طبول حرب أم توازن رعب بين الهند وباكستان؟

أسئلة بشأن احتمالات تصعيد جديد بين الهند وباكستان مع استمرار سباق التسلح واستعراض القوة، وزيادة في خروقات وقف إطلاق النار على الحدود، وإسلام آباد ترى تضاؤلا في إيجاد حلول وأن التصدي للهند أولوية رغم الاقتصاد المتعثر.
بعد أشهر من التوتر بين باكستان والهند إثر قرار نيودلهي إلغاء اجتماع وكيلي وزارتي خارجية البلدين في إسلام اباد أواخر أغسطس الماضي، جاءت تجارب الصواريخ البالستية التي أجريت في البلدين في الأسبوعين الأخيرين لتؤكد رغبتهما في استعراض القوة.
ويطرح ذلك أسئلة كثيرة بشأن احتمالات تصعيد جديد بين الجارتين النوويتين اللتين خاضتا ثلاث حروب في تاريخهما.
ويرى خالد عبد الرحمن مدير مركز دراسات السياسات في إسلام آباد أن سباق التسلح لم يتوقف بين البلدين منذ العام 1998 حيث أجرت كل منهما تجارب نووية.
استعراض القوة
وتربعت الهند على عرش قائمة أكثر دول العالم استيرادا للأسلحة في الأعوام الخمسة الماضية، بينما بقيت باكستان ضمن قائمة أكثر 10 دول في استيراد الأسلحة في الفترة نفسها رغم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها.
ويضيف عبد الرحمن أن سباق التسلح واستعراض القوة مستمر منذ عقود بين الهند وباكستان، ولكن الأشهر الأخيرة شهدت تصعيدا بعد تسلم ناريندا مودي سلطاته رئيسا لوزراء الهند.
وقد زادت التصريحات الهندية المعادية لباكستان، وزادت خروقات وقف إطلاق النار في المناطق الحدودية، الأمر الذي قرأته إسلام آباد على أنه تضاؤل آمال في التوصل إلى حلول مع الحكومة الهندية الجديدة وضرورة مواجهة استعراض القوة الهندية باستعراض مماثل لقوة باكستان وقدراتها العسكرية.
هجومي ودفاعي
ويقارن عبد الرحمن بين برنامجي تسلح باكستان والهند، ويقول “إن الفرق الأساسي بين البرنامجين هو أن البرنامج الباكستاني دفاعي ويهدف إلى مواجهة الهند بالدرجة الأولى حيث لا تخشى باكستان من جيرانها الآخرين بحكم تفوقها عليهم عسكريا وشراكتها الإستراتيجية مع الصين.
ويضيف ولكن “برنامج التسلح الهندي هجومي ودفاعي معا، ويهدف إلى مواجهة كل من باكستان والصين حيث تشهد الحدود الصينية الهندية توترا من وقت لآخر“.
وأشار إلى أن الهند تهدف من خلال الإنفاق على التسلح إلى زيادة نفوذها الإقليمي والدولي، فهي تطالب بمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، كما تطالب بدور قيادي في مؤسسات جنوب آسيا وتعرض خدماتها العسكرية على كل من بنغلاديش وأفغانستان.
توظيف أموال
ويبين علي نقوي رئيس معهد إسلام آباد للدراسات الدولية أن “التصدي للهند من خلال تطوير القدرات الدفاعية الباكستانية أولوية رغم الاقتصاد المتعثر وتدني مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في باكستان.
ويضيف أن شعار “سنأكل العشب لنصنع سلاحا نوويا يردع الهند” الذي أطلقه ذو الفقار علي بوتو مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وذلك لدى إطلاق البرنامج النووي الباكستاني ما زال هو الجواب الذي تسمعه من جميع أطياف المجتمع إذا سألت عن أهداف برنامج التسلح الباكستاني.
ويوضح أن “الأحزاب التي تطالب بتطوير التجارة مع الهند تحاول إقناع الشارع بذلك من خلال الدعوة لتوظيف أموال الضرائب والجمارك التي ستجبى من هذه التجارة في زيادة القدرات الدفاعية لمواجهة الهند“.
استمرار العداء
وبشأن البرنامج الصاروخي الباكستاني يقول نقوي إنه “يمثل نصف البرنامج النووي لأي بلد، فليس هناك قيمة حقيقية لليورانيوم المخصب دون صواريخ قادرة على حمله، ولذلك تحرص باكستان على التطوير الدائم لبرنامجها الصاروخي وتكرار اختبار الصواريخ للتأكد من دقتها وقدراتها.
ويؤكد أن “الظروف الحالية للبلدين لا تشير إلى احتمال التصعيد الميداني على شكل حرب بين البلدين، ولكن تبادل إطلاق النار المتقطع في المناطق الحدودية واستمرار سباق التسلح يعكس استمرار حالة العداء التاريخية واستمرار الصراع وانعدام الثقة التي ستستمر ما دامت الملفات الخلافية مثل كشمير وسياشين وتوزيع المياه عالقة“.
وتشير الأرقام إلى تضاعف حجم إنفاق البلدين على التسلح في العقد الأخير حيث ارتفع للهند من 20 مليار دولار إلى نحو 45 مليارا، بينما ارتفع إنفاق باكستان من 5 مليارات إلى 7 مليارات.

وتشكل هذه الأرقام أكثر من 3% من الدخل القومي الباكستاني، وأقل من 5% من الدخل القومي الهندي، مع الفارق الكبير بين حجمي اقتصادي البلدين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق