كاتب هندي يطالب بلاده بالحفاظ على علاقتها بالسعودية

طالبت صحيفة هندية، حكومة بلادها، بالعمل على الحفاظ على العلاقات مع السعودية لحماية المصالح الإستراتيجية بين البلدين، خصوصًا بعد تولي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" القيادة في المملكة.

وقالت صحيفة "تايمز أوف إنديا" -من خلال مقال لكاتبها "مير أيوب على خان"- إن المراقبين يتخوفون من حدوث تغييرات كبيرة في مستقبل العلاقات (السعودية- الهندية)، مشيرة إلى أن البلدين -خلال حكم الملك "عبدالله بن عبدالعزيز"- بدأتا في التغلب على مشكلات الماضي، التي أعاقت تقدم العلاقات بينهما.

وأشار الكاتب إلى أن الهند لم تكن مرتاحة لتطور العلاقات بين السعودية وباكستان، والدعم السعودي الكبير لباكستان في عديد من القضايا، لكن العلاقات لم تتدهور بشكل كبير.

وألقى الكاتب باللوم على الهند، التي لم تحاول أن تقترب كثيرًا في العلاقات مع المملكة، حتى قبل أن يظهر الدعم السعودي لباكستان، في قضية كشمير محل النزاع بين نيودلهى وإسلام آباد، موضحًا أن الهند أخذت وقتًا طويلًا في إدراك التغيير، الذي يحدث في العالم العربي وفي المملكة، التي اكتسبت مكانة سياسية كبيرة بعد ظهورها كقوة نفطية.

وقال "خان"، إنه -رغم ذلك- ظلت العمالة الهندية هي المفضلة لدى السعودية على العمالة العربية وغير العربية، حتى إن عدد العمال الهنود في المملكة، يقدرون حاليًا بمليوني و800 ألف عامل، وتشكل الهند أكبر جالية أجنبية في السعودية وتحويلاتهم إلى الهند تقدر بمليارات الدولارات سنويًّا.

وأضاف أن منطقة أخرى للتعاون بين الدولتين، لم تتأثر بأي توتر في العلاقات، ألا وهي الإمدادات النفطية من المملكة للهند، والتي تغطي حاليًا 25% من احتياجات هذه الدولة من الطاقة.

واعتبر خان أن الملك عبدالله، تميز باتباع نهج عملي، وكان عنده بعد نظر في ما يتعلق بسياسته الخارجية والداخلية، وفي عهده تطورت العلاقات بين البلدين. مشيرًا إلى أن خادم الحرمين الملك "سلمان بن عبدالعزيز" زار الهند أيضًا في عام 2012 مع وفد كبير، ويقدر أهمية الهند في تخطيط العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية لبلاده.

وقال إنه من غير المحتمل أن يؤدي التغيير الذي شهدته الهند في القيادة -العام الماضي- باختيار رئيس وزراء جديد، وتغيير القيادة في السعودية خلال الأيام الماضية إلى عرقلة التطور الذي تشهده علاقات البلدين، والذي يسير بوتيرة سريعة.

وبالرغم من أن هناك اختلافًا في مواقف الدولتين في عديد من القضايا الدولية والإقليمية، فإنهما في حاجة لبعضهما، وفقًا للكاتب الهندي.

واستشهد بتأكيد الملك "سلمان" على أنه لن يغير سياسية الملك الراحل "عبدالله بن عبدالعزيز". مشيرًا إلى أن الهند -من جانبها- أثبتت أنها يمكن أن تكون شريكًا رئيسًا للسعودية -بقوتها العاملة وخدماتها الخاصة- من خلال شركات القطاع الخاصّ والعامّ.

وانتقد الكاتب تركيز الهند -في سياستها الخارجية- على الجالية الهندية في الولايات المتحدة، وعدم اكتراثها بمن يعيشون في الخليج، مطالبًا الحكومة الهندية بأن تضع في اعتباراتها التغييرات التي تشهدها المنطقة، وأن تسعى -من الآن- للاستعداد لما يطرأ من تغييرات متعلقة بسياسة المملكة تجاه العمالة الهندية، نتيجة سياسة السعودة، وما تواجهه من ضغط جراء الأوضاع في سوريا واليمن، وغيرها من دول المنطقة، والتي قد تسبب ضغطًا اقتصاديًّا إضافيًّا على المملكة.


واختتم الكاتب مقاله بالقول: "إن تعزيز العلاقات هو -بلا شك- في مصلحة البلدين".

0 التعليقات:

إرسال تعليق