خريطة صراعات العالم المتوقعة هذا العام

خريطة صراعات العالم المتوقعة هذا العام
سلّطت مجلة THE ATLANTIC الأمريكية  الضوء على التقرير الصادر عن "مركز العمل الوقائي" التابع لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، والذي عرض خلاله خريطة تحمل توقعاته بشأن الصراعات التي يمكن أن تشكّل تهديدات خطيرة للولايات المتحدة عام 2014 .
وقالت المجلة الأمريكية إن ذلك التقرير يعطينا لمحة عن الأزمات الدولية التي يمكن أن تشكّل مستقبل عامنا الجديد.
وذكرت المجلة، أن التقرير ضم تقييمات أكثر من 1200 مسئول أمريكي وخبير وأكاديمي، قدّموا 30 سيناريو مُحتمل بشأن المخاطر التي يمكن أن تهدد العالم العام القادم، مُقسمين إياها إلى ثلاثة مستويات.
وفي هذا الصدد، أشارت المجلة إلى أن بعض نتائج التقرير جاءت مُقلقة، بدءًا من وقوع اضطرابات في الأردن، مرورًا بنشوب حرب أهلية في العراق، وانتهاءً بحدث اشتباكات حدودية بين الصين والهند.
كما لفت التقرير أيضًا إلى بعض المخاطر الأقل تهديدًا، بما في ذلك المواجهات المسلحة بين الصين وجيرانها على النزاعات الإقليمية في الشرق وبحر الصين الجنوبي.
ووضع التقرير النزاعات الأكثر تهديدًا "باللون الأحمر" على الخريطة، وصنّفها أنها (مخاطر من الدرجة الأولى)، وشملت: تدخل عسكري محدود في سوريا التي تشهد حربًا أهلية، ووقوع هجوم إلكتروني على البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب توجيه ضربات عسكرية ضد إيران إذا فشلت المحادثات النووية أو قامت طهران بانتهاكها من خلال تطوير برنامجها النووي، كما أنه من الممكن أن تحدث حالة من عدم الاستقرار السياسي بكوريا الشمالية نتيجة تهديدات نظيرتها الجنوبية، فضلًا عن وقوع هجوم إرهابي كبير بالولايات المتحدة أو أحد حلفائها، وزيادة الاضطرابات في أفغانستان وباكستان وسط انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة وقيام أفغانستان بانتخاباتها الرئاسية.
وفي المقابل، لم يهتم التقرير بذات القدر بأزمات محتملة أخرى، واعتبرها أقل تهديدًا من استطلاع العام الماضي مثل: "تعزيز تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الناجمة عن عدم الاستقرار السياسي في اليمن ، وقوع حرب أهلية في العراق بسبب تصاعد العنف الطائفي بين السنة والشيعة، ارتفاع أعداد القتلى المدنيين في البلاد إلى أكثر من الضعف هذا العام، وتزايد عدم الاستقرار السياسي والعنف المدني في الأردن بسببها انتشار الحرب الأهلية السورية.
أما النزاعات الأقل تهديدًا من نزاعات المستوى الأول، فقد ميّزها التقرير على الخريطة "باللون البرتقالي"، وضمّت: احتمالية حدوث  مواجهة عسكرية حادة بين الهند وباكستان تتسبب في وقوع هجوم إرهابي كبير أو عنف متزايدة في كشمير، وتصاعد العنف والانتهاكات الجماعية في جمهورية أفريقيا الوسطى؛ حيث أثارت موجة من القتل الطائفي المخاوف من إبادة جماعية مقبلة.
واعتبر التقرير أن الصراع العسكري بين الصين والدول المجاورة مثل اليابان والفلبين في الشرق وبحر الصين الجنوبي  يُنظر له على أنه أقل تهديدًاً مما كان عليه الأمر في عام 2013-في اكتشاف  مثير للدهشة- وحتى بعد عام متوتر تُوِّج مؤخراً بإنشاء بكين لـ "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي" في بحر الصين الشرقي. ولعل هناك تفكير بأن الصين اختبرت حدود الجرأة في المنطقة وسوف تظهر مزيداً من ضبط النفس في العام المقبل، أو أن البُلدان المعنية قد طورت الآن آليات لتسوية النزاعات قبل أن تتحول إلى مواجهة مسلحة.
أما المستوى الثالث من الخريطة، فينطوي على النزاعات الأقل احتمالًا وتهديدًا وتم تمييزها "باللون الأصفر"، وضمّت: اشتباك الصين والهند حول الأراضي المتنازع عليها، وتعرّض فنزويلا لأزمة سياسية في أعقاب وفاة "هوجو شافيز"، واشتباك البوذيين ومسلمي الروهينجيا في ميانمار.
علاوة على ذلك، نوّه التقرير إلى  وجود احتمالات حول نشأة صراع في جنوب السودان، ولكن في إطار (الصراع العسكري المحتمل مع السودان) فقط، وليس من حيث انهيار جنوب السودان من تلقاء نفسها.
وفي ذلك، أشارت المجلة الأمريكية أن استطلاع الرأي أُجري في نوفمبر الماضي، أي قبل اندلاع القتال الداخلي في جنوب السودان.

وختامًا، أكّدت المجلة على أن تلك التكّهنات حول الصراعات المستقبلية التي يمكن أن تهدد الاستقرار العالمي عام 2014 مجرد "توقًعات"، وإن كانت تعطينا في الوقت ذاته لمحة جيدة ونظرة أكثر شمولية للبؤر الساخنة التي تجذب انتباه المسئولين الأمريكيين وحن على أعتاب عام جديد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق