استمرار عملية "عصف الحزم" لليوم التالي

ذكرت مواقع إعلامية يمنية، الجمعة 27 مارس أن الغارات استهدفت معسكرات قوات الحرس، إلى جانب منازل كبار مسئولي اليمن وبينهم الرئيس اليمني صالح وأقاربه، والقوات الخاصة الموالية، ودار الرئاسة.

وحسب ذات المصادر، سمع دوي انفجارات عنيفة نتيجة الغارات المكثفة، في الجهة الشمالية من العاصمة صنعاء، حيث مقرات جماعة الحوثي ومعسكرات الجيش، وبينها قاعدة الديلمي الجوية ومعسكرات الفرقة الأولى مدرع سابقا والتي تتخذها جماعة الحوثي مقرا لقياداتها، فضلا عن تبة الخرافي التابعة للحرس الجمهوري.

وتواصل المضادات الجوية لليوم الثاني إطلاق نيران كثيفة في سماء العاصمة صنعاء التي تشهد أعنف الغارات وأكثفها.

ونفذت قوات تحالف عاصفة الحزم التي تقودها السعودية فجر الجمعة ضربات جوية على مواقع الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في محيط جبل نقم وجبل الصمع في محيط صنعاء وأرحب شمال العاصمة، كما استهدفت الضربات معسكرات تابعة للحوثيين في صعدة.

وتهدف عملية "عاصفة الحزم" حسب البيان الخليجي، إلى حماية الحكومة الشرعية في اليمن من المسلحين الحوثيين، حيث تقوم قوات جوية خليجية بقصف مواقعهم في اليمن، وأوضحت السعودية أن الحملة ضد الحوثيين تستند إلى ميثاقي الأمم المتحدة والجامعة العربية مشددة على أن العملية ستشمل جميع الأراضي اليمنية.

وكان المتحدث باسم "عاصفة الحزم"، أعلن أن العملية التي يشنها التحالف العربي مستمرة إلى أن تحقق "أهدافها"، مؤكدا أنه "لا تخطيط حاليا لعمليات برية" في هذا البلد.

وتشكل تحالف إقليمي يضم إلى جانب السعودية الإمارات وقطر والبحرين والكويت، بالإضافة إلى مصر والمغرب والأردن، بهدف تنفيذ العملية العسكرية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين.

وكان المتحدث العسكري باسم "عاصفة الحزم"، أحمد عسيري، الخميس 26 مارس، أن القوات المشتركة تمكنت من تدمير كامل الأهداف في 15 دقيقة مضيفا أن العملية أنجزت الأهداف المطلوبة.

وأفاد المتحدث العسكري أن العملية مستمرة حتى تحقيق الأهداف كافة واستعادة الشرعية اليمنية، مؤكدا أن "عاصفة الحزم" هدفها دعم الشعب اليمني للتخلص من الحوثيين المتمردين من الإضرار باليمن والسعودية.

وصرح أحمد عسيري أن التنسيق والعمل مستمر مع جميع الأطراف وأنه لا مكان لمن يريد تقديم الدعم لجماعة الحوثي.

وأكد المتحدث العسكري أن القصف الجوي لأهداف ومعاقل الحوثيين دمر آليات وعتادا عسكريا سيطر عليه الحوثيون، إضافة إلى قواعد عسكرية كانت تحت سيطرته، مشيرا إلى أنه تم التعامل مع التقدم الحوثي على الحدود مع السعودية حسبما يتطلبه الأمر.

وصرح عسيري أنه لا يوجد تدخل بري حتى الآن، مضيفا أن القوات في أتم الجهوزية لأي طارئ.

بدء العملية العسكرية "عاصفة الحزم"
بدأت العملية العسكرية ضد الحوثيين بعد إعلان الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز انطلاق عملية "عاصفة الحزم" منتصف ليلة الخميس 26 مارس.

وأعلنت السعودية التي تقود العمليات أن 10 دول من بينها دول الخليج تشارك في العملية العسكرية.

وبعد انطلاق الطلعات الجوية ضد مواقع الحوثيين أعلنت الرياض أجواء اليمن منطقة محظورة.

وأوضحت مصادر عسكرية سعودية أن قواتها الجوية قصفت مواقع الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء فجر الخميس.

ومن جانبها ذكرت تقارير إعلامية أن 4 بوارج حربية مصرية عبرت قناة السويس، متجهة إلى اليمن دعما للعملية العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين.

