الصين..الإبادة الجماعية في تركستان الشرقية

الصين..الإبادة الجماعية في تركستان الشرقية
بقلم : ترسن  جان عثمان
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي ومن بعده في المحطات الإخبارية نبأ حدوث مذبحة في منطقة "ياركند"، التابعة لولاية "كاشغر"، في تركستان الشرقية، التي تحتلها الصين منذ١٩٤٩م، وتسميها بـ"شنجيانغ" (الأرض الجديدة) ومقتل٤٥ شخصاً، لكن الإعلام الصيني ظل صامتا إلى ٣ أغسطس، حتى أعلنت وكالة أنباء" شنخوا" الصينية مقتل٩٦ شخصا بتفاصيل عدد القتلى من "الهان" المستوطنين والأويغور المسلمين واتهمت الأويغور بقيام أعمال "إرهابية" بالهجوم على منشئات حكومية بالسكاكين والهراوات، ولم تذكر الوكالة الأسباب والدواعي، لكنها أعلنت مقتل "جمعة طاهر" إمام جامع "عيد كاه "في كاشغر طعنا بالسكاكين وأنها قتلت إثنين من القتلة وتم اعتقال الثالث.
تعتم كامل
فرضت الصين تعتيم كامل في مدينة "ياركند" منذ٢٧يوليو٢٠١٤م، حيث قامت بقطع الإنترنت والاتصالات، وفرضت حظر التجول، وحاصرت المدينة واستدعت قوات خاصة من المناطق الأخرى ومازال الحصار مفروضا، والاتصالات مقطوعة.
وانتشرت في وسائل التواصل رسالة قادمة من تركستان تشرح تفاصيل ما جرى في "ياركند" .
وطالب صاحب الرسالة تدخل العالم في إنقاذهم ويقول: آخر يوم رمضان اجتمعت عشرات النساء في أحد المنازل في قرية "أليشقو" التابعة لمدينة ياركند لصلاة التراويح ورجالهن ذهبوا إلى المسجد لصلاة العشاء، وداهم مسئولون محليون والشرطة المنزل بحجة تفتيش المنازل فعرفوا أن النساء يؤدون الصلاة، حاولوا اعتقالهن بتهمة تجمع بدون تصريح لكنهن اعترضن وحدثت مشادة كلامية وأطلقت القوات النار عليهن فاستشهد عدد منهن، أحد الشهود من أبناء إحداهن طعن أحد القتلة بالسكين وأرداه قتيلا من ثم تم استدعاء قوات خاصة لموقع الحادث فأمطروهم بالنيران وقتلوا العشرات، من بين الشهداء كان رجل مسن عمره ٧٢ عامًا وطفلة عمرها ٦ سنوات.
في اليوم التالي اجتمع أقارب الشهداء وجيرانهم من ٣قرى حاولوا الذهاب للدوائر الحكومية مطالبين معاقبة القتلة لكنهم واجهوا قوات "مكافحة الإرهاب" التي حاصرتهم من كل اتجاه وأمطرتهم بوابل من النيران فبدأت الفوضى واضطر الناس حمل الأحجار والسكاكين، وأضاف يقول: تم إبادة أهالي ثلاث قرى بالكامل يقدر عدد الشهداء مابين ٤٠٠٠-٤٥٠٠، بعد تلك المجزرة استمرت الصين في صمتها أسبوعا كاملا دون نشر خبر الإبادة، ففي الثالث من أغسطس٢٠١٤م أعلنت وكالة أنباء "شنخوا" الصينية مقتل٩٦ شخصا في قرى ياركند معظمهم" إرهابيين" واعترفت أن "الإرهابيين" لم يكن لديهم متفجرات ولا البنادق وإنما كانوا يحملون سكاكين وفؤوسا.
نقاط تأمل
لو افترضنا جدلا أن الصين لا تكذب ولا تفتري على الضحايا، لماذا لا تنشر صور"الإرهابيين" وهم يقتلون الصينيين ويحرقون السيارات، على الأقل جرائم الـ٥٩ إرهابي الذين قتلوا على أيدي القوات الصينية؟
ثم أن الصين أعلنت مقتل إمام جامع "عيدكاه" في كاشغر٣٠يوليو٢٠١٤م وفي نفس اليوم على يد مجهولين وفرار القتلة من مكان الحادث، في اليوم التالي تعلن قتل شخصين وهما يجريان وفي أيديهما سكاكين، واعتقال ثالث ولم تقدم دليلا أو صور القتلة، كيف يصدق العالم الرواية الصينية؟
كثير من المحللين يرون أن الأجهزة الأمنية الصينية هي التي نفذت قتل الإمام "جمعة طاهر" لتغطية جرائم إبادتها في ياركند وتمويه العالم بأن المسلمين الأويغور متطرفون يقتلون العلماء.
كذلك الصين تستغل الوضع الدولي وأحداث غزة لتنفيذ مخططاتها التي تهدف لإبادة شعب الأويغور المسلم ونهب ثروات تركستان الشرقية.
وبدأت الصين الحرب على الإسلام وتقاليد إسلامية في تركستان الشرقية بعد أن فشلت في تصيين المسلمين وجعلهم ملحدين رغم القمع والاضطهاد ومنع المسلمين من أداء شعائر دينهم مثل الصلاة والصيام كما عرف العالم بتقنين الصين منع الصوم لأغلب المسلمين.
أعمال قمع واضطهاد
المسلمون فى تركستان الشرقية ( الأويغور) يواجهون القمع والاضطهاد ليس له مثيل في العالم، فقد سلبت منهم الإرادة، ممنوعون من السفر بين القرى إلا بتصريح، يتم تهجيرهم من بيوتهم لمناطق صينية وإجبار الفتيات للعمل في مصانع صينية واستغلالهن لأقصى حد في النوادي والبارات، كثير منهن آثرن الانتحار من هذا الذل والمهانة، وبالعكس يتم تهجير الصينيين كعمال وموظفين في تركستان الشرقية بالملايين وتوطينهم لتكريس الاحتلال.
ويقول ناشط وكاتب تركستاني لـ"جريدة الأمةالإلكترونية" رفض الإفصاح عن أسمه أن الصين حاولت وتحاول دائما إبقاء تركستان الشرقية وأهلها خلف الستار الحديدي وممارسة القمع الوحشي كما يحلو لها والعالم كله بلا استثناء فضلا عن إخوانهم في العقيدة نسوا أن هناك أناس مسلمون من الجنس التركي وعددهم بالملايين أصبحوا لقمة سائغة للتنين الصيني ويتم تذويبهم وسط المليار من البشر.
وتابع قائلا: العجيب والمخزي أن العلماء والمثقفين لا يعرفون أن هناك منطقة تحتلها الصين منذ١٩٤٩م يعيش فيها ٣٠ مليون مسلم من العرق التركي بل هم أبو الأتراك.

وتطالب منظمات حقوقية،بعد تلك المجازر البشعة واللا إنسانية الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والدول المتشدقة بالديمقراطية وحقوق الإنسانية أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه انتهاك الصين الفاضح لحقوق الإنسان في تركستان الشرقية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق