صحيفة روسية: باكستان نادمة على تعاونها مع أمريكا في الحرب الأفغانية

تناولت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية علاقات باكستان بروسيا والصين وتأزمها مع الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة.

وقالت الصحيفة: جاءت الزيارة التي قام بها قائد القوات المسلحة الباكستانية الجنرال رحيل شريف إلى الصين في فترة ازدياد انعدام الثقة بواشنطن كحليف. وإن التخوف من حصول تقارب بين الهند والولايات المتحدة يدفع باكستان إلى توسيع تعاونها العسكري مع الصين والبحث عن سبل للحصول على دعم روسي. الحديث يدور حول رغبة باكستان شراء مروحيات قتالية روسية من طراز “مي – 35″ لاستخدامها في مهاجمة “طالبان”، رغم أن الجميع يعرفون أن العدو الرئيسي لباكستان هي الهند.

كما أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الهند، التي تمخضت عن تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، أقلقت إسلام آباد كثيرا، حيث يعتقد الباكستانيون أن تحالفهم مع واشنطن بدأ ينهار. من جانبها تشير صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن واشنطن وقفت إلى جانب باكستان إبان حربها مع الهند عام 1971، في حين أن وروسيا دعمت الهند بتزويدها بالأسلحة اللازمة.

اليوم ميزان القوى مختلف تماما. الولايات المتحدة تزود الهند بمختلف المعدات والتكنولوجيا الحربية ذات الاستخدام المزدوج. باكستان تشن الحرب ضد المتطرفين الأفغان في منطقة القبائل الممتدة على طول الحدود مع أفغانستان.

يقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الباكستاني الحاج محمد عادل: “الخطأ التاريخي الذي ارتكبته باكستان بعد نشوئها، هو بناء علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة وتجاهل روسيا. لقد أصبحنا نحارب ضد روسيا في أفغانستان، وهذا ما جلب لنا “هدايا” بصورة الإرهاب والتطرف والمخدرات. الآن باكستان تحاول بناء علاقات صداقة مع روسيا بهدف تصحيح أخطاء الماضي”.

تبقى الصين المورد الرئيسي للأسلحة إلى باكستان، حيث باعتها أو سلمتها  منذ عام 2006 ما قيمته 4 مليارات دولار.

تستمر باكستان في المراهنة على الصين وروسيا، فخلال الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى باكستان في شهر نوفمبر الماضي، تم توقيع اتفاقية للتعاون العسكري - التقني بين البلدين، حينها تحدثت وسائل الإعلام المحلية عن صفقة لشراء 36 مروحية قتالية روسية من طراز “مي – 35″.

يقول الخبير الباكستاني في الشؤون العسكرية، رفعت حسين: على الغرب أن يقيم بصورة صحيحة التغيرات في ميزان القوى في آسيا. فموسكو في نزاع مع واشنطن، لذلك تعززت علاقاتها مع الصين، وهذا قد يساهم في تقارب روسيا وباكستان.


من جانبه أشار مدير المركز الروسي لتحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات رسلان باخوف إلى أن “الحديث عن صفقة مروحيات مي 35 إلى باكستان يدور منذ فترة، لقد أثبتت هذه المروحية القتالية قدراتها. حيث تستخدم بنجاح في قبرص، وإندونيسيا وأذربيجان والبرازيل..”.

0 التعليقات:

إرسال تعليق