عرفته في العام
1992 من الميلاد، اتصل بي أحد الأصدقاء وقال لي: في مصر الآن شخصية باكستانية تحمل
هَمَّ قضية كشمير في القلب والعين، فهو يجوب العالم كله لنصرة كشمير وقضيتها، وكان
يُصدر مجلة باسم "كشمير المسلمة"، كما أنه يرأس مركز للدراسات في إسلام أباد،
أصدر من خلاله عشرات الكتب التي تشرح وتوضح أبعاد القضية، وتبحث عن حلول للقضية الكشميرية.
كنت في بداية اهتمامي
بكشمير وقضيتها، سعدت كثيرًا بوجود البروفيسور أليف الدين الترابي "نائب أمير
الجماعة الإسلامية في كشمير الحرة، والأمين العام لهيئة الإغاثة لمسلمي كشمير"
في مصر، وانطلقت حاملا تسجيلا وكاميرا، وذهبت إليه في أحد الفنادق المتواضعة في حي
الزمالك بالقاهرة، وأجريت معه حوارًا حول قضية كشمير، وكيف بدأت؟ وكيف يكون الحل؟ وماذا
يحدث لأهلها من قوات الأمن الهندوسية؟ ولم يكتف الرجل بشرح ذلك وتسجيله، لكنه أعطاني
مجموعة من الكتب التي تشرح قضية كشمير وأبعادها منها: 1- الدعاية الهندية وشبهات حول
الجهاد الكشميري. 2- كشمير قضية الأمة الإسلامية. 3- الجهاد الكشميري وجهاد الأمة الإسلامية.
4- قضية كشمير المسلمة والعالم الإسلامي. 5- الإرهاب الهندوسي في كشمير المحتلة والشهادات
الهندية والعالمية. 6- الجهاد الكشميري ورؤية أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ. 7- المطامع
الهندوسية في العالم الإسلامي والتحالف الصهيوني. وغيرها، والتي كانت نبراسًا لي، أستضيء
به في التعرف والتعريف بأبعاد قضية كشمير، التي دخلت قلبي، الموجوع بما يحدث لأهلها.
ومنذ ذلك اللقاء وأنا
أتابع يوميًا ما يحدث للمسلمين في كشمير والهند، وكأنهم أعطوني مرسومًا للدفاع عنهم،
لدرجة أن أطلق عليَّ كثيرٌ من زملائي الصحفيين، وأيضًا عدد ممن أعرفهم من الباكستانيين،
سمير الكشميري، وكنت أسعد بهذا الوصف، وأشعر بأني فعلا مسئول عن كشمير وشعبها.
وأذكر يوم أن طلب مني
الزميل العزيز أسامة الهتيمي معلومات عن كشمير، ليكتب موضوعًا مكلف به موقع الحملة
العالمية لمقاومة العدوان "قاوم"، فقلت له كيف تكتب عن كشمير وأنا موجود؟
فأعطاني إيميل الأستاذ خباب مروان الحمد، مدير تحرير الموقع، وتواصلت معه، وفي حوار
بيني وبين الأستاذ خباب، تعجب الرجل من كوني أرفض الكتابة إلا فيما يخص كشمير أو ما
يؤثر عليها من قضايا.
في إحدى زياراته للقاهرة،
كان هناك حفل استقبال لسفارة باكستان بالقاهرة في أحد الفنادق الكبرى، وخلال تناول
العشاء في البوفيه المفتوح، تنحى أليف الدين الترابي جانبًا، وتناول لقيمات ببعض الملح،
ولما قامت مسئولة بالسفارة بإعداد طبق له من مشهيات الطعام، رفض وقال: كيف آكل من هذا
الطعام وهناك في كشمير من لم يجد لقيمات يقمْن صلبه!!
التقيت به مرّات قليلة،
بعد عام 1992م، لكن كان متواصلا معي بالتليفون، أحيانًا، وبالإيميل في كثير من الأحايين،
حتى التقيت به في إسلام أباد في خريف عام 2010م، وكان واهنًا تبدو عليه آثار جلطة،
هكذا بدا لي، أشفقت عليه كثيرًا، قابلته مرتين، خلال تواجدي لمدة خمسة أيام في باكستان،
بعدها تابعته على صفحته على الفيس بوك، في مرضه الأخير، حتى انتقل إلى جوار ربه في
خواتيم العام المنصرم. ساعتها خرجت مني عبارة "مات أبو كشمير".
هل لديكم أحد ويديو لأبينا المكرم البروفيسور اليف الدين الترابي؟ وإذا كان الجواب نعم. فأرجو من سعادتكم التكرم بوضعه في يو تيوب ولكم الف شكر.
ردحذف