وأفادت مصادر مصرية في قناة السويس أن 4 بوارج دخلت قناة السويس لتواصل سيرها نحو عدن جنوب اليمن في وقت لاحق من اليوم ذاته، مؤكدا أنها ستشارك في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية لضرب مواقع الحوثيين في اليمن.

يذكر أن السعودية تشارك بـ 100 مقاتلة والإمارات بـ 30 وقطر بـ10 طائرات والكويت بـ 15 مقاتلة فيما أرسلت البحرين 15 مقاتلة، أما الأردن فتساهم بـ 6 مقاتلات و6 مقاتلات من المغرب و3 من السودان وتشارك مصر وباكستان بسفن حربية إلى جانب المقاتلات.

الولايات المتحدة تقف وراء تنفيذ الغارات في اليمن.
واتهم عبد الملك الحوثي زعيم جماعة "أنصار الله" في كلمة تلفزيونية الدول المشاركة في عملية "عاصفة الحزم" العسكرية بـ"الخيانة والعمالة وبأنها أدوات الولايات المتحدة الأمريكية".
كما وصف العملية العسكرية بـ"مشروع تأمري وتدميري لليمن".

الرئيس اليمني يصل للعاصمة السعودية الرياض
وفي جانب آخر وصل رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي إلى مطار قاعدة الرياض بالمملكة العربية السعودية.

وكان في استقبال هادي وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان.

الغارات استهدفت معاقل الحوثيين في صعدة
وفي أول إعلان لها، قالت القوات السعودية إنها تمكنت من تدمير الدفاعات الجوية للحوثيين، مشيرة إلى أن الأجواء اليمنية أصبحت تحت سيطرتها. وفي وقت لاحق تمكنت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية من تدمير قاعدة الديلمي التي يسيطر عليها الحوثيون بما في ذلك تدمير مقاتلاتهم الحربية وبعض الصواريخ.

كما استهدفت المقاتلات منطقة صعدة، أبرز معاقل الحوثيين بالإضافة إلى العديد من القواعد العسكرية والمواقع التابعة لهم في جميع أنحاء اليمن. وقال مسئول عسكري سعودي كبير إن بلاده لا تستثني العمل البري ضد الحوثيين في اليمن.

عدد الضحايا
وتناقلت وكالات الأنباء عن وقوع ضحايا بين المدنيين والمسلحين، وأعلنت مصادر عسكرية وشهود عيان أن صنعاء تعرضت لقصف عنيف أوقع ما لا يقل عن 13 شخصا في حي سكني بالعاصمة.

وقالت مصادر لوكالة فرانس برس إن "13 مدنيا بينهم أطفال ونساء قتلوا في الغارات السعودية خلال الليل" فيما تواصل عناصر من الدفاع المدني البحث عن ضحايا آخرين تحت ركام المنازل التي طالها القصف.

مواقف الدول من العملية العسكرية ضد الحوثيين
وأعلنت كل من مصر والأردن والمغرب وباكستان والسودان مشاركتها في العملية العسكرية.

مظاهرات موالية للحوثيين في صنعاء
وشهدت العاصمة صنعاء يوم الخميس مظاهرات مؤيدة لجماعة الحوثيين، ومناوئة للضربات الجوية التي تقودها السعودية ضد معاقل الجماعة في اليمن.

وردد المتظاهرون شعارات "الموت لأمريكا وإسرائيل" وهم يرفعون أعلاما يمنية وأعلاما جماعة "أنصار الله" الحوثية.

مصر: أعلنت القاهرة دعمها للعملية العسكرية وللحكومة الشرعية في اليمن وقالت إن العملية تأتي استجابة لطلب الرئيس الشرعي لليمن ومن منطلق مسؤولياتها تجاه الأمن القومي العربي.

وأضافت أنها ترفض التدهور الشديد في الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن، وما شهدته من انقضاض على المؤسسات الشرعية وانتشار لأعمال العنف والإرهاب.

 باكستان : أرسلت باكستان وفدا رفيع المستوى إلى المملكة العربية السعودية لبحث إمكانية المشاركة في التدخل العسكري في اليمن بقيادة الرياض، متوعدة برد قوي على أي عدوان ضد حليفتها الإستراتيجية.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن باكستان من بين البلدان التي أعربت عن رغبتها في المشاركة في عملية "عاصفة الحزم" العسكرية في اليمن.

وفي وقت سابق من الخميس، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم، أن باكستان قدمت مقترحا للسلطات في الرياض للمشاركة في العملية العسكرية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

والتقى رئيس الوزراء نواز شريف مع مستشاره الأمني، سرتاج عزيز، ووزير الدفاع، خواجة آصف، ورئيس الجيش القوي رحيل شريف وقائد الجيش الجديد الهواء سهيل أمان لمناقشة الوضع في اليمن، وقد خلص الاجتماع إلى أن أي تهديد لسلامة أراضي المملكة العربية السعودية سترد عليه إسلام آباد بحزم.

ولم تنف أو تؤكد الأطراف المشاركة في الاجتماع مشاركة باكستان في هذه العملية.

الأردن: أكد الأردن مشاركته في "عاصفة الحزم" لدعم الشرعية في اليمن. وأشار إلى أن عمان تدعم أمن واستقرار اليمن وتثمن العلاقات التاريخية بين الأردن ودول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودي

بيان مشترك للدول الخليجية: "تابعت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر ودولة الكويت بألم كبير وقلق بالغ تطورات الأحداث الخطيرة في الجمهورية اليمنية والتي زعزعت أمن اليمن واستقراره جراء الانقلاب الذي نفذته المليشيات الحوثية على الشرعية.

كما أصبحت تشكل تهديدا كبيرا لأمن المنطقة واستقرارها وتهديدا للسلم والأمن الدولي.. وقد سارعت دولنا إلى بذل كافة الجهود للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق في محاولاته استرجاع أمنه واستقراره من خلال البناء على العملية السياسية التي أطلقتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ولحماية المنطقة من تداعيات هذا الانقلاب".

العراق: عبرت بغداد عن قلقها من التطورات في اليمن، ودعا بيان لوزارة الخارجية العراقية الأطراف اليمنية للجلوس إلى طاولة الحوار.

وجاء في البيان "نظرا للتطورات الأخيرة في الجمهورية العربية اليمنية وتدخل قوات عسكرية من قبل دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية أخرى، وانطلاقا من موقف جمهورية العراق الحريص على دعوة جميع الأطراف إلى الحوار وتحكيم لغة العقل والمصلحة اليمنية للحفاظ على وحدة اليمن وسيادته، تعرب وزارة الخارجية العراقية عن قلقها إزاء التدخل العسكري في الشأن اليمني، والذي من شأنه أن يؤدي إلى تعقيد الأوضاع في اليمن أكثر من السابق ولن يسمح بتبني الحلول السياسية في الظروف القائمة".. "إن موقفنا هو نبذ استخدام القوة، ودعوة الأطراف كافة إلى تجاوز خلافاتها من خلال الحوار".

إيران: دان الرئيس الإيراني حسن روحاني التدخل العسكري للتحالف الدولي بزعامة السعودية في اليمن.

وفي وقت سابق أدلى نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بتصريح مماثل، قائلا إن طهران تدين "التدخل الأجنبي في شؤون اليمن من قبل أية دولة أكانت هي إيران أو العربية السعودية أو الولايات المتحدة".

الأمم المتحدة: دعا الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون الدول المشاركة في عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن إلى ضمان حماية المدنيين  والتمسك بالقانون الدولي الإنساني. كما أعرب بان كي مون عن اقتناعه بأن المفاوضات السلمية تبقى سبيلا وحيدا لتسوية الأزمة اليمنية على الرغم من التصعيد الأخير، معيدا إلى الأذهان أن مجلس الأمن الدولي أصدر بيانا 22 مارس/آذار، دعا فيه "جميع الأطراف والدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة إلى الامتناع عن أي خطوات من شأنها تقويض وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه".

وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة، إن بان كي مون "أحيط علما" ببدء العربية السعودية وعدد من الدول الأخرى عمليات عسكرية في اليمن تلبية لطلب حكومته. مع ذلك فقد تهرب المتحدث عن الجواب هل يعتبر هذه التصرفات متناقضة مع موقف الأمم المتحدة وتوصيات مجلس الأمن الدولي.

الولايات المتحدة: أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن تعتبر العملية السياسية طريقا وحيدة لحل الأزمة الليبية بصورة نهائية، لكنها في المرحلة الحالية تدعم العملية العسكرية في اليمن. وأوضحت الوزارة أن واشنطن تشاطر الرياض قلقها إزاء تطور الأوضاع في اليمن.
كما أكدت الخارجية الأمريكية، على لسان المتحدث باسمها جيف راتكي، نية الولايات المتحدة تقديم دعم لوجستي للدول المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن.


هذا وأفاد الدبلوماسي الأمريكي بأن القادة السعوديين تشاوروا مع الولايات المتحدة قبل أن إعطاء أوامر بشن العمليات العسكرية ضد المتمردين في اليمن.

0 التعليقات:

إرسال تعليق