باكستان والهند.. مشاكل لا تنتهي
تسعى الهند إلى أن تكسب على الجهتين في النزاع الذي
بدأته حين قصفت عبر الخط الفاصل في كشمير.
وإذا لم ترد إسلام أباد على القصف الهندي، زعمت دلهي
أنها نجحت في إخافتها ولي ذراعها.
وإذا ردت باكستان على النيران بالمثل، اتهمتها دلهي
بالتصعيد.
والقصف الهندي أودى بنحو عشرين باكستانياً من المدنيين.
ويدعو إلى الأسف تمسك رئيس الوزراء، نواز شريف، بلغة
السلام. فإثر اجتماع مجلس الأمن القومي، قال نواز شريف إن الحرب ليست خياراً مع الهند.
وهو يسعى إلى تخفيف التوتر، ويلتزم تحسين العلاقات
مع الهند.
أما رئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي، فلم يتراجع
عن التشدد.
وفي أحد المهرجانات الانتخابية، وصف باكستان بأنها
عدو، وقال إن القوات الهندية جعلت الجيش الباكستاني يرتعد. وسرعان ما تراجع عن خطوات
التهدئة التي أعقبت انتخابه مباشرة، وأظهر وجهه الحقيقي.
وتبدد أثر زيارة نواز شريف للهند في حفل تنصيب مودي
والتبادل السريع للرسائل.
ويتحمل مودي اللوم على ما آلت إليه الأمور. فهو يسعى
إلى إهانة باكستان. وتاريخه السياسي شاهد على ذلك.
وساهمت مواقفه السياسية المعادية في اندلاع التوتر
الحالي حول الخط الفاصل في كشمير.
والهند لا تساهم في تخفيف التوتر حين تصر على القول
بأن النزاع في كشمير خلاف ثنائي لا يسع الأمم المتحدة أن تؤدي دوراً في حله.
ولكن انتشار مراقبي الأمم المتحدة يساعد في تحديد المتسبب
في الحوادث الأخيرة، ويدعو الطرفين إلى التزام الهدوء.
وفي وسع البلدين أن يسعيا لاتفاقات اقتصادية، ولكن
طالما أن قضية كشمير لم تحل، من العسير على الدولتين أن تعيشا بسلام.
وأي محادثات سلام قادمة يجب أن تركز على القضية الرئيسة
في الخلاف.
والتغاضي عن هذه الخلافات يؤخر السلام المنشود.
0 التعليقات:
إرسال تعليق