«الإخوان المسلمون» بباكستان يطالبون بإغلاق السينما الإباحية في بيشاور

«الإخوان المسلمون» بباكستان يطالبون بإغلاق السينما الإباحية في بيشاور
يثير وجود سينما إباحية في بيشاور حفيظة علماء الدين في باكستان، ولا سيما الناشطين في إطار الجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمون)، أكبر الأحزاب الدينية في البلاد، وهم يطالبون باستمرار بإغلاق ما يسمونه "معبد الرذيلة" هذا.
لكن السينما مملوكة لعائلة "بيلور" النافذة في بيشاور، ما يجعل النداءات الدينية تذهب أدراج الرياح.
وقد تعرضت السينما لهجومين من قبل طلاب ينتمون إلى الجماعة الإسلامية، كان آخرها إحراقها في العام 2012. لكنها عادت وفتحت أبوابها وواصلت عروضها.
ويتوافد آلاف المنتمين لحركة طالبان على سينما تعرض أفلاما إباحية، في مشهد يثير حفيظة رجال الدين في البلاد.
يتوافد رجال وشبان إلى صالة سينما شمع في مدينة بيشاور حيث تنشط حركة طالبان، يدخنون الحشيشة ويسمرون أعينهم على الشاشة التي تعرض أفلاما إباحية منذ ثلاثين عاما، غير مبالين بنداءات رجال الدين للكف عن هذه الممارسات.
ويجتمع رواد هذه السينما بعد ظهر كل يوم على الأرصفة الوسخة المزدحمة، بين سوق بادشاه خان ومحطة الحافلات، محاولين إخفاء وجوههم خشية الإحراج.
وعلى مدخل السينما، تختفي ملامح مدينة بيشاور المعروفة منذ عقود بأنها نقطة تجمع أساسية للمقاتلين الإسلاميين المتشددين، والذين بات معظمهم اليوم في صفوف حركة طالبان باكستان.
ففي صالة صغيرة من هذه السينما، تعرض منذ ثلاثين عاما ثلاثة أفلام إباحية يوميا لا يعلن عنها في الخارج، أما الأفلام التي يعلن عنها فهي أفلام عادية تعرض في الصالة الكبيرة من السينما نفسها.
ويمكن التفاهم سريعا مع الموظفين على ما يريده الداخل إلى السينما، فإذا كان يقصد القسم الإباحي عليه أن يدفع 200 روبي (ما يعادل دولارين)، قبل أن يسمح له بالدخول، عبر بوابة يحرسها مسلح ببندقية آلية.
وتعبق الصالة الإباحية التي تتسع لمائتين وعشرين مقعدا، برائحة الحشيشة. وأكثر من نصف روادها هم من العمال والفلاحين والطلاب الفارين من فصولهم الدراسية، يجدون في هذا المكان فسحة الحرية الوحيدة المتاحة لهم في مجتمع محافظ متشدد.
ويأتي معظم رواد السينما هذه منفردين، ومع أن فيهم من الشباب، لكن معدل الأعمار يبدو انه يجاوز الأربعين.
يتسمر الحاضرون أمام الشاشة، واليوم هم على موعد مع فيلم إباحي جديد اسمه "دوسانا" أنتج في إقليم البنجاب (شرق) المجاور.
ويروي هذا الفيلم قصة مفترضة لشاب يريد أن يختار زوجة له بين صديقته وابنة عمه، فيقرر أن يختبر العلاقة الحميمة مع كل منهما.
وقبل انقضاء الفيلم، غادر نحو نصف الحاضرين، مرورا بالمراحيض القذرة حيث تتناثر الواقيات الذكرية على الأرض.
وقد أصبحت هذه السينما إحدى أكثر دور العرض ازدهارا في بيشاور.
في الثمانينات من القرن الماضي، مرت موجة التشدد الديني على مدينة بيشاور، وزرعت في نفوس الكثيرين أن السينما تخالف قيم الإسلام. بعد ذلك ساهم انتشار الفيديو والانترنت في تراجع دور صالات السينما.
فقبل 20 عاما كانت مدينة بيشاور تعد 15 صالة سينما، واليوم لم يبق منها سوى سبع صالات، من بينها ثلاث تعرض أفلاما إباحية، أشهرها سينما شاما.
ويعود السبب في نجاح سينما شاما أكثر من غيرها إلى أنها تعرض أفلاما منتجة محليا.
ويقول احد روادها ويدعى خليل خان (30 عاما) "أفضل الأفلام التي تظهر فيها فتيات باكستانيات، هذا أفضل وأكثر واقعية".
يقول جانوس خان، وهو عامل في الثانية والعشرين من عمره، انه يرتاد هذه السينما بانتظام، وحده او برفقة أصدقاء له.

ويقول "لا اشعر بالذنب، أنا لست متدينا كثيرا لكني لست كافرا".

0 التعليقات:

إرسال تعليق