اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي يشعر باستياء
متزايد من مقاومة المتشددين لاتفاق نووي مع الغرب، خصومه أمس بأنهم في الواقع يهتفون
تشجيعا للفريق الآخر في مفاوضات طهران مع القوى العالمية.
وكان روحاني شرع، عقب انتصاره الانتخابي عام
2013 على المتشددين المحافظين، في السعي لإنهاء نزاع نووي عمره 12 عاما مع الغرب، ومن
ثم لرفع العقوبات الصارمة التي شلت اقتصاد إيران القائم على النفط. وتجري منذ نحو
14 شهرا مفاوضات إيران مع الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا،
ولم تف المحادثات بموعد نهائي في نوفمبر 2014 لإبرام اتفاق نهائي شامل يقيد قدرات إيران
الخاصة بالطاقة النووية في مقابل رفع تدريجي للعقوبات.
وفي مواجهة سخط شعبي متنام بسبب عدم الوفاء بوعوده
الانتخابية بإصلاح الاقتصاد، ألقى روحاني باللوم جزئيا على تدخل المتشددين في توقف
تقدم المحادثات. وقال روحاني، في لقاء عام نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية
الرسمية، إن «الجانب الآخر يتصرف بعجرفة، لكن هنا في بلدنا ليس واضحا ما يفعله المنتقدون.
يبدو وكأنهم يهتفون تشجيعا واستحسانا للفريق المنافس». وأضاف بقوله «حينما نسألهم:
ماذا تفعلون؟.. يجيبون: (إننا ننتقد).. والنقد شيء طيب.. ولكن ليس هذا نقدا.. إنه تخريب
للمصالح القومية».
وقال روحاني إن «النقد ليس هو الاستهجان، وليس هو
القذف والافتراء واغتيال الشخصيات. النقد هو أن تقدم طريقة أفضل وأوضح يمكننا بها بلوغ
أهدافنا على نحو أسرع». وتتركز ثقة المتشددين في المؤسسة الأمنية التي يقودها الحرس
الثوري ورجال الدين الشيعة الأقوياء.
ويساند آية الله على خامنئي حتى الآن المحادثات النووية،
لكنه ما زال أيضا يندد بالأعداء الأجانب، وبالشيطان الأكبر، لطمأنة المتشددين الذين
يرون أن المشاعر المعادية لأميركا جزء لا يتجزأ من الثورة الإسلامية في إيران.
وفي الجانب الغربي، يأتي أبرز معارضي اتفاق نووي
مع إيران في الكونغرس الأميركي، وهم يريدون تشديد التشريعات الخاصة بفرض العقوبات على
طهران.
وبموجب اتفاق في عام 2013 أوقفت إيران بعض الأنشطة
النووية الحساسة مقابل تخفيف جزئي للعقوبات. ويحين موعد التوصل إلى اتفاق نهائي في
30 يونيو المقبل. ومن المنتظر أن تعقد جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة
«5+1» في ألمانيا على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن.
وذكرت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية، أمس السبت، أن
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيترأس وفد بلاده في المفاوضات التي ستجرى في
الفترة بين يومي 6 و8 فبراير الحالي.
ومن المنتظر أن يلتقي ظريف نظراءه في دول المجموعة
التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا. ويسعى الغرب
وإيران إلى الوصول إلى اتفاقية أساسية في موعد أقصاه مارس المقبل، على أن يتم التوصل
إلى اتفاق شامل بين الجانبين بحلول يوليو المقبل. ويسعى الغرب من خلال المفاوضات النووية
إلى ضمان عدم قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية، فيما تسعى إيران من خلال المفاوضات
إلى رفع العقوبات الاقتصادية من قبل الغرب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق