إيران والقوى الست ستفوت مهلة المحادثات النووية وتسعى للمد

قال مسئولون غربيون وإيرانيون إن إيران والولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى تبحث مد مهلة تنقضي يوم الاثنين للتوصل لاتفاق لإنهاء مواجهة مستمرة منذ 12 عاما بشأن الطموحات النووية الإيرانية.
وتهدف المحادثات التي تجري في فيينا إلى التوصل لاتفاق قد يسهم في تحول في منطقة الشرق الأوسط وفتح الباب لإنهاء العقوبات الاقتصادية على إيران وإنهاء العزلة التي فرضت على 76 مليون إيراني بعد عقود من العداء مع الغرب.
لكن مصادر أكدت الأحد ما توقعه مسئولون مقربون من المحادثات في أحاديث خاصة على مدى أسابيع وهو أن الطريق لا يزال طويلا للغاية أمام التوصل لاتفاق بحلول الموعد النهائي.
ونسبت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إلى عضو لم تذكر اسمه من فريق التفاوض الإيراني في فيينا قوله “في ضوء الفترة القصيرة المتبقية حتى انقضاء المهلة المحددة وعدد القضايا التي تحتاج إلى مناقشة وحل فإن من المستحيل التوصل لاتفاق نهائي وشامل بحلول 24 نوفمبر.”
وقال مسئول أمريكي كبير شريطة عدم نشر اسمه قبل انقضاء المهلة بيوم إن هذه المسالة تجيء ضمن عدة خيارات للمفاوضات أثيرت خلال أحدث اجتماع بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وقال مسئول أوروبي تحدث للصحفيين بشرط عدم نشر اسمه “التوصل لاتفاق شامل يبدو أمرا مستحيلا فعليا. حتى لو توصلنا لاتفاق سياسي فان الملاحق الفنية ليست جاهزة.”
قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الأحد إن المواقف لا تزال متباعدة بين إيران والقوى العالمية في كثير من القضايا في المفاوضات الدائرة بشأن الوصول لاتفاق خاص ببرنامج إيران النووي.
وأضاف في تصريح لمحطة تلفزيون (إيه.آر.دي) الألمانية “إننا نتفاوض هنا أملا في الوصول لاتفاق.. إذا لم تكتمل هذه المهمة فيتعين بالطبع دراسة الفرص المتاحة بحيث لا تتقطع بنا السبل هنا.. ولكن يتعين مواصلة عملية التفاوض.”
وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين جولة جديدة من المحادثات مع إيران يوم الثلاثاء سعيا للتوصل لاتفاق تحد طهران بمقتضاه من أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات التي تكبل الاقتصاد الإيراني.
ووصف بعض المسئولين الغربيين خيارين محتملين في حالة فوات فرصة المهلة التي تنقضي الاثنين يقول السيناريو الأول إن المحادثات ستنفض ببساطة ليعاود خبراء من الجانبين الاجتماعات في غضون أسابيع في محاولة جديدة وصولا لاتفاق شامل. وهناك خيار أطول يتضمن تمديدا رسميا إلى العام المقبل لإضافة عناصر جديدة لاتفاق مؤقت ابرم العام الماضي.
وتهدف المحادثات إلى إنهاء الشكوك الغربية في أن إيران تسعى لاكتساب القدرة لإنتاج قنبلة نووية بينما تتيح لطهران حيازة برنامج مدني للطاقة النووية تقول انه من حقها بموجب المعاهدات الدولية.
وفي اتفاق مبدئي أحدث انفراجة تم التوصل إليه قبل عام وافقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على تخفيف العقوبات على إيران بينما وافقت الجمهورية الإسلامية على فرض بعض القيود على برامجها النووية. لكن لا يزال من المتعذر الوصول لاتفاق نهائي واضطر الجانبان بالفعل لمد مهلة سابقة في يوليو.
وفتحت المفاوضات التي جرت العام الماضي محادثات سرية بين طهران وواشنطن مما أدى إلى تحول في العلاقات بين البلدين اللذين أصبحت العداوة العميقة بينهما إحدى الحقائق الراسخة في منطقة الشرق الأوسط منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 .
ووجدت الولايات المتحدة وإيران نفسيهما هذا العام على نفس الجبهة من ساحة معارك ضد متشددين سنة من تنظيم الدولة الإسلامية لاسيما في العراق حيث تقدم كل من واشنطن وطهران دعما عسكريا لحكومة بغداد.
لكن دون التوصل لاتفاق نووي فمن المقدر أن تستمر العداوة بين البلدين فيما تصف إيران الولايات المتحدة بأنها “الشيطان الأعظم” وتصف الولايات المتحدة إيران بأنها احد أطراف “محور الشر”.
وتلحق العقوبات التي شددت منذ عام 2010 أضرارا بالغة بالاقتصاد الإيراني فيما قالت واشنطن وحليفتها إسرائيل إنهما تحتفظان بحق استخدام القوة لتدمير أي برنامج إيراني لصنع قنبلة نووية.
ويتعين على الرئيس الأمريكي باراك اوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني الذي انتخب بناء على تعهد بالحد من عزلة إيران والنهوض باقتصادها الترويج لأي اتفاق في مواجهة متشككين في البلدين.
وعلى واشنطن أيضا كسب قبول من الحليفين الإقليميين إسرائيل والسعودية وهما خصمان لإيران. وأطلع كيري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر الهاتف على تطورات المحادثات كما اطلع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل شخصيا بالأمر بمطار فيينا أمس الأحد.
ويقول مسئولون إن المهلة قد تمتد لما بين عدة أسابيع وعدة أشهر بحسب مدى قرب الأطراف من التوصل لاتفاق بحلول نهاية يوم الاثنين. ولا يريد أي من الطرفين للمحادثات أن تنهار لكن مسئولين غربيين يقولون إنهم يخشون من أن يزيد المد من صعوبة التوصل لاتفاق نهائي.
ويقول دبلوماسيون إيرانيون وغربيون على دراية بمحادثات فيينا لرويترز منذ أسابيع إن الجمود لا يزال يعتري المحادثات بشأن مسائل رئيسية تخص قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ووتيرة رفع العقوبات.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن المسئول الإيراني قوله إن الجانبين “يحاولان التوصل لاتفاق إطار خاص بالقضايا الرئيسية مثل.. عدد أجهزة الطرد المركزي والقدرة على التخصيب والإطار الزمني الخاص برفع العقوبات.”

0 التعليقات:

إرسال تعليق