هل
يرهب رئيس الوزراء الباكستاني خصومه للحفاظ على حكمه؟
أثارت محاولة قتل أحد زعماء المعارضة الباكستانية احتقانا
واسعا لدى مناهضي حكومة رئيس الوزراء نواز شريف، مطالبين برحيله وذلك في اضطرابات لم
تشهدها البلاد منذ أكثر من عام تزامنا مع هجومين لمسلحين متشددين على قاعدتين عسكريتين،
وهو ما ألقى بظلاله على مستقبل يتطلع فيه الجيش لسدة الحكم من جديد.
نجا عمران خان أبرز زعماء المعارضة في باكستان، أمس
الجمعة، من محاولة اغتيال عندما أصاب مسلحون مجهولون سيارته بأعيرة نارية عندما كان
يقود مؤيديه في تظاهرة حاشدة بمدينة غوجرانوالا الواقعة بإقليم البنجاب في شمال شرق
البلاد.
وقد اندلعت اشتباكات في العاصمة إسلام آباد عندما تجمع
محتجون باكستانيون من حركتي إنصاف بزعامة خان وحركة الشعب “عوامي” بزعامة الداعية طاهر
القادري المعارضتين في أكبر تحد للحكومة المدنية التي يقودها نواز شريف منذ 5 يونيو
العام الماضي.
جاء ذلك بعد سويعات قليلة من هجومين منفصلين لمتشددين
على قاعدتين لسلاح الجو في مدينة كويتا الواقعة بغرب البلاد، حيث قتل 10 مسلحين وأصيب
13 من أفراد قوات الأمن في ثالث هجوم تشهده مطارات البلاد منذ يونيو الماضي.
وذكرت متحدثة باسم نجم الكريكت السابق والسياسي المعارض
خان أن أشخاصا يحملون ملصقات وشارات لحزب الرابطة الإسلامية الحاكم هاجموا موكبه ورشقوه
بالأحذية والحجارة لكنه لم يصب بأذى.
وأوضحت أن الهجوم على موكبه تطور ليصل إلى إطلاق الرصاص
على سيارته من قبل أحد أتباع حزب رئيس الوزراء، لكنها أكدت أنه لم يصب بأذى جراء تلك
الحادثة.
وفي السياق نفسه، نشرت حركة إنصاف بيانا على صفحتها
في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قالت فيه إن “مجموعة من مناصري الحزب الحاكم أطلقت
النار على موكب خان ورشقته بالحجارة”، دون مزيد من التفاصيل.
في المقابل، لم يعلق الحزب الحاكم على ذلك الأمر غير
أن الحكومة استنكرت المسيرات التي ترى أنها محاولة لعرقلة الديمقراطية في البلاد.
لكن بعض أعضاء الحزب الحاكم أشاروا إلى أن الاحتجاجات
مدعومة سرا من قبل عناصر بالجيش الذي تربطه علاقة مضطربة برئيس الوزراء.
وقد شددت الإجراءات الأمنية في العاصمة وأغلقت السلطات
العديد من الطرق الرئيسية بحاويات الشحن والأسلاك الشائكة في محاولة لإحباط المسيرات
المناهضة للحكومة.
ويقود خان والقادري مسيرتي احتجاج إلى العاصمة ضد حكومة
شريف بعد أن قاما بدعوة أنصارهما، الأحد الماضي، حيث يعتزمان الاعتصام حتى يستقيل شريف
من منصبه.
وانطلقت “مسيرة الحرية” في إشارة إلى الذكرى السابعة
والستين لاستقلال باكستان في يوم يطلق عليه اسم “يوم الحرية”، أمس الأول، من مدينة
لاهور الواقعة في شرق البلاد (300 كلم عن العاصمة) حيث وصلت مساء أمس، إلى إسلام آباد.
واتهم خان خصمه شريف بالتصرف كالطبقة الارستقراطية
الإقطاعية التي تسيطر على قطاعات كبيرة من الاقتصاد، حيث قال في اجتماعه الحاشد بمدينة
غوجرانوالا القريبة من لاهور إن “الملكية تشرف على نهايتها مهما كلفنا الأمر”.
كما شدد على عزيمة مؤيديه بهدف الضغط على رئيس الوزراء
لدفعه إلى الاستقالة قائلا “قلت إن مليون شخص سيشاركون في المسيرة نحو إسلام آباد وسيسيرون”،
في حين أشار، مراقبون، إلى احتشاد ما بين خمسين إلى مئة ألف متظاهر في العاصمة.
وتأتي هذه الاحتجاجات على خلفية مزاعم اتهامات المعارضة
لشريف بتزوير الانتخابات التي جرت العام الماضي.
وكان القادري الكندي الباكستاني وحزبه قد قاطعا الانتخابات
التي جرت العام الماضي بعد أن قاد اعتصاما حاشدا في قلب إسلام آباد مطالبا بإصلاحات
انتخابية.
ويرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات تعد أكبر تحد لرئيس
الوزراء الباكستاني منذ توليه منصبه قبل أكثر من عام، والذي يواجه أيضا خطر التنظيمات
الإسلامية المتشددة والمسلحة والمهددة لأمن واستقرار البلاد وعلى رأسها حركة طالبان.
كما أشاروا إلى أن الجيش يحاول الضغط على شريف بسبب
عدة خلافات لا سيما محاكمة الجنرال السابق برويز مشرف بتهمة “الخيانة العظمى” دون محاولة
الإطاحة بحكومته.
وأثارت هذه الاحتجاجات تساؤلات، بحسب محللين، حول الاستقرار
المنشود في باكستان في وقت تشن فيه قوات الجيش هجوما على مقاتلي حركة طالبان الباكستانية
فضلا عن زيادة نفوذ الجماعات المعادية للغرب والجماعات الطائفية.
فقد أحبطت قوات الجيش محاولة اقتحام مسلحين يعتقد أنهم
من أحد أجنحة حركة طالبان باكستان، وفق مصادر عسكرية، قاعدتي “خالد” و“سامونجلي” العسكريتين
الجويتين الليلة الفاصلة بين الخميس/الجمعة بكويتا عاصمة ولاية بلوشستان المضطربة في
أحدث هجوم للمسلحين على المنشآت العسكرية والمدنية في البلاد.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين، لكن تقارير
تحدثت عن أن المهاجمين من المتشددين الأوزبك.
يذكر أن متشددين اقتحموا في يونيو الماضي مطار “كراتشي”
الدولي مما دفع باكستان إلى شن عمليات ضد معاقل المتمردين في منطقة شمال وزيرستان القبلية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق