في يوم التضامن.. تجديد البيعة ومواصلة دعم الكشميريين
·
بقلم محمد رضا مالك
تحيى
باكستان حكومة وشعباً، في الداخل والخارج، يوم التضامن مع كشمير في 5 فبراير من كل
عام، لتجديد البيعة لمواصلة تقديم الدعم الثابت للشعب الكشميري الذين يناضل من أجل
الحصول على حقه الطبيعى فى تقرير المصير. ويأتى الاحتفال بهذا اليوم منذ عام 1991 بهدف
نقل رسالة بصوت عال وواضح للهند أن الكشميريين ليسوا وحدهم في نضالهم وعاجلا أم
آجلا، سوف يحصلون على حقهم في تقرير مستقبلهم السياسي بأنفسهم على النحو الذي تكفله
قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. والإحتفاء بهذا اليوم فيه تذكير للمجتمع الدولي
للوفاء بالتزاماته تجاه حل نزاع كشمير المعلقة منذ فترة طويلة وفقا لتطلعات شعب
جامو وكشمير.
وفى
هذا اليوم يعقد الباكستانيين الندوات والمؤتمرات والمظاهرات لتسليط الضوء على
الأبعاد المختلفة لقضية كشمير والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها
القوات الهندية في كشمير المحتلة. إن إحتلال الهند قسرا لجامو وكشمير لهو حقيقة
تاريخية فقد أنزلت قواتها في سريناجار يوم 27 أكتوبر 1947 على غير إرادة الشعب
الكشميري وفي تجاهل تام لخطة تقسيم شبه القارة الهندية. فقد كان للولايات وفقا
لخطة التقسيم خيار الانضمام إلى أي من اثنين من الدولتين المستقلتين حديثاً -
باكستان والهند. ولكونها ولاية ذات أغلبية مسلمة، كان لجامو وكشمير أن تصبح جزءا
من باكستان، ولكن القادة الهنود في تواطؤ مع الحكام البريطانيين والحاكم الطاغية
لجامو وكشمير المهراجا هاري سينغ وضعت الأساس لقهر الكشميريين على يد الهند في
إطار ما يسمى "صك الانضمام"
العديد من المراقبين المحايدين بما في ذلك المؤرخ البريطاني الشهير، أليستير لامب،
يرفضون وجود أي وثيقة من هذا القبيل.
منذ
اليوم الأول للغزو الهندي قدم شعب جامو وكشمير تضحيات لا مثيل لها لتحرير وطنهم من
احتلال الهند. و كانت الهند،هى التى لجأت للأمم المتحدة في 1 يناير عام 1948،
لتسوية النزاع حول جامو وكشمير. وأصدر مجلس الأمن الدولي عدة قرارات تدعو إلى
إجراء استفتاء نزيه في الإقليم و تعهد المجتمع الدولي بما في ذلك الهند للشعب
الكشميري أنهم سيكون لهم الحق فى تقرير مصيرهم بأنفسهم. ومع ذلك، تراجعت الهند عن وعودها
بعد إحكام قبضتها على كشمير بالقوة الغاشمة وبدأت تصف جامو وكشمير على أنها جزء لا
يتجزأ منها.
منذ
عام 1989م، عندما كثف شعب كشمير من نضاله التحرري، أدى إرهاب الدولة الهندية، الذى
لا هوادة فيه، حتى الآن، إلى مقتل ما يقرب من مائة ألف من الكشميريين الأبرياء واختفاء
الآلاف رهن الاحتجاز. وخلال الإنتفاضة الجماهيرية في كشمير التى تحتلها الهند 2008-2010،
خرج الملايين من الناس الى الشوارع في سريناجار وبلدات أخرى يطلبون حقهم في تقرير
المصير. ومع ذلك، وبدلا من احترام مشاعر الناس، ردت القوات الهندية وأفراد الشرطة
باستخدام القوة الغاشمة وقتل وتشويه الآلاف من الناس خلال هذه الفترة. وفي غضون
ذلك، أعرب العديد من الهيئات الدولية لحقوق الإنسان والبرلمان الأوروبي عن القلق الشديد
إزاء اكتشاف مقابر جماعية مجهولة الهوية تحوي جثث القتلى الذين لقوا مصرعهم في
الحجز واشتباكات وهمية مع القوات الهندية.
على الجانب
الآخر، كانت باكستان مستمرة في إعطاء كل الدعم لقضية شعب كشمير العادلة وتصرفت
باعتبارها مدافعا قويا عن قضية كشمير في المحافل الدولية. ولدى الباكستانيين عديد
من الأسباب المشروعة والحقيقية للتعبير عن تضامنهم مع إخوانهم الكشميريين فبينهم روابط
قوية من الدين والجغرافيا والثقافة والتطلعات والاقتصاد.
وكان
مؤسس باكستان، القائد الأعظم محمد علي جناح ، يطلق علي كشمير حبل الوريد لباكستان.
ودفعه التزامه إزاء مصالح الكشميريين لزيارة جامو وكشمير ثلاث مرات قبل 1947 (في
عام 1926، 1936 و1944) أجرى خلالها محادثات مكثفة مع القيادة الكشميرية.
وكان
رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق ذو الفقار علي بوتو، قد تعهد بشن حرب لألف عام من
أجل كشمير.
وفي
خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2012، أعرب الرئيس السابق، آصف
علي زرداري عن أسفه أن كشمير ظلت رمزا للفشل في منظومة الأمم المتحدة بدلا من
القوة مع التأكيد على ضرورة التوصل إلى تسوية مبكرة للنزاع. ومنذ توليه منصبه في
يونيو 2013 دعا رئيس الوزراء الحالي في باكستان، محمد نواز شريف إلى تسوية النزاع
وفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
في
نفس الوقت، وكان ارتباط الشعب الكشميري مع باكستان أيضا رائعاً. كان هناك سبب
مفهوم عندما أقر رئيس الوزراء الهندي الأول، جواهر لال نهرو في رد على سؤال في عام
1965 أن الكشميريين سيصوتون للانضمام باكستان والهند سوف تفقد جامو وكشمير إذا تم
عقد استفتاء في الولاية. فقد هاجر مئات الآلاف من الكشميريين إلى باكستان وكان
السبب الرئيسي وراء هجرتهم عاطفتهم القوية تجاه باكستان، بالإضافة إلى إنقاذ
أنفسهم من بطش قوات الاحتلال الهندية. وكانت هذه القواسم المشتركة الإيديولوجية
التي دفعت الحزب الذى يمثل الشعب الكشميري، حزب المؤتمر الإسلامى، لاتخاذ قرارهام في
اجتماعه في سريناجار في عام 1947، حيث أعلن أن جامو وكشمير يجب أن تصبح جزءا من
باكستان. اتخذ هذا القرار التاريخي فى 19 يوليو قبل شهرواحد فقط من تاريخ تأسيس
باكستان. ويمكن قياس ارتباط شعب كشمير بباكستان من حقيقة أن الوادي المحتل يدوي ،
من وقت لآخر ، بالهتافات الموالية لباكستان. ويتم رفع الأعلام الباكستانية في
كشمير الهندية المحتلة في الأيام الوطنية لباكستان، في حين لوحظ رفع الرايات السوداء
فى الأعياد الهندية.
ويجتمع
شعبى باكستان وجامو وكشمير على شجب طبيعة استجابة المجتمع الدولي للنضال العادل
للشعب الكشميري والذى كان مخيبا للآمال. فقد فشل فيتحميل نيودلهي مسؤولية عمليات الإبادة
الجماعية ضد الكشميريين وإقناع الهند منح شعب جامو وكشمير حقهم الطبيعى في تقرير
المصير. يحتاج العالم إلى أن يدرك حقيقة أن كشمير أصبحت نقطة اشتعال نووية لأنها تمثل
نزاع بين جارتين نوويتين - باكستان والهند. والحقيقة أنه نظرا لموقف الهند المتعنت
وغير الواقعي، فإن السلام فى جنوب آسيا برمتها على المحك.
ومن
هنا يصبح الاحتفال بيوم التضامن مع كشمير فى 5 فبراير ذا أهمية كبيرة نظرا لوقائع
التاريخ الصعبة المذكورة آنفاً ولتجتمع كل الشعوب المحبة للسلام والعدل في العالم على التضامن العملي مع
شعب كشمير المقهور على يد الاحتلال الهندى.
·
كاتب صحفي باكستاني
0 التعليقات:
إرسال تعليق