الحرب الباكستانية الهندية الثالثة

الحرب الباكستانية الهندية الثالثة
وقعت الحرب بين الهند وباكستان مرتين بسبب كشمير، أما الثالثة فكان بسبب بنجلاديش؛ ذلك أن الدول الأوروبية وأمريكا وروسيا قد اتفقت فيما بينها على ضرورة تقسيم باكستان إلى شرقي وغربي، وكانت للأوضاع الداخلية المتردية على الشطر الشرقي المعروفة بالبنغال، دور بارز في إذكاء مشاعر السخط والثورة عند البنغاليين، وهذا ما استغلته الهند، التي كانت في حالة حرب مستمرة مع باكستان منذ الانفصال الكبير بينهما سنة 1366هـ، أحسن استغلال، وأخذت الهند في التحضير لحرب ثالثة ضد باكستان.
أوعزت الهند لأتباعها في البنغال ويقدرون بعشرة ملايين بوذي وهندوسي، بالثورة والانضمام لحركة مجيب الرحمن الطالبة بالانفصال عن باكستان، ثم قامت بقطع طرق المواصلات الجوية بين الشطرين الشرقي والغربي لباكستان، وهددت الهند سيرلانكا بسبب مساعدة الطائرات الباكستانية حتى توقفت سيرلانكا عن إمداد الطائرات الباكستانية بالوقود اللازم للوصول إلى البنغال، كما قامت الهند بعقد تحالف عسكري مع روسيا، لتضمن مواجهة الصين بقوى عظمى إذا هي تدخلت في صراعها مع جارتها باكستان، كما ضمنت الهند حياد أمريكا وأوروبا الظاهري في القتال.
وفي يوم 4 شوال سنة 1391هـ ـ 22 نوفمبر 1971م دفعت الهند باثنتي عشرة فرقة من المشاة وعدة ألوية من المدرعات من ثلاث جهات لتطويق باكستان الشرقية أو البنغال بقرابة النصف مليون مقاتل، ولم يكن الجيش الباكستاني في البنغال يزيد عن ثمانين ألفًا، ويفتقد للتغطية الجوية والمساعدة البحرية، ولم تنفع المعنويات العالية في صد هذا الهجوم الضخم، خاصة في ظل مساعدة داخلية كبيرة من البوذيين والهندوس ودعاة الانفصال من البنغاليين.
حاولت باكستان استغلال هجوم الجيش الهندي على الجزء الشرقي للبلاد، وهجمت هي على كشمير بهدف تحريرها وتخفيف الضغط على الجبهة الشرقية، ولكنها فشلت بسبب تقدم الجيش الهندي في منطقة «راجستان» وهي منطقة صحراوية غير معززة، ولو تم استيلاء الجيش الهندي على هذه المنطقة لقسم باكستان الغربية نفسها لشطرين، وهكذا انتهت الحرب الباكستانية الهندية الثالثة بانفصال بنجلاديش أو البنغال عن باكستان الأم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق