أسباب تقلُّص عدد المسلمين في أراكان


أسباب تقلُّص عدد المسلمين في أراكان
في الحقيقة أن حقوق الإنسان في بورما هي مصدر قلق منذ فترة طويلة للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان. وقد أصدرت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الكبرى ومنظمات حقوق الإنسان المتكررة والأنباء المتواترة عن انتهاك واسع النطاق ومنهجي لحقوق الإنسان في بورما. وأما الأسباب التى أدت تاريخيا إلى تقليص عدد المسلمين في بورما هي:
1-   الظلم والاضطهاد وعمليات عسكرية مستمرة وحرب إبادة من قبل الحكومة والبوذيين وعرقية راخين ضد المسلمين منذ قبل استقلال بورما إلى يومنا هذا، وإليكم بعض الأسباب التى أدت إلى تقليص عددهم بشكل كبير بالاختصار، وهي:
2-   المذابح والمجازر والإبادة المنظمة والتهجير: لا شك أن المذابح والمجازر والإبادة الممنهجة من أبرز الأسباب لانخفاض عدد المسلمين في بورما، حيث أن عملية القتل والإعدام مستمرة ضد المسلمين حتى الآن، وقتل خلال المجزرة التى وقعت في عام 1942م حوالي مائة ألف مسلم، وقتل الآلاف مابين 1967-1978م من خلال عملية عسكرية ، حيث تم إجراء 17 عملية عسكرية  متتالية ضد المسلمين خلال هذه الأعوام، ومن أكبرها عملية  " ناجامين دراغون " في عام 1978م.
3-   في عام 1992 م  تفاقمت الأوضاع أكثر عندما استغلت حكومة بورما الشيوعية انشغال العالم الإسلامي باحتلال العراق لدولة الكويت، والمذبحة التى  حدثت في هذا العام تجاوزت كل الحدود، إذ لم يرحم طفلا رضيعا ولا شيخا مسنا ولا امرأة كبيرة، وقتل حوالي 50 ألف مسلم، وهاجر أكثر من 3 مائة مسلم إلى حدود بنغلاديش حيث تركوا في العراء يواجهون البرد القارص والأمطار الغزيرة والجوح والضياع.
4-   في عام 2009 م عندما لم يجد المسلمون أحدا يقف بجانبهم ويدافع عنهم ويحميهم من هجوم البوذيين وحملاتهم في داخل بورما ومن المجاعة والتسجين في بنغلاديش قرروا الهجرة إلى ماليزيا واستراليا عن طريق البحر، ومات مئآت مسلم في وسط البحر بالغرق، وتم تسجين مئات اللاجئين بعد اعتقالهم من قبل  قوات تايلندا وبنغلاديش والهند من حدودهم البحرية، ومعظمهم لم يرجعوا إلى أهاليهم حتى الآن.
5-   جاءت عام 2012م، وشهد إقليم أراكان مجزرة أخرى ضد المسلمين من قبل البوذيين وراخين المدعومين من قبل الحكومة، حيث راع ضحيتها ما يبلغ أكثر 20-25 ألف مسلم خلال ثلاثة أشهر الماضية ( يونيو-أغسطس،2012م) ،
6-   حدثت أربع هجرات جماعية (في عام 1942، 1965، 1978م، 1992م) واسعة النطاق للملايين منهم منذ حصول بورما على استقلالها ومازال نزوح الشعب مستمرّاً حتى يومنا هذا ، مما أدى إلى تقليص عدد المسملين في أراكان بصفة عامة وفي بورما بصفة خاصة.
7-   إلغاء الجنسية: وعندما ألغيت جنسية المسلمين في عام 1982 م ظلما وعدوانا فقامت الحكومة البورمية بعملية " التهجير القسري " ضد المسلمين ، وقتل مئآت من المسلمين الذي لم يريدوا مغادرة الوطن حينذاك.
8-   توطين البوذيين في أحياء وأماكن المسلمين  وتغيير الوضع الديموغرافي:وأقيمت قرى نموذجية للبوذيين الجبليين (ناتالا) في وسط قرى المسلمين. وأقيمت أكثر من25 قرية نموذجية كبيرة للبوذيين الجبليين من سنة 1988 إلى 2012م بعد مصادرة الأراضي من المسلمين وتهجيرهم إلى الجبال أو إلى البلد المجاورة، مما أدى إلى انخفاض عدد المسلمين في أراكان بشكل واضح.
9-   تحديد نسل المسلمين والتقيدات العنيفة  في الزواج  وعدم السماح بالتعدد مطلقا من أهم الأسباب التى أدت إلى انخفاض عدد المسلمين في بورما، حيث أن حكومة بورما أصدرت قانون الزواج للمسلمين بأنه لا يسمح للمسلمين على الزواج إلا بعد 25 سنة للنساء و30 للرجال، ويجبرون لأخذ إبرة تحديد النسل، ولا يسمح لهم انجاب أكثر من 2 ولد، ولسبب هذه العملية توقف التوالد والتناسل في المسلمين وازدادت عدد عرقية راخين.
10-                     الخروج المستمر بلا رجعة: المسلمون الروهنجيون يعيشون في سجن كبير وتحت اللاإنسانية في بورما، فلا يريد أحد أن يعيش مثل هذه المضايقات والظلم  والاضطهادات، وكل من استطاع الخروج منها، لم يعد إلى بورما مرة ثانية، وهذا أيضا قد قلص عدد المسلمين في بورما.

0 التعليقات:

إرسال تعليق