عش الدبابير.. العملاء مازالوا يسيطرون

عش الدبابير.. العملاء مازالوا يسيطرون
بقلم: سمير حسين زعقوق
في المقال السابق عرّجت على تعاون الهنادكة والصهاينة الأمني والمخابراتي لدحر المقاومة الإسلامية في كشمير، نواصل اليوم وضع أيدينا في عش الدبابير، والغوص في بحر المعلومات المخابرتي.
ففي فترة الصراع بين "الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة" -الحرب الباردة- كان من مصلحة القوى العظمى أن يستمر هذا الصراع؛ لأن هذا الصراع سيجعل وجود القوى العظمى في وسط آسيا ضروريًّا.. ولكن بعد تفكك روسيا وظهور القاعدة وطالبان بات واضحًا أن هذا التشجيع ليس في محله على الإطلاق، بل قد يكون في صالح القاعدة وطالبان؛ لأن الباكستانيين متعاطفون مع القاعدة وطالبان.
ومن هنا ازداد الدور المخابراتي في المنطقة بدفع باكستان في أتون حرب استنزاف بقصد إرهاقها، وقد جاء ذلك من خلال الدعم المخابراتي والعسكري لطالبان في وزيرستان، خصوصًا جهاز المخابرات الإسرائيلي، وذلك من خلال طلب بعض المسئولين الباكستانيين مساعدة هذا الجهاز في حمايتهم، وهو ما قامت به الراحلة بنازير بوتو رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة حزب الشعب سابقًا التي طلبت حراسة "إسرائيلية"، وهو ما نشرته صحيفة معاريف في حينه، وقالت: إن بوتو عللت طلبها بأن الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف لا يسمح لها بحماية نفسها، من خلال عدم السماح بوضع زجاج داكن اللون لنوافذ سياراتها أو استخدام أجهزة للكشف عن عبوات ناسفة.
وأضافت الصحيفة: إنه في أعقاب طلب بوتو الحصول على حماية من جهاز المخابرات "الإسرائيلي" الموساد، أجرت وزارة الخارجية "الإسرائيلية" -التي أيدت الاستجابة لطلب بوتو- عدة مداولات مع مسئولين في الموساد وجِهات متخصصة في حراسة الشخصيات، لكن "إسرائيل" لم تتخذ قرارًا بهذا الصدد خوفًا من إثارة غضب النظام الباكستاني أو الهند إلا أن ذلك يُعد إشارة واضحة على أن بعض المسئولين الباكستانيين المرتبطين بالغرب كان لهم دور في فتح الطريق أمام تواجد مخابراتي في باكستان، ولا يُستبعد أن تكون هناك علاقة من هذا النوع بين آصف علي زرداري الرئيس الحالي لباكستان وزوج الراحلة بوتو.
ورغم ذلك اتهم جهاز المخابرات الباكستاني (sis) الموساد الإسرائيلي وجهاز المخابرات الهندية (RAW) والمخابرات الأفغانية بالتعاون معًا من أجل زعزعة الأمن الباكستاني.
وحسب المخابرات الباكستانية فإن المخابرات الهندية والموساد الإسرائيلي يقومان بالتخطيط وتنظيم عمليات إرهابية ضد الجيش الباكستاني المنتشر علي الحدود الباكستانية- الهندية وبعمليات إرهابية أخرى انطلاقا من إقليم كشمير وداخل باكستان.
واتهمت المخابرات الباكستانية المخابرات الهندية والموساد الإسرائيلي بالوقوف من خلف العمليات الإرهابية التي وقعت داخل باكستان والتي قتل جرائها عدد من الضحايا وإصابة العشرات من المواطنين الباكستانيين.
وفي المجمل لو استطاعت الشعوب الإسلامية التخلص من عملاء الغرب في بلادهم، والدفع بأبناء الحركة الإسلامية لتولي زمام الأمور في بلادهم، والضرب بيد من حديد على يد من يسعى لإغراق أمتنا في وحل العمالة، ساعتئذ سنكون على طريق الحق "عائدون"
منشور في صحيفة الرحمة العدد 81

0 التعليقات:

إرسال تعليق