باكستان تحث الهند علي حل نزاع "كشمير" بطريقة سلمية


بعد عودة "نواز شريف" من الهند ولقائه "مودي"
باكستان تحث الهند علي حل نزاع "كشمير" بطريقة سلمية
كتب : أحمد نصر الدين
بعدما حقق حزب "بهاراتيا جاناتا الهندوسي"  فوزًا كبيرًا في الانتخابات التشريعية الهندية، وتم تنصيب رئيسه "ناريندرا مودي" رئيسا للوزراء يوم الاثنين الماضي، ليصبح رئيس الوزراء الـ15 في تاريخ الهند.
وحضر رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف" حفل التنصيب، في بادرة هي الأولى في تاريخ الهند وباكستان، منذ الاستقلال عام 1947م.
كما جرى صباح اليوم التالي للتنصيب "الثلاثاء" لقاء  بين "مودي" ونظيره الباكستاني في محاولة لإحياء الحوار بين البلدين المتوقف منذ اعتداءات "بومباي" في 2008 التي نسبت الهند مسئوليتها لإسلاميين مسلحين باكستانيين، وهذا اللقاء الذي استغرق 50 دقيقة نوقش فيه عددٌ من القضايا الثنائية وسبل استئناف الحوار.
وفور عودة شريف من الهند  دعا مستشاره للشئون الخارجية والأمن القومي "سرتاج عزيز"  الهند لإيجاد حل سلمي بشأن نزاع  ولاية "جامو وكشمير" العالق بين البلدين.
ونقلت مصادر إعلامية عن "سرتاج عزيز"  قوله في إيجاز صحفي أنه لا يمكن تحقيق الأمن والسلام الدائم في جنوب آسيا دون حل النزاع الكشميري بشكل ودي بين باكستان والهند.
وقال إن باكستان تسعى إلى تغيير إستراتيجية الصدام والمواجهة مع الهند إلى إستراتيجية التفاهم وحل النزاعات العالقة سلمياً عبر الحوار.
ووصف "سرتاج عزيز" الزيارة التي قام بها "نواز شريف" إلى الهند لحضور تنصيب  "ناريندرا مودي" رئيسا لوزراء الهند  بالناجحة، موضحاً أن شريف بحث مع نظيره الهندي إمكانية استئناف محادثات السلام بين البلدين أملا في حل النزاعات العالقة وتحسين مستوى العلاقات الثنائية.
يذكر أن كثيرًا من المسلمين مرتابين حيال "ناريندرا" بسبب تاريخه الممزوج بالعنصرية والكراهية ضد المسلمين، وكذلك منذ الاضطرابات التي اندلعت بولاية "غوجارات" سنة 2002م، وكان "مودي" يرأس حكومتها  حينها، وراح ضحية هذه الاضطرابات أكثر من ألف شخص غالبيتهم مسلمين، دون أن تتدخل قواته.
ويحذر منتقدو رئيس الوزراء الجديد، من أن وصوله للسلطة ينذر بإعطاء الأفضلية للطائفة الهندوسية، وذلك على حساب أقليات دينية وخصوصا المسلمين.
وتواجهت الهند وباكستان في ثلاث حروب منذ الاستقلال، بسبب منطقة "كشمير" المتنازع عليها حتى الآن.
كشمير معاناة شعب
ولاية  "جامو وكشمر" أو "جنة الأرض" كما كان يطلقه عليها سكان شبه القارة الهندية حيث تتمتع بكثرة الحدائق والبساتين والبحيرات، ويوجد بها أحد أعلي القمم الجبلية في العالم، جبل "سياشين جليشو"، ويمر بها طريق "الحرير" الذي يربط بين باكستان والصين، وينبع منها ثلاثة أنهار "السند وجليم وجناب".
وتتميز "كشمير" بموقع جغرافي إستراتيجي بين وسط وجنوب آسيا، حيث تقع في أقصي الشمال من شبه القارة الهندية الباكستانية وفي قلب المنطقة الجنوبية من آسيا الوسطي، وتلتقي حدودها من الغرب والشمال الغربي بباكستان ومن الجنوب بالهند ومن الشرق والشمال الشرقي بدولة الصين الشعبية ومن الشمال الغربي بأفغانستان.
وتبلغ مساحتها حوالي 242,000 كم, فهي أكبر مساحة من أي واحدة من 68 دولة مستقلة في العالم، وأغلبية سكانها مسلمون، نسبتهم 80%، بينما الباقون خليط من الهندوس والسيخ والبوذية والمسيحية، ولكن هذه الأغلبية الهائلة من المسلمين تعيش حياة مليئة بالظلم والاضطهاد وإبادة الأخضر واليابس بما تمارسه "السلطة الهندية" من قتل واغتصاب للحقوق وانتهاك للأعراض، فمنذ اليوم "الأسود" وهو اليوم الذي احتلت فيه الهند ولاية "كشمير" في السابع والعشرين من أكتوبر سنة 1947م، وسيطرتها علي "ثلثي" الولاية وهي تمارس أبشع الجرائم والظلم في حقوق أخواننا المسلمين.
نبذه تاريخية عن الولاية 
أزدهر الإسلام في كشمير سنة 1383م عندما اعتنق حاكم كشمير الإسلام هو وعائلته ووزراؤه ، واتخذ أسما مسلما هو "صدر الدين" وبإسلام الحاكم أسلم معه معظم الهندوس، أنتشر الإسلام في كافة ربوع " كشمير"، وأصبحت دولة يسودها العدل والسلام والرخاء، حكمها الإسلام قرابة "خمس قرون" من الزمن.
واستمرت كشمير تنعم تحت راية الإسلام بالحرية والسلام والرخاء زهاء الخمسة قرون حتى وقعت فريسة في أيد حاكم  البنجاب  الملك السيخي "رانجيت سينغ " وضمها إلى دولته في "البنجاب" سنة 1820م حتى سنة 1846م، مارس فيها علي المسلمين شتي أنواع الظلم، ففرض الضرائب الباهظة وأجبر الناس علي العمل دون أجر، وأغلق العديد من المساجد ومنع إقامة الصلوات فيها، وسن قوانين عنصرية ضد المسلمين، فكان عقوبة ذبح بقرة الإعدام.
وفي عام 1846م لقي السيخ هزيمة ساحقة علي أيدي محتلون وأعداء جدد الانجليز، وقام هؤلاء ببيع كشمير بأرضها وشعبها وكنوزها الطبيعية النادرة بثمن بخس إلي حاكم هندوسي يدعى "غولان سيخ" وهكذا باع من لا يملك لمن لا يستحق،  وأكمل "غولان سيخ" ما بدئه حاكم البنجاب السيخي من ظلم واضطهاد للمسلمين.
أستمر مسلمو كشمير يعانون من شتي أنواع الظلم والفساد والاضطهاد والعنصرية من هؤلاء الهندوس قرابة قرن، وفي أغسطس سنة 1947م أعلنت بريطانيا استقلال الهند، وقيام دولتين مستقلتين هما الهند وباكستان وطبقا لخطة التقسيم تنضم المناطق ذات الأغلبية المسلمة إلي باكستان، والمناطق ذات الأغلبية الهندوسية إلي الهند، وطبقا لهذا التقسيم ينبغي أن تنضم ولاية جامو وكشمير ذات الأغلبية المسلمة إلي باكستان، ولكن القلوب المليئة بالحقد والكراهية دفعت حاكم كشمير الهندوسي إلى قلب كل الموازين، وقرر الانضمام إلي الهند، وأمر رجاله بنزع السلاح من المسلمين العاملين بالجيش والشرطة الكشميرية وهاجم البيوت ونزع ما كان لدي السكان من أسلحة، أعترض المسلمون علي هذه الإجراءات، ووقعت مذبحة استشهد فيها أكثر من ألفي مسلم.
دفعت هذه الأجواء المشحونة أفرادا من القبائل الباكستانية الدخول إلي كشمير لمساعدة أخوانهم المسلمين لما تعرضوا له من ظلم واضطهاد وإبادة وهتك للأعراض، وسيطر هؤلاء المجاهدين علي جزء من الولاية تأسست فيه حكومة كشمير الحرة، وهرب الحاكم الهندوسي "هري سينغ" من عاصمة كشمير "سرينجر" تلك المنطقة التي سيطر عليها المجاهدين  إلي "جامو" وأرسل إلي حاكم الهند كتابا يعلن فيه ضم ولاية كشمير إلي الهند وإرسال قوات من الجيش الهندي لقمع السكان المسلمين وأنصارهم من القبائل الباكستانية.
وفي أكتوبر سنة 1947م المعروف باليوم الأسود دخل الجيش الهندي الأراضي الكشميرية، وبدأ صراع مرير بين عدو غاشم يسعي لإبادة المسلمين وشعب أعزل لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.
واستمر الكفاح المرير بين الجيش المعتدي والمجاهدين الشجعان طوال 15 شهرًا دمويًا, أحست الهند بأنها على وشك الهزيمة، فلجأت إلى الأمم المتحدة مدعية بأن باكستان تهاجم جيوشها في كشمير, وانتهت حرب التحرير الأولى في 31 ديسمبر 1948م باتفاق وقف إطلاق النار والتزمت كل من الهند وباكستان بإجراء استفتاء حر نزيه في كشمير بموجب قراري الأمم المتحدة الصادرين في أغسطس 1948م ويناير 1949م, ليقرر الشعب مصيره بنفسه إما الانضمام إلى النهد أو باكستان.
ولكن في ظل القلوب الكارهة للمسلمين والتي لا تعترف بآدميتهم ظل الوضع علي ما هو عليه، ومازالت الحكومة الهندية تتجاهل وتحتقر جميع قرارات الأمم المتحدة والتزاماتها الدولية باحترام رغبة الشعب الكشميري وعمدت إلى ضم الولاية إلى الاتحاد الهندي عن طريق الغش والاحتيال وادعت أن نواب الشعب المنتخبين صوتوا إلى جانب الانضمام إلى الهند، ولكن من هؤلاء النواب؟
 إنهم الذين وصلوا إلى البرلمان عن طريق التزوير أو تحت نيران بنادق الجيش الهندي وحرابه، كما أن نسبة من أدلى بأصواتهم في آخر انتخابات لم تتعد نسبة 10% من مجموع السكان.
وحتى الآن يمارس الجيش الهندي يوميًا أبشع الجرائم ضد الشعب الكشميري, يحرقون مساكنهم ومتاجرهم وينهبون أموالهم ويعتدون على أعراض المسلمين ويعتقلون الآلاف من الشبان في غارات ليلية أو في ساعات حظر التجول التي تفرض يوميًا على سائر مدن الولاية.
 وأخيرا نقول إن هدف الاحتلال الهندي من ممارساته يوميا من اضطهاد وظلم وهتك لأعراض المسلمين، هو إبادة الوجود الإسلامي وتغيير تركيبة سكان الولاية لتصبح ولاية هندوسية كبقية ولايات الهند, وقد لوحظ أنه بين كل إحصائية تجري للسكان كل عشر سنوات تتناقص نسبة المسلمين 5% في كل مرة حتى أصبحت نسبتهم 80% بعد أن كانت أكثر من 95% قبل انتقال الحكم إلى الهندوس.
المصدر : جريدة الأمة الإلكترونية
http://al-omah.com/newsDetail.aspx?NewsID=51916

0 التعليقات:

إرسال تعليق