المـوســـاد في كـشـمـيــر

المـوســـاد في كـشـمـيــر
بقلم: سمير حسين زعقوق
ذكرنا في مقالنا الأسبوع الماضي كيف تقع باكستان فريسة أجهزة مخابرات تسعى للقضاء عليها كقوة نووية، وفي هذا المقال أتطرق إلى الدور المخابراتي في كشمير المحتلة، ومشكلة كشمير ببساطة أنه في سنة 1947م، وبعد انسحاب الإنجليز استولت الهند عليها، وادَّعت أنها من حدودها الجغرافية، في حين أن شروط التقسيم كانت تنص على أن الولايات ذات الأغلبية المسلمة تنضم لباكستان والولايات ذات الأغلبية الهندوسية تنضم إلى الهند، وهذا لم تطبقه الهند في كشمير، بل قامت باحتلال الولاية ودفعت بمشكلتها للأمم المتحدة، ورفضت تطبيق قرارات المنظمة الدولية فيما يخص الاستفتاء الشعبي.
ودخلت الدولتان حربين، الأولى سنة 48 والثانية سنة 65 بدون أية نتيجة، وظل الوضع ملتهبًا بين البلدين، ودخلت إسرائيل في الصراع، ونقلت خبرتها في ضرب المقاومة إلى الهند، ولم يكن وجود اليهود في كشمير شيئًا جديدًا، خاصة للمتابعين، فقد كشفت وكالة الأنباء الباكستانية أن وجود العامل اليهودي قديم من حيث التعاون المعلوماتي، أو الإرهاب أو التدريب. وقد أكدت مصادر المجاهدين في كشمير وجود أكثر من 350 كوماندوس يهوديًّا يتعاونون مع الهند لضرب الانتفاضة الكشميرية التي بدأت في عام 1989م، وتطمح إسرائيل من وجودها في هذه المنطقة الهامة إلى ضرب المفاعل النووي الباكستاني الذي يُعد المحطة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي بعد ما حدث في العراق. والمفاعل الباكستاني هدف يهودي قديم، وتقول المصادر الباكستانية: إنه غدا هدفـًا رسميًا يهوديًا منذ عام 1986 عندما صرح رئيس هيئة أركان العدو الصهيوني بذلك.
وقد تمكن المجاهدون في كشمير من أسْر مجموعة من عملاء الموساد الإسرائيلي، كما تم في بيشاور اعتقال ثلاثة من اليهود المغاربة الذين يحملون جوازات فرنسية لقيامهم بنشاط تجسسي.
والتقى مراسل روسيا اليوم أحد الصهاينة في منطقة الحدود بين الهند وباكستان على بوابة واجا الواقعة في البنجاب، وتحدث عن صراع الصهاينة مع العرب، ويرى أنه من الجيد أن يتخلص من العدوانية واللجوء للعنف والدم.
وحجم الاختراقات الإسرائيلية الهندية لأجهزة دول المنطقة كبير، وتغلغلها إلى مواطن التأثير وحجم الاستثمار اليهودي عن طريق البوابة الهندية، وحجم العمالة اليهودية الهندية التي تسيطر على 80% من أسواق المنطقة سواء أسواق الذهب، أو الإلكترونيات، أو الأقمشة، إضافة إلى مخاطر ذلك كله على الحالة الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، وكذلك على العمل الإسلامي في المنطقة.
وقد صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق «سيلفان شالوم» في زيارته للهند يوم 10/2/2004 قائلاً: إن إسرائيل والهند معنيتان بمواجهة الخطر الأصولي الإسلامي المشترك، سواء عبر منظمة حماس، أو حركة المقاومة الكشميرية، وإن هناك تنسيقًا كاملاً ومشتركًا بين نيودلهي وتل أبيب لتبادل المعلومات والخبرات في هذا الجانب.
فمن المعلوم أن أهم قواعد التعاون بين الهنادكة والصهياينة، تقوم على الاغتصاب الغاشم، والاحتلال الجائر لأراضي المسلمين، وتدنيسهم للمقدسات، وهدمهم للمساجد، والتعدّي على الحرمات، كما يتفق الكيانان الإرهابيان في قمع واضطهاد وقتل المسلمين العزّل في كشمير وفلسطين المحتلتين، ويمارسان أبشع أنواع البطش والقهر والتعذيب والتنكيل والحقد الدفين لقهر المسلمين، وإلحاق كل ألوان الأذى وأشكال العذاب وأصناف الاضطهاد الوحشي والبربري بحق إخواننا المسلمين في كشمير وفلسطين الأسيرتين.
فإن وجدت الأسيرتان فلسطين وكشمير من قومنا من يذب عنهما، فمؤكد أننا "عائدون"

منشور بصحيفة الرحمة العدد 80

0 التعليقات:

إرسال تعليق