نحترم حق المصريين في اختيار النظام السياسي


نائب الرئيس الصيني لـ”الأهرام”‏:‏
نحترم حق المصريين في اختيار النظام السياسي
نائب الرئيس الصيني مع مندوب الاهرام
يتطلب تعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة والعميقة بين الشعبين المصري والصيني،‏ صاحبي أقدم حضارتين في تاريخ الإنسانية‏،‏ بعد ثورة يناير‏2011‏ في مصر‏.
وتولي جيل جديد من القادة الصينيين لزمام الأمور في أكبر دول العالم سكانا وثاني أكبر اقتصاد في العالم في مارس الماضي، مزيدا من التعرف علي رؤى زعماء البلدين بشأن مستقبل هذه العلاقات المهمة، التي يجب أن تقوم علي أساس من الاحترام المتبادل والمساواة وتبادل المصالح في كافة المجالات.
وفي هذا الإطار، حرصت الأهرام علي لقاء نائب الرئيس الصيني لي يانتشاو في قاعة الشعب الكبرى بميدان تيانانمين في قلب العاصمة الصينية بكين، وهو اللقاء الذي يعد الأول من نوعه مع وسيلة إعلام عربية منذ توليه منصبه قبل ثلاثة شهور.
وقد أكد نائب الرئيس الصيني علي أن القيادة السياسية الجديدة في الصين تحترم حق الشعب المصري في اختيار نظامه السياسي وطريقه نحو التنمية بإرادته المستقلة، مشيرا إلي أن التاريخ أثبت فشل محاولات فرض المسار التنموي من الخارج علي الشعوب.
وقال نائب الرئيس الصيني إن الحكومة الصينية الحالية سوف تدعم كافة جهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري بما يحقق له التقدم والرخاء.
وأضاف 'لي' (63 عاما) أن تطور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية في مصر سوف تكون له تداعيات بالغة الأهمية علي منطقة الشرق الأوسط برمتها، والتي تعتمد عليها الصين في سد أكثر من60% من وارداتها البترولية التي تضخ الدماء في شرايين الاقتصاد الصيني.
وأكد نائب الرئيس الصيني علي أن القيادة الصينية الجديدة سوف تستمر في سياساتها الثابتة تجاه منطقة الشرق الأوسط، كاشفا أن هذه السياسات ستقوم في المرحلة المقبلة علي أربع ركائز رئيسية، هي: تعزيز الصداقة مع جميع شعوب المنطقة، وترسيخ الاستقرار عن طريق دعم شعوب المنطقة في المسار التنموي الذي تختاره، والعمل علي تحقيق السلام في المنطقة.
وفيما يتعلق بمستقبل العملية السلمية في الشرق الأوسط، رأي'لي' أنه من الأفضل لشعوب المنطقة القبول بسلام جزئي ومؤقت حتى يتحقق السلام الشامل والدائم، كون السلام هو المصلحة الأساسية لكافة شعوب المنطقة والعالم. وأكد'لي'، في هذا الإطار، أن الصين ستتحاور مع كافة أطراف عملية السلام حتى يمكن التغلب علي التاريخ الطويل للصراع، وبالتالي تحقيق المصالح المشتركة مع دول وشعوب المنطقة.
ورغم دورها المؤثر في الأزمة السورية حيث استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ثلاث مرات لمنع التدخل الدولي في سوريا، أكد نائب الرئيس الصيني أن بكين لن تستطيع في المدى المنظور أن تصبح لاعبًا أساسيًا في منطقة الشرق الأوسط، بالنظر إلي أن المنطقة تتسم بالتعقد الشديد.
وفي النهاية، قال 'لي' إن الصينيين أصبحوا يفهمون الآخرين بشكل أفضل كثيرًا مما يفهمهم الآخرون، موضحا أن العديد من الصينيين يذهبون إلي الخارج للدراسة والتعلم، بينما يأتي القليل من طلبة الدول العربية والأجنبية إلي الصين لنفس الهدف، محذرًا من أن غياب الفهم الصحيح لما يجري علي الجانبين قد يضع عراقيل أمام تطوير العلاقات الايجابية بين الصين والعالم الخارجي في المستقبل، رغم وجود فرص كبيرة يمكن الاستفادة منها.
وتابع نائب الرئيس الصيني أن بلاده حريصة علي إظهار وجهها الحقيقي للعالم، وأن القيادة السياسية الجديدة في بكين سوف تنفتح علي كافة الشعوب لتحقيق المصالح المشتركة وتحقيق الحلم الصيني، الذي لا يقتصر فقط علي الدولة والأمة الصينية، وإنما أيضًا يمتد إلي تحقيق حلم كل شخص في الحياة بشكل أفضل مما هو عليه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق