الانتخابات الهندية تخضبت بدماء المسلمين

استطلاعات الرأي تشير لفوز هندوسي متطرف
الانتخابات الهندية تخضبت بدماء المسلمين
تشير استطلاعات الرأي الناخبين عقب التصويت إلى اتجاه "نارندرا مودي" زعيم حزب باهاراتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي) المعارض إلى حسم الانتخابات العامة في الهند.
وأغلقت مراكز الاقتراع أمس الاثنين حيث صوت الناخبون الهنود في اليوم الأخير من الانتخابات العامة الضخمة التي تشهدها البلاد، والتي تعد أكبر انتخابات في العالم.
ومن المقرر أن يبدأ فرز الأصوات في 16 مايو الجاري.
كانت الانتخابات الماراثونية بدأت في الهند في السابع من أبريل الماضي، وأجريت على تسع مراحل لأسباب أمنية ولوجيستية.
وتعد الانتخابات الهندية أكبر عملية ديمقراطية في العالم، ويبلغ عدد من لهم حق التصويت 814 مليون ناخب.
ويكافح حزب المؤتمر الحاكم من أجل البقاء في السلطة، ويواجه حزب باهارتيا جاناتا المعارض، الذي يتزعمه مودي.
وقالت الوسائل أن حشودا ضخمة، تضم عددا كبيرا من النساء توجهت إلى مراكز الاقتراع في مدينة فاراناسي، التي أصبحت بمثابة ساحة جديدة للمعركة الانتخابية.
وخاض زعيم المعارضة "مودي" معركة حامية في المدينة، أشعلها منافسه أرفيندي كيجروال، زعيم حزب آيام أدامي (إنسان عادي)، المحارب للفساد، الذي يمتلك أعدادا غفيرة من المتطوعين أداروا حملته الانتخابية بطرق أبواب الناخبين.
ويشير مراسلون إلى أن هذه على ما يبدو أبرز المعارك التي تشهدها الانتخابات الهندية، فكبار المسئولين السياسيين في أحزاب باهارتيا جاناتا والمؤتمر وحزب آيام آدامي، نظموا حملات انتخابية هنا لدعم مرشحيهم خلال الأسابيع الماضية.
تصويت على قتل المسلمين
ويتعرض مسلمو"ولاية آسام" الهندية لمذابح وحشية يومية والسبب قيامهم بعدم التصويت لمرشح قبيلة "بودوا" الهندوسي! وقام مجهولون ملثمون بحرق منازل المسلمين هناك، وعثرت الشرطة مؤخرا علي خمس جثث منها ثلاثة أطفال وسيدتان وبذلك يرتفع عدد قتلي المسلمين إلي 45 .
القتل يتم بطرق وحشية، حتى الرضع لم يسلموا من القتل والنساء من الاغتصاب والأزواج من القتل أمام أعين الزوجات والأولاد! هكذا ببساطة كما ذكر تقرير نشرته جريدة "الجارديان" البريطانية مؤخرا.
والعجيب أن هذا المرشح الهندوسي شغل منصب رئيس حكومة ولاية "جوجارت" الهندية عام 2002 ووقع نزاع بين حجاج هندوس ومسلمين هناك وانطلقت أعمال ذبح وحرق راح فيها نحو 300 من المسلمين، وبعد التحقيقات التي أجريت هناك تبين أنه كان هناك مخطط لهذه المذبحة، وما كان النزاع إلا ذريعة ورغم تبرئته من التحريض عليها إلا أنه وجه له اللوم بعدم التدخل السريع وفي الوقت المناسب لفض هذا النزاع، وتحت ضغط الكونجرس الأمريكي رفضت الحكومة الأمريكية منحه تأشيرة دخول عام 2005، والذي يدعو للقلق ان هذا المرشح يعمل وبقوة للوصول لمنصب رئاسة الوزراء في الهند وهو ما دعا الولايات المتحدة لتغيير موقفها وأجرت السفيرة الأمريكية لقاء معه حفاظا علي مصالحها في حالة وصوله للمنصب! وبذلك ينضم مسلمو الهند لقائمة المذابح اليومية والتي تقترف في حق المسلمين ولا نسمع سوي ضجيج الاستنكار ولا نري طحين الفعل.
الهند للهندوس
وتمثل أيدلوجية "الهند للهندوس" شكلا حصريا من أشكال القومية الثقافية وتعود أصولها إلي عشرينيات القرن الماضي وتعتبر الهند أرضًا للهندوس لا مكان فيها للأقليات مثل المسيحية والمسلمة.
والديانة الهندوسية تؤمن بوجود ما يقرب من 330 مليون إله إلا أنه يوجد إله واحد فوق هذه الآلهة وهو "البراهما" وهو كيان يعتقد أنه يسكن كل جزء من العالم الواقعي في كل أنحاء الكون.
ولقد دخل العرب المسلمون الي الهند في القرن الثامن الميلادي ثم الأتراك في القرن الثاني عشر، وانتشر الإسلام هناك حتى سيطرة الاستعمار البريطاني علي الهند في القرن التاسع عشر وبدأ الاستعمار في إدخال مصطلح كراهية الإسلام وجذوره والتحذير من قيام كيانات إسلامية تتمتع بالحكم الذاتي في أرجاء الهند كدولة علمانية، وتم إشعال نار الفتنة بين الهندوس والمسلمين. والتي لا تزال مؤججة ليومنا هذا بفعل كل كاره لديننا الإسلامي، ورغم تعداد المسلمين في الهند والذي يبلغ 150 مليونا إلا أنهم ليس لهم نفوذ أو وزن سياسي وقتل منهم ما يقارب المليون بعد انفصال باكستان عن الهند وسبعين ألفا في كشمير بعد مطالبتهم بحقهم في تقرير مصيرهم، وكأنه كتب علينا كمسلمين دفع ضريبة من دمائنا لرغبتنا في مزاولة شعائرنا بحرية ! وكل يوم يسقط شهيد كل ذنبه انه مسلم.
القتل للمسلمين
ولا يخلو كل مجتمع من وجود شرفاء ينتصرون للإنسان فقد وضع أحد الكتاب الهنود المشهورين ويدعي " ك . ل . جوبا " كتابا أسماه الأصوات المجهولة، كشف فيه المآسي المروعة التي يتعرض لها المسلمون في الهند، حيث أوضح أنه في كل سنة يقتل أكثر من 1000 مسلم تقريبا، وتخرب ممتلكاتهم في الهند علي أيدي الهندوس المتطرفين، وتحت عنوان "مأزق المسلمين في الهند" قال جوبا: لقد حان الوقت لأن يرفع المجتمع الدولي صوته باسم الإنسانية ليجبر الهند علي الالتزام بمفاهيم السلوك الإنساني المتحضر.
إن الهند التي تدعي أنها تمثل الديمقراطية الأكبر في العالم، تمارس سلطاتها أعنف صنوف التحيز الطائفي ضد الأقليات المتواجدة بها، خاصة الأقلية المسلمة الأكثر تعرضا للاضطهاد، ويجدر بالهند أن تؤمن لهذه الأقليات حقوقها الإنسانية كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات مع غيرهم من الأغلبية الهندوسية في هذا البلد كما نص علي ذلك الدستور الهندي. فهل من مجيب؟.

0 التعليقات:

إرسال تعليق