الهند تغلق كل طرق السلام مع باكستان

الهند تغلق كل طرق السلام مع باكستان
بقلم: سمير حسين زعقوق
كاتب صحفى باحث فى الشئون الآسوية
الهند لديها إصرار عجيب على استمرار الوضع بينها وبين باكستان على ما هو عليه، وترفض كل بوادر التقارب، وتأبى إلا أن يستمر جو شبه قارة جنوب آسيا ملبدًا بغيوم عدم الاستقرار، متناسية أنها المستفيد الوحيد من التقارب مع باكستان.
ومع ذلك فقادة الهند ينبشون في تراب الكراهية مُصِرّين على معاقبة “عسكر طيبة” بحجة أنهم وراء تفجيرات بومباي في نوفمبر 2008م، دون تقديم دليل عملي يمكن الاستناد إليه في اتهام “عسكر طيبة” وأنهم أحد أهم أسباب التوتر بين الجارين اللدودين، وأن باكستان عليها محاكمة عسكر طيبة بوصفها منظمة إرهابية.
يأتي هذا على الرغم من الهند تعلم جيدًا أن “عسكر طيبة” حددوا – سلفـًا – ساحة قتالهم ضد الهند، وهي ولاية كشمير المحتلة، ولم يثبت أن قامت هذه الجماعة بأية عمليات خارج هذه الساحة، ولكن الهند تصر على معاقبتهم بما لم يفعلوا أن تسود صفحة عسكر طيبة أمام العالم، وقد نجحت الهند جزئيا في هذا المضمار، لكنها لم تستطع استعداء باكستان بشكل أكبر ضد عسكر طيبة.
ولذلك يستبعد مانموهان سينج رئيس وزراء الهند إجراء محادثات جادة مع باكستان إلى أن تتخذ “خطوات ذات مصداقية” لتقديم منفذي هجمات بومباي عام 2008 للعدالة.حسب سينج.
وقد صرح سينج بأنه تبادل الحديث الودي مرتين مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني على هامش قمة الأمن النووي التي عقدت في واشنطن على مدى يومين لكنهما لم يتطرقا لقضايا جادة خلال لقاءاتهما القصيرة.
وقال سينج للصحفيين “هنأت رئيس الوزراء على إقرار تعديل دستوري أعتقد انه سيجعل رئيس الوزراء شخصية أكثر قوة في النظام السياسي الباكستاني. لكن بخلاف هذا لم تجر محادثات جادة.”
وشكت نيودلهي مرارًا من أنشطة عسكر طيبة التي تتخذ من باكستان مقرا لها المسئولة عن هجمات بومباي التي قتلت 166 شخصا.
وقال سينج “نريد باكستان على الأقل أن تحاسب كل مرتكبي هذه الجرائم المروعة وان تفعل ذلك بكفاءة.”
وأضاف “هذا أقل ما ننتظر من باكستان. إذا فعلت باكستان ذلك سنكون سعداء جدًا إن نبدأ الحديث مجددا بشأن كل هذه القضايا.”
وكانت باكستان وما تزال ترفض مزاعم الهند فإسلام أباد حظرت جماعة عسكر طيبة وجمدت حساباتها المصرفية.
وقالت إسلام أباد إن على نيودلهي أن تقدم المزيد من الأدلة وهو ما رد عليه سينج بقوله إن كبار أعضاء عسكر طيبة “يجولون بحرية” في باكستان وان المخابرات الأمريكية أشارت الى روابط الجماعة بتنظيم القاعدة.
وقال سينج “لا أرى أني بحاجة لتقديم أي أدلة إضافية لرئيس الوزراء جيلاني بهذا الشأن.”
وخاضت الهند وباكستان ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947 وبدأتا عملية سلام هشة اوائل عام 2004 .
وستظل الأوضاع بين الهند والباكستان على ما هي عليه الآن دون إحراز تقدم يُذكر لإصرار نيودلهي على توجيه اتهامات الإرهاب للباكستان، وللتيار الإسلامي فيها، خصوصًا جماعة الدعوة الخيرية وجناحها العسكري “عسكر طيبة” وتتغافل الهند عن التقارير التي تلمح إلي تورط مخابراتها في الانفجارات التي تجري في اماكن مختلفة من باكستان خاصة في بلوشستان. 

وفي المجمل ستظل الهند هي الخاسر الأكبر بإصرارها على العداء لباكستان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق