"بورما ـ ميانمار": خلاف بين النظام والمعارضة حول اسم الدولة

"بورما ـ ميانمار": خلاف بين النظام والمعارضة حول اسم الدولة
الخلاف السياسي بين النظام والمعارضة في ميانمار "بورما سابقاً" أضحى خلافاً – أيضاً  على اسم الدولة التي قامت السلطات العسكرية هناك بتغيير اسمها عام 1989م من "بورما" إلى "ميانمار" والتي تعني "جميع العرقيات".
ونظراً للخريطة العرقية المعقدة في هذه الدولة التي تقع في منطقة جنوب شرق أسيا، فقد أصبح كل طرف يتمسك بالاسم الذي يطلقه عليها وفقاً لمصالحة السياسية المرتبطة تاريخياً بهذا الاسم.
فالسلطات العسكرية تريد توصيل رسالة لجميع الأقليات بأهم متساوون في انتمائهم لهذا البلد، بينما زعيمة المعارضة ترى أن هذه حجة يخدع بها العسكر شعبه وتعتقد بأن يقلل من نفوذها التاريخي نظراً لانتمائها إلى عرقية "البورمان" وهذا السبب ما جعل المعارضة تتمسك بهذا الاسم التاريخي للبلاد.
ومن جهةٍ أخرى.. وبعيداً عن هذا الخلاف؛ فالمتابعون لأخبار دولة ميانمار "بورما سابقاً" يلاحظ استخدام اسم بورما حتى اليوم بالرغم من تغير اسمها إلى ميانمار، وبعض وسائل الإعلام وحرصاً منها على توضيح اسم الدولة للقارئ تستخدم الاثنين فتذكر الاسم الحالي "ميانمار" وبعده مباشرةً وبين قوسين تشير إلى أن هذه الدولة هي "بورما سابقاً"..
وحول هذا أسباب الاختلاف في استخدام اسم هذه الدولة بين النظام والمعارضة، وموقف الأقلية المسلمة الروهنجية التي تعيش في إقليم أراكان غرب البلاد من هذا الخلاف، يوضح عطا نور، رئيس وكالة أنباء الروهنجيا، في تصريحات خاصة لـ"الأمة"، بأن بورما: "تتألف من عدد كبير من العرقيات، حيث تتجاوز 140 عرقية، ومن أكبر تلك العرقيات (البورمان أو البامار)، لذا تم إطلاق اسم (بورما) على البلاد منذ مئات السنين، نسبة إلى تلك العرقية فقط".
ويمضي نور في تصريحاته الخاصة لـ"الأمة"، مشيراً إلى أنه "في عام 1989م وبناء على قرار من القادة العسكريين للبلاد؛ تم استبدال مسمى البلاد إلى (جمهورية اتحاد ميانمار)، ومعنى كلمة ميانمار باللغة الرسمية أي: بلاد جميع العرقيات".
ولفت رئيس وكالة أنباء الروهنجيا، إلى أن اسم بورما المرتبط بثقافة البلاد وحضارته؛ "أصبح مصدر خلاف بين المعارضة والحكومة، وعلى رأسها زعيمة المعارضة "أونغ سان سوتشي"، والتي تنحدر من عرقية (البورمان)، فتتمسك بالمسمى القديم للبلاد، وعلى نهجها صارت الدول الغربية بسبب قربها وتأييدها لزعيمة المعارضة".
وحول موقفهم من هذا الخلاف كعرقية روهنجية مسلمة، قال نور بأنهم يفضلون استخدام اسم (بورما)، لعدة أسباب، هى:
1 ـ مسمى (بورما) أصبح مصدر خلاف بين المعارضة والحكومة، ونحن في المعارضة.
2 ـ طالما أن الحكومة لا تعتبر "الروهنجيا" ضمن العرقيات الأصلية في البلاد؛ فإننا لا نعترف بأي مسمى جديد إلا تم حل جميع الإشكالات المتعلقة بالعرقيات.
3 ـ أصبح يعرف كل من يستخدم اسم (بورما) بأنه من جانب المعارضة للحكومة، وهو هدفنا ومقصدنا.
4 ـ وسيلة ضغط على الحكومة وورقة رابحة في أيدينا نستفيد منها في المستقبل بإذن الله تعالى.
وختم نور تصريحاته الخاصة لـ"الأمة" موضحاً بأن هذا النهج "هو الذي ننتهجه نحن في وكالة أنباء الروهنجيا"، إلا أنه أشار إلى أن "بعض إخواننا يخالفوننا الرأي في ذلك".

نقلا عن موقع جريدة الأمة الإلكترونية

0 التعليقات:

إرسال تعليق