نفت روسيا ما تردد عن أن مقاتلات تابعة لقواتها الجوية
“أعاقت سير الطيران المدني” في بريطانيا هذا الأسبوع مؤكدة أن الإجراءات التي اتخذتها
مقاتلات روسية لم تشكل أي “تهديد” أو “عرقلة” لسير الطيران المدني.
وكانت الخارجية البريطانية قد صرحت في وقت سابق من
هذا الأسبوع بأن مقاتلات جوية روسية اقتربت من المجال الجوي البريطاني يوم الأربعاء
الماضي قبل أن ترافقها مقاتلات من سلاح الجو الملكي إلى خارج المجال.
وأضاف بيان الخارجية أن تلك الواقعة ما هي إلى جزء
من عمليات خارجية تقوم بها القوات الجوية الروسية بشكل متزايد على مدار الفترة الأخيرة.
في المقابل، قال السفير الروسي لدى لندن إن المخاوف
البريطانية “غير مفهومة” مؤكدا على تلك الطلعات كانت دوريات “روتينية” في إطار “المعايير
القانونية الدولية”.
وكانت طائرتين،إحداهما من طراز لوسيماوس والأخرى
من طراز كوننجسبي، تابعتين لسلاح الجو الملكي قد أعترضتا طريق المقاتلات الروسية وأخرجتها
من المجال الجوي البريطاني بعد عملية استمرت لـ 12 ساعة.
هذا ورفضت الخارجية البريطانية الكشف عن أي تفاصيل
عن اعتراض مسار الطيران المدني بالبلاد.
ولكن جوناثان بيلي، مراسل بي بي سي لشؤون الدفاع،
قال إن قاذفتين جويتين من طراز تي يو -95 وطراز بير إتش خرقتا المجال الجوي البريطاني
لمسافة بلغت 25 ميلا.
وكانت الطائرات الروسية قادمة من جهة الشمال إلى
بحر المانش مرورا بأيرلندا قبل أن تعود أدراجها مرة أخرى متبعة خط السير ذاته.
وأضاف بيلي أن الطلعة التي قامت بها الطائرتان الروسيتان
لم تُسجل، ولم تكن أجهزة الاتصال اللاسلكية بها تعمل أثناء التحليق في المجال الجوي
البريطاني، بالإضافة إلى امتناع الطيارين عن التحدث إلى برج المراقبة الجوية.
المعايير القانونية الدولية
جاء في بيان صادر عن السفارة الروسية لدى لندن أن
السفير الروسي ألكسندر ياكوفينكو اجتمع بمسئولين بريطانيين لمناقشة الواقعة.
وأضاف البيان أن “هذه الطلعة الجوية (مثلها مثل جميع
الطلعات الجوية الروتينية التي تقوم بها الطائرات العسكرية الروسية) نُفذت في إطار
الالتزام الكامل بالمعايير القانونية الدولية بما في ذلك القواعد والضوابط الحاكمة
للطيران الدولي، دون خرق للمجال الجوي لأي دولة، لذلك لا يمكن اعتبار تلك الطلعة من
الأمور التي تشكل تهديدا أو تسبب ضررا.”
يُذكر أن هذه تلك الواقعة هي حلقة في سلسلة من الوقائع
المشابهة تورطت فيها طائرات حربية روسية. ففي الشهر الماضي، أعرب فيليب هاموند، وزير
الخارجية البريطانية، عن مخاوفه حيال “الانتهاك العدواني للمجال الجوي” من جانب روسيا.
ونشر سلاح الجو الملكي البريطاني بيانا على موقعه
الإليكتروني جاء فيه على لسان أحد المشرفين على المهمة أنه “بفضل التنسيق مع نظم الدفاع
الجوي عبر دول حلف شمال الأطلسي، تمكنا من التخطيط للمهمة مبكرا، وكنا مستعدين لاتخاذ
ما يلزم من إجراءات في الوقت المناسب.”
وأكد أن القوات تدربت على مثل تلك السيناريوهات لذلك
فهي جاهزة طوال الوقت للدفاع عن الأجواء البريطانية.
قال أندرو بروك، طيار متقاعد بسلاح الجو البريطاني
وزميل المركز الملكي للخدمات المتحدة، في تصريحات لبرنامج توداي الذي يُبث على إذاعة
بي بي سي 4 إن وقائع مماثلة يتشهدها مناطق أخرى من العالم.
وأضاف أن “الروس يعودون إلى المشهد العالمي. فقد
أعدو قواتهم الجوية جيدا بعد إهمال استمر لسنوات عدة وهم الآن يستعرضون قدراتهم الجوية
حول العالم.”
وقال جينز ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي،
إن هناك ارتفاعا حادا في عدد الطائرات الحربية الروسية التي اعترضتها القوات القوات
الجوية لعدد من الدول الأعضاء في الحلف داخل مجالها الجوي.
وأضاف أنه “في العام الماضي، اعترضت طائرات تابعة
للحلف طريق طائرات روسية أكثر من 400 مرة.
وكانت أغلب تلك الوقائع قد ضبطت بمعرفة بعثة حلف
شمال الأطلسي بمنطقة البلطيق. كما تضاعف عدد وقائع خرق المجال الجوي من جانب الطائرات
الروسية أربع مرات مقارنة بعددها في 2013. لذلك سوف نظل متيقظين.”
0 التعليقات:
إرسال تعليق