريف لطهران
توقيع 9 مذكرات أمنية بين إيران
وباكستان
جانب من لقاءات الوفد الباكستاني بالمسئولين الإيرانيين في طهران
وقعت إيران وباكستان على 9 مذكرات تفاهم تهدف إلى توسيع إطار التعاون المتبادل
بين البلدين في مختلف المجالات الأمنية.
ووفقا لمصادر رسمية أن مذكرات التفاهم وقعت بين النائب
الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، واتفق الطرفان
على إنشاء لجنة مشتركة حول قضايا الحدود، وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتهريب
المخدرات والأموال.
وحث السيد جهانجيري خلال اللقاء حكومة باكستان على
الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بمشروع أنابيب الغاز الذي يربط بين البلدين والمتوقع
أن يحمل الغاز الطبيعي من ايران إلى باكستان.
من جانبه سلط نواز شريف الضوء على أهمية المشروع قائلا : إن باكستان تٌرحب بالتعاون متعدد الأطراف
في قطاعي النفط والغاز.
والجدير بالذكر أن الطرفان وقعا على مذكرة اتفاقية
لتبادل السجناء كخطوة إنسانية.
كان رئيس الوزراء الباكستانى نواز شريف زار طهران فى
زيارة رسمية، يرافقه كبار المستشارين وبعض الوزراء، وتعتبر زيارة شريف التى استمرت
يومين تلبية لدعوة الرئيس الايرانى حسن روحانى، أول زيارة لقيادة باكستانية منذ تشكيل
الحكومة الايرانية الجديدة فى اغسطس 2013.
وأكد النائب الاول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري،
بأن إيران تدعم أمن وتقدم واستقرار البلد الصديق والجار باكستان، معتبرا خط انبوب نقل
الغاز الإيراني الى شبه القارة الهندية، رمزا للتعاون بين طهران وإسلام أباد معلنا
استعداد طهران لتطوير التعاون مع إسلام اباد وقال، إن ايران وباكستان دولتان مؤثرتان
في تطورات المنطقة والعالم الاسلامي وان هذه الزيارة بإمكانها فضلا عن توفير مصالح
الشعبين ان تكون مؤثرة ايضا في الوصول الى الاهداف الاقليمية.
وأشار جهانغيري الى الطاقات الوفيرة في البلدين في
مجال الاقتصاد، داعيا الى الرقي بحجم التبادل بينهما إلى 5 مليارات دولار سنويا.
وأشار نواز شريف إلى بعض العقبات القائمة أمام تعزيز
التعاون الثنائي وقال، إن العزيمة والإرادة الجادة للطرفين يمكنها ازالة العقبات وتفعيل
الطاقات المتاحة.
مشروع أنبوب الغاز
وأكد نواز شريف أن مشروع أنبوب نقل الغاز الايراني
الى باكستان، مشروع مهم لباكستان وأضاف، لقد قدمنا خلال الزيارة مقترحا جديدا ونرحب
بالتعاون متعدد الجوانب في مجال النفط والغاز.
وأوضح رئيس وزراء باكستان بان الجمهورية الاسلامية
الايرانية تمكنت من التغلب على المشاكل رغم جميع اجراءات الحظر والعقبات الموضوعة أمامها
خلال الاعوام الأخيرة وقال إن اجراءات الحظر خلقت مشاكل في مجال المعاملات التجارية
والمبادلات المالية بين البلدين ونحن عازمون على معالجتها على وجه السرعة.
تأمين الحدود
ومن ناحيته قال علي خامنئي المرشد الأعلى الإيراني،
إن تأمين الحدود مع باكستان التي تمتد نحو 900 كيلومتر، «من أهم أولويات البلدين»،
منتقدا خلال لقائه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في طهران أمس، انخفاض مستوى التبادل
التجاري، رغم وجود القواسم الثقافية والدينية المشتركة.
وشهدت المناطق الحدودية بين إيران وباكستان، حوادث
أمنية بعد اختطاف تنظيم متطرف في المنطقة لخمسة من حرس الحدود الإيرانيين منذ أكثر
من شهرين. كما اختطف خمسة من قوات حرس الحدود الإيرانيين في إقليم سيستان وبلوتشستان
الجنوبي الشرقي في فبراير، وتم نقلهم إلى باكستان. ثم أطلق سراح أربعة من الحراس المختطفين
في باكستان بعد شهرين من احتجازهم.
وقال خامنئي إن «هناك أيادي خفية تعمل على جعل الحدود
بين إيران وباكستان غير آمنة من خلال مؤامرات كثيرة.. ونحن على علم ودراية ببعض الأنشطة
التي تهدف إلى الإساءة إلى العلاقات بين طهران وإسلام آباد». وقال المرشد الأعلى الإيراني
إن بعض «الحاقدين يحاولون جعل الحدود الممتدة التي تفصل بين إيران وباكستان محل خطر
لتحقيق أهدافهم الشريرة.. من الصعب أن نصدق أن مثل هذه الأحداث طبيعية أو غير مقصودة».
وكان رئيس الوزراء الباكستاني قد وصل إلى طهران الأحد،
على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة تستغرق يومين. وأعرب خامنئي عن أمله في أن تشهد
فترة حكم نواز شريف زيادة الخطط الاقتصادية بين البلدين ومن بينها خط الغاز الذي يربط
بين إيران وباكستان. وأضاف «لا نحتاج إلى إذن من أحد لكي نتوسع في العلاقات بين الدولتين،
والولايات المتحدة التي يعرف الجميع طبيعتها، من بين من يحاولون زرع بذور الخلاف بين
إيران وباكستان».
مباحثات مثمرة
ومن جانبه أعرب رئيس الوزراء الباكستاني عن رضاه عن
زيارته إلى إيران والمباحثات المثمرة التي عقدها مع مسئولين إيرانيين في طهران، قائلا
«سوف أبذل ما في وسعي لرفع مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى ثلاثة مليارات
دولار سنويا.. وأؤكد لكم أن الحكومة الباكستانية سوف تتعامل بجدية مع من يحاولون تصعيد
التوترات على الحدود ولن تدخر جهدا في تأييد الإجراءات التي تتخذها إيران في هذا الصدد».
وفي إطار الزيارة، التقى شريف، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رافسنجاني،
حيث اتفق الطرفان على أن تعمل طهران وإسلام آباد معا على وقف الحرب الأهلية في أفغانستان.
وصرح رافسنجاني قائلا «على الرغم من أن الاحتمالات
السياسية المستقبلية أمام أفغانستان غير مؤكدة، إلا أن إيران وباكستان ملتزمتان بعدم
السماح للحرب الأهلية بالتضحية بالأبرياء من الشعب الأفغاني مرة أخرى». في إشارة إلى
الصراع القائم بين مسلحي طالبان وقوات الحكومة في أفغانستان.
ومن جانبه أبرز شريف إمكانيات تعزيز التعاون بين إيران
وباكستان في مجالات التجارة والاقتصاد والصناعة. وفي إشارة إلى التعاون بين إيران وباكستان
وتركيا في الأعوام الأخيرة، أكد شريف على موقف الدول الإسلامية الثلاث، وقال إن التعاون
بين الدول الإسلامية يمكنه أن يخفف من المشكلات التي تواجه الأمة الإسلامية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق