دبي تحرق المال وجوارح الطير تأكل أطفال المسلمين!

دبي تحرق المال وجوارح الطير تأكل أطفال المسلمين!
سُنة الله لا تتبدل ولا تتغير، فما كفر قوم بنعمة الله قط إلا أذاقهم الله لباس الجوع والخوف ونقص الأموال والأنفس والثمرات, وفي زمن اشتد فيه الفقر على أقوام من المسلمين  وأصابهم العوز والحرمان حتى من أساسيات الحياة كالطعام والشراب، نرى أقواما يستهترون بنعم الله ويتلفونها من غير رحمة بعباد الله الآخرين.
في الأمس احتفل العالم بانقضاء عام ودخول عام آخر وقد رافق ذلك اعتداء على قيم الإنسانية من خلال مشاهد  السرف والبذخ وتعبير عن الفرحة بطريقة لا يرضاها الله تعالى ورسوله؛ ففي دبي وحدها تم إطلاق ما يقارب نصف مليون طن من الألعاب النارية في هذا الاحتفال لتدخل بذلك موسوعة جينس وتتغلب على قطر التي سجل باسمها الرقم السابق 75 إلف طن!
يا للعار في تنافس لا يعبر إلا عن جهل وضعف فلو كان فيه خيراً ما سُبقت الصين في هذا وهي المصنعة لهذه الألعاب!
وهنا لنا أن نسأل لماذا عجز العرب عن تقديم شيء في هذه الموسوعة إلا أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع فترى العجب العجاب في ذلك. ففي عالمنا العربي يسجل أكبر مسخن دجاج في العالم, وأطول شارب ولحية وأطول أظافر وأكبر سدر كبسه بل ترى عجل بأكمله يقدم لشخص أو شخصين أو ما يسمى (المفطح) وترى أطنان الأرز التي تلقى في القمامة من غير حياء ولا خوف ولا وجل من الله تعالى، وملايين المسلمين تعيش عيش البؤساء والمحرومين؛ فأطفال لا حليب لهم ومياههم ملوثه وطعامهم شحيح، بل ويموت من يموت منهم من برد الشتاء وحر الصيف فأي إسلام يجمع هؤلاء مع هؤلاء؟
ثم ترى الصين تتحول إلى عملاق اقتصادي وكذا اليابان تنتج للعالم وتخترع من خلال البحث العلمي ما يجعلها تتقدم دول كثيرة وترى أوروبا قد فتحت على بعضها البعض تسهيلاً لشعوبها وترى الطائرات والصواريخ والصناعات المختلفة وزيادة الدخل مما تتنافس به تلك الدول فأي تشابه بين هذين المثالين؟
لعل قائل يقول ما ذنب الغني بما لحق الفقير؟ وهنا نقول له ألم يعلم أن المسلمون كالجسد الواحد يعطف بعضهم على بعض ويعين قويُّهم ضعيفَهم وينصر مظلومَهم، ألم يعلم أن الله تعالى جعل الأغنياء وكلاءه على الأرض؟ فإذا بخل وكلاءه على عياله أخذهم ولم يبالي، ألم يعلم أن للفقير حقاً واجباً في مال الغني؟
- لأن المال مال الله تعالى- ألم يعلم أن الذي يعطي ويمنع هو الله تعالى؟ وأن من أعطاك قد يحرمك، وأن من أسباب زوال النعم الكفر بها وعدم شكر الله تعالى عليها ومن شكره عليها أداء حق الله  فيها، ألم يقرأ  قول الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام أيما أهل عَرصَة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله  فأي ذمة لمن يرى أطفال المسلمين يموتون جوعاً وتأكلهم وحوش الطير وسباعها وهو يلقي بأطنان الطعام في النفايات، ألم يعلم أن الله تعالى سوف يسأله عن النعيم وأن الصحابة رضوان الله عليهم ظنوا ألا حق لهم في فضل زاد أو شراب أو دابة وغيرهم من المسلمين يحتاجونها.
لا أريد أن يفهمني أحدٌ بشكل خاطئ فنحن لا نريد تشليح الناس أموالهم وسلبهم إياها ولا نحسد أحدا آتاه الله من فضله  فالله يسوق الرزق لمن يشاء ويمتحن عباده أيشكرون أم يكفرون ولكن ما يدفعنا إلى قول هذا هو الجشع والطمع الذي يجعل قلة قليلة تلتهم الثروة الكثيرة وتعيث الفساد في البلاد والعباد ثم يحرم من فضول طعامهم وشرابهم وأموالهم من لهم حق مفروض فيه؛ فالزكاة حق للفقراء في أموال الأغنياء وليست منة منهم وصدقاتهم شفاء لمرضاهم كما بين الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام ومن يفعل الخير فإنما يفعله لنفسه ولن ينال الله من صدقات الناس لحومها ولا شحومها ولكن المتصدق ينال التقوى والفوز والفلاح ولن تتزكى نفس إلا بالعطاء والصدقة لذلك سماها الله تعالى الزكاة .
ويشهد التاريخ أن الحضارة لا تُبنى إلا بأسس ثابتة من القيم والأخلاق والجد والمثابرة وأن المحافظة على الأوطان لا تكون إلا بالعمل والإنتاج واحترام النعم فقد تطور العرب بقيم الإسلام العظيم وما نبع منه من عمل راقٍ وفكرٍ اقتصادي صحيح  ثم انحدر دور العرب في العالم بعد تخليهم عن هذه الرعاية والمسؤولية وقد تطورت الدول المتقدمة اليوم بسبب قيام الحكومات بواجب رعاية الشعوب وشعور القطاع الخاص بمسؤولياته تجاه المجتمع فتطورت الصناعة والسياحة والمواصلات والاتصالات وكل مرافق الحياة ومستلزماتها حتى وصلت تلك الدول إلى المستوى المرموق من تقدير المهنة والعمل والبعد عن الخمول والإسراف والاستهلاك الجائر.

ألا يستحي المسرفون الذين وصفهم الله تعالى بأوصاف بشعة أن ما يقومون به من تصرفات يسقط هيبتهم أمام الأمم ولا يرفع من شأنهم، وكان الأجدر بهم أن يتنافسوا في خدمة الأوطان ودعم البحث العلمي والمؤسسات البحثية المختلفة؛ للخروج من فئة المستوردين المستهلكين إلى فئة المنتجين المصدرين، والرقي بمجتمعاتهم واحترام الثروة التي منَّ الله عليهم بها وتسخيرها لخدمة الإنسان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق