كشمير.. أرض الربيع بلا ربيع


كشمير.. أرض الربيع بلا ربيع
د. زيد أحمد المحيسن
على جبال يزيد ارتفاعها عن 4 آلاف متر فوق سطح البحر اندلعت ثلاثة حروب بين الهند وباكستان كانت كشمير هى الشرارة التى أشعلت النيران من على قمم هذه الجبال العالية المكسوة بالثلج الأبيض - كشمير ليست قضية أرض متنازع عليها إنها قضية شعب عريق له تقاليده وعاداته وعقيدته إنه يمثل امتدادًا للفاتح العربى المسلم محمد بن القاسم ومكان ميلاد شاعر الأمة الإسلامية محمد إقبال الذى قال:- الصين لنا، والعرب لنا، والهند لنا، والكل لنا :: أضحى الإسلام لنا دنيا وجميع الكون لنا وطنًا.
هذا الشعب الصابر على الطوى تربطنا به وشائج العقيدة والتاريخ والثقافة -هذا الشعب مازال يبحث عن حريته المسلوبة- من على هذه الارتفاعات الشاهقة يصرخ فلا مغيث ويدعو فلا مجيب يرزح تحت وطأة ونير الاحتلال القسرى فمنذ أن ظهرت دولة باكستان إلى حيز الوجود عام 1947 برزت قضية كشمير إلى الواجهة السياسية، وفرضت على باكستان ثلاثة حروب من أجل أن يستعيد الشعب الكشميرى أرضه وحقوقه الإنسانية المشروعة فى الحرية وتقرير المصير واختيار مستقبله السياسى ولكن أنى يكون ذلك!
لم تفض الحروب إلى حل للقضية فبادرت باكستان لمد يدها للمنظمات الدولية لإيجاد صيغة توافقية مع الجار الجغرافى الهند، ولكن دون جدوى -الهند دولة تدعى أنها ديمقراطية- والديمقراطية فيها عريقة هكذا ينظر العالم لها، ولكن الوقع أن الهند ما تحبه لنفسها تنكر هذا الحق على أبناء كشمير فى الحصول على الحرية وتقرير المصير بل تزيد الطين بلة فى العبث فى ديمغرافية المنطقة وطمس الهوية الوطنية الكشميرية مثل هذه الممارسات تذكرنا تماما بما يقوم به الكيان الصهيونى تجاه الشعب العربى الفلسطينى من عمليات التهويد والاستيطان وطمس الهوية العربية -كل هذه الأعمال تمارس تحت مظلة الديمقراطية التى يتبجح بها الكيان الصهيونى فى فلسطين- نناشد المجتمع الدولى والضمير العالمى بالوقوف مع المساعى السلمية المبذولة لإنهاء حالة النزاع وإحلال السلام فى فلسطين وكشمير ونترحم على شهداء الحرية ومناصرى القضايا الإنسانية العادلة ونتمنى أن يعود لكشمير ربيعها المفقود كما كان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق