الهجمات الأمريكية في باكستان تعزز الاضطهاد ضد المسيحيين

الهجمات الأمريكية في باكستان تعزز الاضطهاد ضد المسيحيين
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مقالا لها، حول اضطهاد المسيحيين الباكستانيين، وقالت إنه تم تحذير الشعب الباكستاني من أن حركة “طالبان” أرسلت انتحاريين إلى المدينة للانتقام من مقتل زعيمهم الأخير في هجوم الطائرات بدون طيار الأمريكية، وسيكون المسئولون الأجانب، وخصوصا الأمريكيين هم الهدف الأول للانتحاريين.
وأضافت أن مؤسسة “فورمان” المسيحية الرائدة في باكستان تحتفل بالذكرى السنوية الـ150، وأن الطلاب المسيحيين مندمجون تماما بها، وأن الكثير من الطلبة غير المسيحيين تعلموا على يد أساتذة مسيحيين، وتبادلوا الاحترام، ولم يكن هناك شك في وجود تعاون وتسامح بين الديانات المختلفة.
وأوضحت الصحيفة أن باكستان كانت في الماضي مختلفة عن الآن، فكان المسيحيون جزءا كبيرا من نسيج الأمة، ولكن الزمن تغير، وأصبحت “فورمان” المكان الوحيد الهادئ للمسيحيين في البحر المضطرب المليء بالهجوم على المسيحيين وتدمير كنائسهم.
في البداية لم يأخذ أحد هذا الاضطهاد على محمل الجد، فالكثيرون من الباكستانيين لا يعلمون الدور الذي لعبه المسيحيون في التاريخ الباكستاني، رغم أنهم يمثلون نحو 1.6% فقط من السكان، إلا أن لهم أثرا كبيرا، خاصة على التعليم، حيث تعلم الكثير من قادة البلد في المدارس المسيحية، وبينت أن هناك مساواة في الحقوق بين المسيحيين والمسلمين والديانات الأخرى في الدستور الباكستاني.
وأشارت الصحيفة إلى أن استهداف المسيحيين جاء وسط انهيار واسع النطاق على النظام العام، فقد تحدت حركة “طالبان”الباكستانية الحكومة، حيث إن سيادة الحكومة بالكاد موجودة فقط في بعض المناطق القبلية في الشمال الغربي، وبسبب الغضب ضد أمريكا، اعتدت الجماعات المسلحة على الكثيرين من المسيحيين ككبش فداء لأمريكا، وهذا يجعل من الصعب على الحكومة الوفاء بوعودها لمساعدة المسيحيين وإعادة بناء منازلهم.

ولفتت إلى أن الباكستانيين الذين دافعوا عن حقوق المسيحيين أصبحوا أنفسهم أهدافا للعنف، وأنهت مقالها بأن وضع المسيحيين يتحسن إذا تم الاهتمام بأسباب عدم الاستقرار من: انهيار القانون والنظام، والفجوة الخطيرة بين الأغنياء والفقراء، وارتفاع الأسعار، ونقص الوظائف، والحرب على الإرهاب بالمنطقة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق