الغزّيون يسعون لإنشاء ميناء بحري في غزة

يسعى سكان قطاع غزة بكل الوسائل لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، والعمل على إيجاد بدائل للسفر في ظل استمرار إغلاق معبر رفح البري، ويعتبرون أن أملهم الوحيد هو إنشاء ميناء بحري.

وبدأ الغزيون بالعمل على تأهيل ميناء على شاطئ بحر غزة، في خطوة يعتبرون أنها حق لهم، وستعمل على حل الكثير من مشاكلهم في ظل اشتداد أزمتهم، خاصة تلك المتعلقة بتأخر إعمار ما دمرته إسرائيل في هجومها الأخير.

ودشنت اللجنة الحكومية لكسر الحصار في غزة أول مراحل إنشاء ممر مائي يربط غزة بالعالم الخارجي، ويساعد على رفع الحصار الإسرائيلي المفروض منذ ثماني سنوات.

وأعلنت اللجنة عن استمرارها حتى تحقيق ما شرعته القوانين الدولية التي يتغنى بها العالم الأجنبي والأوروبي والدول العربية.

ورأى الفلسطينيون هذه الخطوة بداية للانفتاح على العالم الخارجي وتسيير القوافل لنقل المرضى والطلبة وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن هم بحاجة للسفر وسط تحذيرات من انفجار الأوضاع في القطاع نتيجة الحصار.

وأكدت اللجنة الحكومية أن هناك استعداداً من قبل دول أوروبية للتعامل مع ميناء غزة الدولي، لكن مراقبين شككوا في إمكانية خروج هذه القوافل من غزة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وسيطرة إسرائيل على الجو والبحر، ورفضها إنشاء ميناء ومطار للقطاع.

من جهته أكد علاء البطة رئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار، أن الأيام القادمة ستحمل في طياتها خطوات جديدة، أولها زيادة عمق الميناء ليصبح قادراً على استيعاب واستضافة السفن من ناحية تقنية وفنية، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية ستشهد انطلاق سفينة كسر الحصار خلال شهرين، وستحمل على متنها الحالات الإنسانية ومرضى السرطان الذين يموتون في غزة موتاً بطيئاً في ظل عدم وجود علاج لهم في القطاع.

وأوضح أشرف زايد عضو الهيئة الوطنية العليا لكسر الحصار، أن اللجنة قامت بالتواصل مع العديد من دول العالم، وأن هناك توافقا على التعامل مع ميناء غزة، مشيراً إلى وجود تواصل مع الحكومة لافتتاح الميناء الذي يعد مطلبا وطنيا وحاجة شعبية وإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة.

ووجّه النائب الأردني محمد الدوايمة عدة رسائل للجانب الإسرائيلي والأمريكي أبرزها، أن قطاع غزة عبارة عن قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة نتيجة الحصار والإغلاق المحكم على غزة.

وقال النائب الأردني: "نحن مع غزة وحقها في الحياة، والميناء واحد من الدعامات الأساسية لأهل غزة في الحياة".

وأوضح النائب الأردني أن هناك توافقا لدى كافة شرائح المجتمع الفلسطيني أن مواد البناء لن تستخدم في أي عمل عسكري وستكون للإعمار فقط، مشيراً إلى وجود قرابة 18 منزلاً مدمراً على رؤوس ساكنيها.

ودعا النائب الدوايمة مصر إلى إعادة فتح معبر رفح البري في كلا الاتجاهين كي يقوم السكان بالتواصل مع العالم الخارجي.

ويرى بسام الصالحي عضو وفد المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، أن حق الفلسطينيين في الميناء والمطار حق أصيل، وحتى ينجح ذلك يجب أن يكون هناك تفاهم فلسطيني وإنهاء لكل مظاهر الانقسام المختلفة حتى تكون الخطوات موحدة وتستطيع أن تقود إلى إنجاز مشروع الميناء.

وأكد الصالحي في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن المفاوضات مع إسرائيل حول الميناء والمطار لم تستأنف حتى الآن"، مشيراً إلى أن "الوفد الفلسطيني أبلغ مصر أنه جاهز بأي وقت يحدده المصريون بشأن استئناف المفاوضات غير المباشرة".


وكانت مصر، في أكتوبر الماضي، أبلغت الفصائل الفلسطينية بتأجيل جولة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، التي كان من المقرر عقدها في القاهرة 

0 التعليقات:

إرسال تعليق