بعد هجوم باريس الإرهابي، دعا وزير العدل الألماني هايكو ماس إلى "تماسك
قوي" وإلى الحوار بين ألمانيا وجالياتها المسلمة. وقال ماس: "لا بد لنا من
التحدث أكثر بعضنا إلى بعض"، وأضاف ماس يوم الجمعة (التاسع من يناير 2015) أثناء
زيارته إلى جامع شهيتليك في حي نيوكولن في برلين للتشاور مع ممثلي الجمعيات والراوبط
الإسلامية الألمانية: "تعرف بعضنا إلى بعض وتحدث بعضنا مع بعض هو أفضل مساهمة
للحد من الخوف والقلق".
وانتقد ماس محاولات اليمين المتطرف الشعبوي في ألمانيا "استغلال ظاهرة
الإرهاب كوسيلة لتقسيم المجتمع" الألماني، مضيفا في هذا السياق: "علينا عدم
السماح بذلك". وشدد على أنه "لا دين ولا إله يمكنه تبرير ذلك (الهجوم)، وهذا
محل إجماع جميع الأديان". ورفض ماس أي "تشديد للقوانين أو جعلها أكثر صرامة"
في هذا الصدد، مبررا ذلك بأن "كاميرات المراقبة وتجهيزات تخزين المعلومات في فرنسا
لم يكن بمقدورها منع الهجوم"، ومضيفا: "المراقبة الكاملة ليست جوابا للإرهاب".
وكان مسلحون هاجموا -الأربعاء (07 / 01 / 2015) في باريس- محررين ورسامين كاريكاتوريين
في مقر مجلة تشارلي إيبدو الأسبوعية الفرنسية الساخرة، وسقط في الهجوم 12 قتيلا.
من جانبهم أعلن المسلمون في ألمانيا خروجهم في شوارع العاصمة الألمانية برلين
يوم الاثنين (12 / 01 / 2015) في مظاهرات مناهضة للعنف ومنادية بالتعايش السلمي. ودعا
ممثلو العديد من الجمعيات والروابط الإسلامية يوم الجمعة إلى "وقفة احتجاجية صامته"
عند بوابة براندنبورغ في برلين. ونشرت أكثر من عشر منظمات معنية بشؤون المسلمين والمهاجرين
في ألمانيا على الإنترنت بيانات على صفحاتها في الإنترنت تندد بشدة بهجوم باريس، محذرة
في الوقت نفسه من حدوث انقسام اجتماعي في ألمانيا.
وجاء في بيانات المنظمات الإسلامية في ألمانيا: "نحن ندين هذا الفعل (هجوم
باريس) بأشد عبارات الإدانة، وندعو في الوقت ذاته إلى عدم التخوف وإلى عدم الانقسام"،
وعبرت عن صدمتها وغضبها من هذا الهجوم وعن حزنها العميق، ودعت إلى عدم تعميم وزر الإرهاب
على أتباع أي دين: "دعونا جميعا نعمل على عدم تحميل أي دين سواء الإسلامي أو المسيحي
أو اليهودي أو أي دين آخر مسؤولية هذا الإرهاب الوحشي، دعونا نعمل على عدم وضع أي دين
تحت الاشتباه العام!".
0 التعليقات:
إرسال تعليق