العنصرية البوذية.. عداء متواصل للإسلام
البوذية عقيدة من العقائد
الباطلة التي تُسيطر على عددٍ منَ الدول الآسيوية، على سبيل المثال بورما، وتايلاند،
وسريلانكا، وهي لا تقلُّ ضراوةً عن عداء الصَّليبية، والهندوسية، والشيوعيَّة، وسائر
المعتقدات الباطلة الضالة وقد ظهر ذلك في المناطق التي يُسَيْطِر عليها البوذيون، وما
يتَعَرَّضَ له المسلمون فيها من مذابحَ، ومُمَارساتِ عُنفٍ تقشعر منها الأبدان ويندى
لها جبين كل من عنده بعض من الإنسانية، فقد ذَاقَ المسلمون في هذه الدول مرارة الظُّلم،
والاضطهاد، والتَّعذيب، والقتل، والتَّنكيل، بصورة لم يشهد لها العالَمُ مثيلاً.
وتسعى هذه الفئة الضالة
الباغية لإِبادَة المسلمين وكل ما هو إسلامي في الدول التي تسيطر عليها، ومن هنا تأتي
المحنة التي يعيشها المسلمونَ في هذه الدول والتي سنتحدث عن بعضها في حلقة اليوم.
ففي سريلانكا قامت بعض
القوى البوذية المعادية للإسلام بإحراق 35 محلاًّ للمسلمين من المحلات الواقعة في مدينة
"مانَّار" السريلانكية حتى احترقت كلها.
وجاء هذا الحريق بعدما
أعلن مجلس بلدية "مانار" نقل السوق إلى مكان آخر؛ ما أدى إلى منازعات؛ وفي
النهاية صدر القرار بنقل السوق بحكم المحكمة، وكان أصحاب المحلات قد طالبوا بتأجيل
النقل. ويتهم السكان بعض البوذيين المعادين للإسلام بالوقوف وراء هذا الحريق؛ ولم يتم
القبض على أحد منهم حتى الآن.
ومازلنا في سريلانكا
حيث قامت طائفة بوذية مسلحة بإحراق أكشاك ومنازل مؤقتة ومبانٍ عامة وخيام بأحد الأحياء
الواقعة تحت إدارة منطقة "موسالي" السريلانكية، وهي منطقة إعادة المسلمين
من مقاطعة "منَّار"؛ مما أدى إلى احتراق 7 أكشاك وأحد المباني العامة. كما
قامت هذه الطائفة بإزالة العديد من الأكشاك المؤقتة والمياه المعدَّة للشرب رغم مناشدة
المسلمين لهم بعدم القيام بهذ, فقضي المسلمون تلك الليلة في معاناة وخوف.
وقد انتقد الوزير
"رشاد بديع الدين"، وعضو البرلمان "أنيس فاروق" هذه الحادثة العدوانية،
كما طالبا المسئولين باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المسلمين ومعاقبة الجناة.
وقد قام أيضًا عدد من
الرهبان البوذيين بالتجمع أمام "مسجد الأكرم" الواقع في مدينة "دامباجما"
السريلانكية، للتظاهر مطالبين بإغلاق المسجد، وقاموا بإقامة شعائرهم الدينية أمام المسجد.
فلما قام المسلمون برفع
القضية للشرطة هرع رجال الشرطة إلى الموقع وأمروا المسلمين بإغلاق الجامع، وتجدر الإشارة
إلى أن الجامع كان يتعرض لتهديدات البوذيين منذ فترة طويلة، رغم أنه مسجل في دائرة
شؤون المسلمين الدينية والثقافية. وقد قام المسلمون برفع القضية إلى "جمعية علماء
سريلانكا"؛ فبادرت الجمعية بالتواصل مع مدير عام الشرطة ورفع الأمر إليه؛ حيث
أخبرهم بأن الأمر تحت سيطرة الشرطة، وأنه سيسمح للمسلمين بإعادة فتح الجامع.
وفي بورما الجريحة التي
يذبح ويحرق بها المسلمين على مرأى ومسمع من العالم أجمع بما فيه العالم الإسلامي, نظم
الرهبان البوذيون مسيرة ضخمة تعد الأكبر في ظل الحكم العسكري الجديد؛ لتأييد اقتراح
الرئيس بترحيل "مسلمي الروهينجا" أو وضعهم في معسكرات؛ حيث خرجت الأعداد
الكبيرة حاملة اللافتات التي تحمل عبارات مؤيدة لاقتراح الرئيس، وتنتقد الأمم المتحدة
ومنظمات حقوق الإنسان.
وقد صرح بعض رهبان البوذية
لوكالة الأنباء الفرنسية أن "مسلمي الروهينجا" لا ينتمون مطلقًا لجنس مواطني
"ميانمار"، ومن المتوقع استمرار المظاهرات الحاشدة لتجوب مزيدًا من شوارع
مدن "ميانمار"؛ تأييدًا لموقف الحكومة من إقصاء المسلمين وحرمانهم من الجنسية
وحقوق المواطنة.
أما في نيبال فلا يختلف
الوضع كثيراً,حيث صرح "حنفي سينان" -مدير العلاقات العامة في منظمة İHH
للإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية- أن ما يحدث في "ميانمار"
يمكن تكراره في "نيبال".
وقال "سينان":
إن أوضاع المسلمين في "نيبال" غير مطمئنة، فهم يتعرضون للعديد من الضغوط،
والسلطات تحظر افتتاح المساجد والمدارس الدينية الإسلامية، وأكد أنه لن يكون مثيرًا
للدهشة إذا ما تكرر ما يحدث لمسلمي "أراكان" في "نيبال".
وأضاف "سينان":
إن منظمة İHH تُعِد تقارير بشكل منتظم عن أوضاع الدول التي يتعرض
فيها المسلمون للمذابح ولعوامل القهر والضغط الأخرى، وأوضح أن منظمة التعاون الإسلامي
يجب أن توسع من نشاطاتها من أجل حل مشكلات المسلمين في دول العالم المختلفة.
وإذا انتقلنا إلى تايلاند
-مملكة فطاني الإسلامية سابقاً قبل أن يحتلها الاستعمار التايلاندي وتسقط بضعف المسلمين
كما سقطت غيرها من الممالك الإسلامية- نجد اعترافًا صريحًا من الجيش التايلاندي بقيام
قواته بقتل أربعة مدنيين أبرياء على أيدي القوات التي تبلغ 40 ألف جندي المنتشرة بالمناطق
الجنوبية منذ عام 2004م على القرى الحدودية مع "ماليزيا" لقمع الحركات الإسلامية
الداعية للاستقلال.
وأعرب رئيس القوات العسكرية
بولاية "فطاني" عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين، ملقيًا اللوم على مهاجمة الحركات
الانفصالية للقواعد العسكرية، والتي تُتهم بممارسة التعذيب والاعتقال التعسفي والقتل
والاغتصاب ضد سكان تلك المناطق.
وما زلنا في تايلاند
حيث أطلق مسلحون مجهولون النار على رواد مسجد في أحد أقاليم مملكة "فطاني"
-التي تعتبر الآن ولاية في تايلاند- التي تحتلها "تايلاند" منذ أكثر من قرن،
أثناء أدائهم صلاة العشاء، وقتلوا عشرة أشخاص على الأقل وجرحوا 12 آخرين.
وقال "بيرابول
ناباتالونج" - رئيس شرطة منطقة "جوآير ونج" في مقاطعة "ناراتيوات"
ذات الغالبية المسلمة جنوبي "تايلاند": إن إطلاق النار حدث أثناء تأدية المصلين
لصلاة العشاء في مسجد "أنبوراكوم".
وذكرت الشرطة التايلاندية
أن خمسة مسلحين على الأقل أمطروا المسجد بوابل من النار. وقال المتحدث الإقليمي باسم
الجيش التايلاندي الكولونيل "برينا تشايديلوك" للقناة التلفزيونية الحادية
عشرة: "تسلل المسلحون إلى المسجد وفتحوا النار أثناء سجود المصلين".
ولم تعلن أية جماعة
مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع بمنطقة كانت "سلطنة إسلامية" واحتلته
"تايلاند" البوذية منذ نحو قرن من الزمن.
ووسط تقارير رسمية مؤكدة
أفادت بأن البحرية التايلاندية أجبرت المئات من الأقلية المسلمة على ركوب قوارب وألقت
بهم في عُرض البحر الشهر الماضي، ما أدى إلى فقدان ما يصل إلى 500 شخص، طالبت الأمم
المتحدة حكومة "تايلاند" بالسماح لها بمقابلة 126 شخصًا نجوا من تلك الحوادث،
ويبقون حاليًا رهن الاحتجاز في "تايلاند".
وقال بيان صادر عن المفوض
السامي لشئون اللاجئين: طلبنا من الحكومة التايلاندية السماح بمقابلة 126 من أقلية
"الروهنجيا"، الذين كانوا على متن القوارب، والمحتجزين في جنوبي "تايلاند"؛
من أجل تقييم وضعهم وتحديد ما إذا كان أي منهم بحاجة لحماية دولية.
وكان المفوض السامي
لشؤون اللاجئين قد أعرب الأسبوع الماضي عن قلقه الشديد من اتهامات بأن البحرية التايلاندية
دفعت بالمئات القادمين على متن قوارب من "الروهنجيا" إلى البحر وتركتهم يواجهون
الموت.
كما أعلنت مصادر رسمية
تايلاندية عن اغتيال الشيخ "عبد الكريم يوسوه" وهو عالم مسلم وإمام مسجد،
أثناء دخوله مسجده بولاية "فطاني"، أحد الأقاليم المسلمة جنوبي "تايلاند"؛
حيث يوجد بعض المتمردين البوذيين.
وذكرت الشرطة التايلاندية
أن مسلحًا كان يستقل سيارة أطلق النار على الشيخ عبد الكريم، عندما كان يدخل مسجده
لأداء صلاة الجمعة.
وكانت صحيفة الجارديان
البريطانية قد نقلت في وقت سابق اعتراف قادة في الجيش التايلاندي بمسئولية المتطرفين
البوذيين عن تلك الهجمات المتكررة التي تستهدف المدنيين والمساجد والمدارس والأسواق.
وبحسب صحيفة "ذا
نيشن" التايلاندية فقد أصيب الشيخ الذي يبلغ من العمر 46 عامًا بعيار ناري في
رأسه، إضافة إلى رصاصتين استقرتا في جسده، مما أسفر عن اغتياله، فيما لم تدلِ الشرطة
بأي معلومات تتعلق بمرتكب الجريمة حتى الآن.
وتكررت في السنوات الأخيرة
ظاهرة الاعتداء على أئمة المساجد والمعلمين المسلمين في إطار اضطهاد متواصل ضد المسلمين
الذين يشكلون الأغلبية في محافظات "تايلاند" الجنوبية.
جدير بالذكر أن الأقاليم
الثلاثة في الجنوب المسلم تتعرض لموجة شديدة من العنف راح ضحيتها ما يربو على2300 من
الأبرياء منذ 2004م.
مفكرة الإسلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق