علمت مصادر إخبارية أن الرئيس الأفغاني أشرف غاني عرض على حركة طالبان مناصب
في الحكومة الجديدة ولكنها رفضت العرض.
ويقول مراسل بي بي سي في أفغانستان ديفيد لوين إن العرض جاء في إطار جهود الرئيس
الجديد لإنهاء العنف الذي يهدد تعافي البلاد.
ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأفغاني تشكيل حكومته الجديدة الجمعة بعد ثلاثة
أشهر من المشاورات.
ويرجع تأخر الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة بسبب الخلاف بين الرئيس غاني وشريكه
في الحكم عبد الله عبد الله الذي سيشغل وفقا لاتفاق تقاسم السلطة منصب أعلى مسئول تنفيذي
في البلاد بصلاحيات تماثل صلاحيات رئيس الوزراء.
وقال مصدر مقرب من الرئيس غاني إن “الحكومة يجب ألا تضم فقط أعضاء من فريقين
ولكن من كل الأطراف في أفغانستان”.
ويقول مراسلنا إن الشخصيات الثلاثة التي كان الرئيس غاني يسعى إلى ضمها للحكومة
هي : الملا ضعيف، سفير طالبان السابق إلى باكستان، ووكيل متوكل، وزير خارجية طالبان
السابق، وقيرات بهير، أحد أقارب قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي أحد حلفاء طالبان.
وعرض على هؤلاء تولي مناصب وزارة شؤون الريف، ووزارة الحدود، وتشمل مهامها تحصيل
مستحقات الجمارك، وأخيرا وزارة الحج.
وعُلم أن مشاورات أخرى جرت لتعيين ثلاثة مسئولين في مناصب حكام ولايات جنوبية
هي نمروز وقندهار وهلمند.
وكان من شأن تعيين حكام من طالبان في تلك الولايات إثارة جدل كبير وبخاصة من
قبل المجتمع الدولي نظرا لأن معظم خسائر حلف الناتو في أفغانستان جاءت أثناء محاولة
طرد مسلحي طالبان من جنوب البلاد.
يذكر أن 453 جنديا بريطانيا قتلوا في معارك وهجمات في جنوب أفغانستان.
ونقل مراسلنا عن مصدر مقرب من طالبان قوله إن العقبة الرئيسية التي حالت دون
قبول العرض كانت توقيع اتفاق يسمح ببقاء بعض القوات بعد انسحاب القوات الدولية المقاتلة
من أفغانستان بنهاية عام 2014.
كما طالبت الحركة بإجراء تعديلات على الدستور ومنح عناصرها حصانة تمنع تقديمهم
للمحاكمة قبل مناقشة أي اتفاق مع الحكومة.
وكشف العرض الذي تقدم به غاني أن الرئيس الجديد يختلف تماما عن سلفه حامد كرزاي
فهو مستعد لاتخاذ قرارات جريئة ومثيرة للجدل لترسيخ الأمن في البلاد.
ويقول أنصار غاني إنه نجح في توثيق التعاون مع باكستان لكبح جماح طالبان على
الحدود بين البلدين.
كما طلب غاني في وقت سابق من الصين والمملكة العربية السعودية ممارسة نفوذهما
على باكستان لدفعها إلى التعاون مع أفغانستان.
ولا يمكن التنبؤ بنجاح فكرة ضم طالبان إلى الحكومة الأفغانية فلا يزال بعض قادة
الحركة رافضين لعقد أي اتفاق.
0 التعليقات:
إرسال تعليق