في كشمير المحتلة الحجاج يشكلون خطرًا على موقع ناء في الهملايا

في كشمير المحتلة الحجاج يشكلون خطرًا على موقع ناء في الهملايا
كل صيف، يتوافد مئات آلاف الحجاج الهندوسيين لمدة شهرين إلى مغارة مقدسة في الهملايا تقع على ارتفاع 3800 متر في كشمير المحتلة، ويخلفون وراءهم كمية هائلة من القمامة والنفايات والعضوية.
يحمل معبد أمارناث وهو من أهم المعابد عند الهندوسيين آثار توافد الحجاج إليه في نهاية موسم الصيف، من زجاجات فارغة وأكياس بلاستيكية وأرواث منشورة على الدروب المؤدية إليه.
وتقع النفايات في جبال الجليد وهي تجرف إلى الوديان عند ذوبان الثلوج، فتلوث الأنهر التي يشرب مياهها السكان عند أسفل الجبال، بحسب المدافعين عن شؤون البيئة.
ويشرح شاكيل رامشوو مدير قسم علوم الأرض في جامعة كشمير أن "هذه المنطقة تضم 53 جبلا جليديا" وأن "الكميات الكبيرة من المواد العضوية والنفايات الناجمة عن أكشاك الطعام تصب مباشرة في المياه وتؤثر على نوعيتها".
ويؤكد كل من السلطات والقيمين على مراسم الحج أن نظام حماية الموقع يحسن سنة بعد أخرى.
وتوضح إدارة المعبد أن عمليات التنظيف تستمر شهرين بعد انتهاء مراسم الحج. وقد أرسي نظامان لمعالجة مياه المجارير.
وقد نشرت مئات المراحيض الجاهزة للاستخدام على الدروب المؤدية إلى المعبد، لكن قليلة هي المراحيض المصممة بطريقة تسمح بتفادي انجراف المواد العضوية إلى مجاري المياه. وغالبا ما تجرف الأمطار الغزيرة النفايات المتروكة في الهواء الطلق وتفتتها.
وتزيد الاضطرابات التي تشهدها منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة الوضع سوءا.
ففي عام 2008، أثار منح قطعة من الأرض إلى القيمين على هذا المعبد لتشييد بنى جديدة استياء المسلمين الذين اعتبروا أن الهندوسيين استحوذوا على منطقتهم. واحتج السكان في الشارع، ما أدى إلى إلغاء هذه العملية.
ويتوافد الحجاج من أنحاء العالم أجمع للصلاة في معبد أمارناث الفريد من نوعه الذي يتمتع بعواميد جليدية ترمز إلى الإله شيفا. وبحسب المعتقدات الهندوسية، إن إله الدمار قد كشف في هذه المغامرة عن أسرار الحياة والخلود لشريكته بارفاتي.
وتتشكل العواميد الجليدية في هذه المغارة كل سنة، لكنها تذوب بأغلبيتها قبل نهاية موسم الحج.
ويؤكد شهوبندر أشارييا الذي يحج إلى المعبد منذ عام 2001 أن "المصاعب والهموم جميعها تزول عند زيارة هذا الموقع، ولهذا السبب بالتحديد يزوره هذا العدد الكبير من الزوار".
ولم يبلغ عدد الحجاج هذا الصيف إلا 350 ألف زائر، في مقابل 620 ألف العام الماضي. ويعزى هذا التراجع، بحسب السلطات، إلى رياح موسمية عاتية واضطرابات طائفية أثارت الخوف في نفوس المؤمنين.
ويلجأ الحجاج الميسورون إلى المروحيات للوصول إلى الموقع من قاعدتين سياحيتين مجاورتين. وتؤدي الحرارة الصادرة عن المروحيات إلى تسريع وتيرة ذوبان الثلوج في هذه المنطقة التي يعد نظامها البيئي هشا.

ويطالب المدافعون عن شؤون البيئة بالحد من عدد الحجاج وتقصير مدة الحج بغية التخفيف من الأضرار التي يتم إلحاقها بالمنطقة، على حد قول أرجيماند حسين طالب الخبير في التنمية وحماية البيئة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق