اغتيال عالم دين شيعي في
باكستان والجيش يتوعّد المسلحين
شهدت الساحة الباكستانية موجة جديدة من العنف، إذ قُتل
سبعة أشخاص، بينهم عالم الدين علي أكبر كميلي، في مدينة كراتشي، جنوبي البلاد، فضلاً
عن ضابط في الجيش، واثنين من رفاقه، إثر هجوم لمسلحين في مدينة سيالكوت بإقليم البنجاب.
فيما أودى هجوم مسلح بحياة تاجر سيخي وسط مدينة بيشاور.
وبحسب مصادر أمنية باكستانية، فإن سيارة عالم الدين
والقيادي في مجلس وحدة المسلمين، علي أكبر كميلي، نجل العالم الشيعي عباس كميلي، قد
تعرضت لكمين نصبه مسلحون في منطقة بنجوكهت، ما أدى إلى مقتله مع حارسه. وتمكن المهاجمون
من الفرار، لكن قوات الأمن الباكستانية شنت حملة أمنية في المنطقة للوصول إلى المهاجمين.
ودانت الحكومة الباكستانية والأحزاب السياسية، مقتل
أكبر كميلي، فيما أعلن مجلس وحدة المسلمين والحركة القومية المتحدة، الحداد لمدة ثلاثة
أيام. واعتبرت الحركات الدينية الحادث محاولة لإشعال فتيلة حرب طائفية، مطالبين سكان
المدينة بضبط النفس والتزام الهدوء.
لكن دعوة العلماء لم تمنع عدداً كبيراً من المتظاهرين
من الخروج إلى شوارع المدينة، رافعين هتافات منددة بأعمال العنف، ومتهمين أجهزة الأمن
الباكستانية بالفشل في التصدي لأعمال العنف والعمليات التفجيرية التي تستهدف علماء
الدين ونشاط المجتمع المدني وعناصر الشرطة على حد سواء.
وتشهد المدينة، التي تعدّ العاصمة الاقتصادية للبلاد،
أعمال عنف متواصلة بالرغم من الحملة الأمنية التي طالت كافة أرجاء المدينة، والتي أعلنت
من خلالها قوات الأمن عن اعتقال مئات ممّن يشتبه بانتمائهم إلى جماعات مسلحة محظورة.
وفي مدينة سيالكوت، بإقليم البنجاب، وقع هجوم مسلح
خلال حفل ديني، ما أدى إلى مقتل ثلاثة، بينهم ضابط في الجيش الباكستاني، يدعى فضل ظهور.
وبحسب مصادر أمنية في المنطقة، فإن من بين القتلى شقيق الضابط. كما أدى الهجوم إلى
إصابة سبعة أشخاص، بينهم عناصر من الأمن ومواطنين، جرى نقلهم إلى المستشفى.
وفي مدينة بيشاور، شمال غربي البلاد، قام مسلحون مجهولون
بقتل تاجر سيخي يدعى هرجيت سنج، وهربوا بعد تنفيذ الهجوم.
وقال مسئول أمن المنطقة، رياض شاه، لـ"العربي
الجديد"، إن "مسلحين أطلقوا الرصاص على سنج، وهو داخل محله التجاري في منطقة
نوديه، وسط المدينة، وأردوه قتيلاً".
كما أكد شاه، أن "الشرطة أطلقت حملة بحث وتفتيش
في المنطقة للوصول إلى الجهة التي تقف وراء الهجمات التي تستهدف الأقليات".
ويُعدّ هذا الحادث، الثالث من نوعه خلال الشهر الجاري،
وقد أجبرت أعمال العنف المتكررة، الكثير من أبناء الديانة السيخية على ترك المدينة
والتوجه إلى مدن أخرى، مثل مدينتي لاهور وراولبندي المجاورتين للعاصمة.
من جهة أخرى، أكد قائد الجيش الباكستاني، الجنرال راحيل
شريف، أثناء زيارته مقاطعة شمال وزيرستان، التي تنفّذ فيها قوات الجيش عملية عسكرية
ضد مسلحي طالبان، أن "الجيش سيستمر في عملياته ضد المسلحين حتى القضاء على مظاهر
التسلّح في البلاد".
وأشار إلى أن الجيش الباكستاني "لن يدّخر جهداً
في سبيل إحلال الأمن في البلاد، وأنه يقدّر ما قدمته القبائل من التضحيات في هذا الصدد".
واعتبر أن "التماسك بين الشعب والجيش من جهة، وبين الجيش وباقي مؤسسات الدولة
من جهة أخرى، سر النجاح والتغلّب على الجماعات التي تستهدف أمن البلاد واستقرارها".
0 التعليقات:
إرسال تعليق