مسلمو ولاية أسام الهندية.. وتاريخ طويل من الاضطهاد الممنهج

مسلمو ولاية أسام الهندية.. وتاريخ طويل من الاضطهاد الممنهج
كتب - أحمد نصر الدين
تحولت الأقليات المسلمة في معظم دول العلم إلي مأساة، وصارت جميع الطوائف غير المسلمة والكارهة للإسلام والمسلمين تتداعي عليهم كما تتداعي الأكلة علي القصعة، فما من يوم يمر علي هذه الأقليات المسلمة إلا ودماء زكية تسفك وأعراض تنتهك وكثير من الاعتداءات التي تمس هؤلاء الأقلية من قبل القبائل الكارهة للإسلام بمختلف عرقياتها ولغاتها.
وتعرض مسلمون ولاية أسام الهندية خلال شهر مايو 2014، لثلاثة مذابح راح ضحيتها 45 شخصا من بينهم نساء وأطفال رضع، وحرق عشرات المنازل وأدي ذلك إلي هروب المئات من المسلمين المتضررين من ديارهم حاملين أمتعتهم على العربات اليدوية جراء أعمال العنف.
ونقلا عن وكالات وصحف إخبارية أن سبب هذه الاعتداءات العنيفة التي تعرض لها المسلمون هو امتناعهم عن التصويت لمرشح قبيلة بودوا الهندوسي في الانتخابات العامة الجارية.
وليس هذا الاعتداء الاول من نوعه فقد تعرض المسلمون لكثير من المذابح والاضطهاد، وارتكبت ميليشيات بوذية في ولاية أسام الهندية الحدودية القريبة من بورما مجزرة بحق المسلمين، راح ضحيتها العشرات وأصيب 400 شخص، بحسب إحصائيات أولية، فيما نزح أكثر من 50 ألف مسلم إلى مناطق هندية داخلية بعد حرق 500 قرية، كما واجهتهم قوات الشرطة بقمع أمني غير مسبوق، وفتحت النار على الاحتجاجات، وأسفرت المواجهات عن نزوح أكثر من 50 ألف شخص إلى معسكرات الإغاثة هربًا من المواجهات.
ويضم شمال شرق الهند الذي يشترك في الحدود مع الصين وميانمار (بورما) وبنجلاديش أكثر من 200 مجموعة قبلية وعرقية تعاني من حركات انفصالية منذ استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947م.
وظهر بين قبائل الهندوس والبوذيين مشاعر قوية كارهة ومناهضة للمهاجرين وللمسلمين، وعلي الرغم من تأكيد المسلمين أن أصولهم تعود إلي مسلمي شرق البنغال الذين قدموا إلي الهند أثناء الاحتلال البريطاني يشعر أبناء قبيلة بودو بأنهم مهمشون بسب موجات المهاجرين التي تدفقت علي منطقتهم منذ الخمسينات ويتهمون الحكومة المركزية بالسماح لدخول المهاجرين لكسب أصوات انتخابية .
ومن هنا اندلعت الصدمات بين البودو والمسلمين في عام 1952م عندما حاول المسلمين الاستقرار في مناطق البودو، وهذه التوترات التنافسية جعلت العلاقة بين البودو والمسلمين متقلبة بشكل كبير، فقد خلفت مذبحة نيلي أكثر من 3000 قتيل غالبيتهم من المسلمين نتيجة الكراهية والغضب المشتعل بين الطائفتين، وفي عام 1983م قتل مالا يقل عن 200 شخص معظمهم مهاجرون من بنجلاديش في اشتباكات بوسط ولاية أسام الهندية، كما شهدت الفترة من عام 1991م إلي 1994م سلسة من الصدمات وإجبار المسلمين علي النزوح عن أرضيهم ومنازلهم، وفي عام 2008م قتل أكثر من 50 شخصا من قبيلة بودو والمسلمين، غالبيتهم من المسلمين.
المصدر : موقع جريدة الأمة
http://al-omah.com/NewsDetail.aspx?NewsID=51174

0 التعليقات:

إرسال تعليق