الرئيس الأفغاني الجديد.. السلام مع طالبان يمرّ عبر باكستان

شكّلت زيارة أشرف غني إلى باكستان منحى مهمّا في السياسة الخارجية الأفغانية؛ إذ إنّ سلفه حميد كرزاي بدأ في التقرب مع الهند المنافس الأكبر لباكستان في جنوب آسيا، إلّا أن أشرف غني الّذي وصل إلى السلطة في سبتمبر اختار الطريق العكسي.
في الشهر الماضي، قام بوقف طلب المعونة العسكرية الّتي تقدمت بها كابل في السنوات الأخيرة إلى الهند للحصول على طائرة هيلكوبتر خفيفة من نوع Cheetah وقطع مدفعية.
ولم يخف الرئيس الأفغاني يوم السبت حماسه بعد يومين في باكستان: “خلال عشر سنوات يجب أن تشبه علاقتنا الثانية العلاقة الفرنسية الألمانية”، كتب غني على حسابه على التويتر قبل أن يصرّح علنا: “أحرزنا تقدّمًا هائلاً وهو ما مكّننا من تجاوز الخلافات المستمرّة منذ 13 عامًا“.
وقد كان من المتوقّع أن يمدّ أشرف غني يده إلى الحكومة والجيش في باكستان؛ إذ أعلن رئيس الدولة الأفغاني أولويته منذ خطاب تنصيبه يوم 29 سبتمبر: إنهاء الحرب الأهلية لجذب المستثمرين وإنعاش الاقتصاد.
"لقد تعبنا من هذه الحرب. نحن نطالب معارضينا وخاصة طالبان والحزب الإسلامي بأن تقبل الحوار". ولكن: من الصعب إطلاق حوار مع الجماعات المعارضة المسلحة دون التعاون مع باكستان حيث يقيم العديد من المتمرّدين، خاصة في كاراتشي في إقليم بلوشستان وأيضًا في إسلام آباد.
وفي نوفمبر 2013، تمّ اغتيال أحد كوادر جماعة حقاني، نصير الدين حقاني، في إسلام آباد. كما إنّ للاستخبارات الباكستانية روابط وثيقة مع التنظيم الأم القاعدة وعبد الغني برادار القريب من الملّا عمر الذي تمّ توقيفه في كاراتشي في 2010 يعيش قيد الإقامة الجبرية في باكستان.
هجوم واسع النطاق
ويعتقد العديد من المحللين أنّ برفض الشراكة العسكرية مع الهند، يسعى أشرف غني إلى طمأنة الجيش الباكستاني القلق من رؤية منافسه الهندي مؤثرا في بلد يعتبره فضاءً حيويّا لأمنه الوطني.
وفي المقابل، تريد كابل من إسلام آباد أن تساعدها في إقناع طالبان بالحوار. الوقت يمرّ: أغلبية قوّات حلف شمال الأطلسي ستغادر البلاد قبل حلول العام الجديد وسيبقى بين 10 آلاف و15 ألف عسكري لتدريب الجيش الأفغاني والإشراف عليه. كما إنّ القوّات الأمنية لم تعدّ تحظى بالدعم الجوّي في أغلب الأقاليم. نقص يسمح لطالبان بشنّ هجوم واسع النطاق مثلما حدث في يونيو في إقليم هلمند.
رسميًا، صرّحت باكستان عن استعدادها لدعم كابل. يوم 6 نوفمبر، التقى قائد الجيش الجنرال رحيل شريف أشرف غاني في كابل واقترح فتح الأكاديميات العسكرية الباكستانية أمام العساكر الأفغان، وأيضًا توفير معدّات عسكرية للجيش الأفغاني.

ويوم السبت، أكّد الوزير الأول الباكستاني نواز شريف خلال ندوة صحفية مشتركة: “السلام والاستقرار والوحدة والازدهار في أفغانستان هم جزء من مصالحنا الحيّة”؛ أيّ إن باكستان تبدو مستعدّة لإقناع طالبان إلى العودة إلى مائدة المفاوضات. هل تقدر؟ المفاوضات بين السلطات الأفغانية وطالبان اليوم متوقفة والمقاتلون الإسلاميون يؤكّدون على استمرار القتال طالما يوجد جنود أجانب في أفغانستان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق