واشنطن تدعو طهران إلى اتخاذ «قرارات صعبة» في المفاوضات النووية

بعد 12 عاما من التوتر الدولي و18 شهرا من المحادثات المكثفة حددت إيران ودول مجموعة «5+1»، وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، مهلة تنتهي في 31 مارس الحالي للتوصل إلى اتفاق يضمن عدم امتلاك إيران القنبلة الذرية مطلقا مقابل رفع العقوبات.

وتوجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس إلى بروكسل ليجتمع مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ثم مع نظرائه الألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند، كما أعلن الاتحاد الأوروبي في بيان.

وقالت موغيريني إنه لا تزال «توجد عراقيل ينبغي التغلب عليها مع طهران للتوصل إلى اتفاق» لكنها تأمل في تحقيق تقدم في الاجتماعات مع نظرائها من الدول المشاركة في محادثات بروكسل.

وأضافت موغيريني في مؤتمر صحفي: «لا تزال توجد بعض الفجوات التي ينبغي معالجتها لكن أملي أن يمكن لمساهمة جانبنا الأوروبي المساعدة». ورفضت إعطاء تفاصيل لكنها قالت إن «كل القضايا يجري بحثها وأنها كلها مترابطة». وقبل هذا الاجتماع الإيراني – الأوروبي، حذرت موغيريني من أن الأسابيع المقبلة ستكون «حاسمة» من أجل «التوصل إلى تفاهم على اتفاق جيد».

من جهته، اعتبر هاموند أنه إذا «اقترب» الطرفان من حل «فسيبقى هناك طريق طويل» أمامهما، مضيفا للصحافيين لدى وصوله إلى الاجتماع: «هناك مجالات حققنا فيها تقدما وهناك مجالات نحتاج أن نحقق فيها تقدما».

وعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري وظريف صباح الاثنين الماضي جولة مفاوضات شاقة في لوزان بسويسرا على أمل التوصل إلى اتفاق تاريخي قبل نهاية الشهر. والتقى وزيرا الخارجية مع الوفدين المرافقين لهما على مدى 5 ساعات.

وأكد دبلوماسي أميركي أن «كيري وظريف اللذين تقاربا بعض الشيء إثر أشهر من الاتصالات والمداولات بينهما، عقدا لقاء ثنائيا استمر 20 دقيقة»، ودعا دبلوماسي أميركي كبير آخر إيران إلى اتخاذ «قرارات صعبة جدا» للتوصل إلى اتفاق حول ملفها النووي. وصرح الدبلوماسي «ما زال على إيران اتخاذ قرارات صعبة جدا وضرورية لتهدئة المخاوف الكبرى المتبقية بخصوص برنامجها النووي».

وقال المسئول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «لا نزال نأمل أن نتمكن من تحقيق ذلك، ولكن بصراحة ما زلنا لا نعلم ما إذا كنا سنتمكن من ذلك». وأضاف: «لا نعلم بعد ما إذا كان التوصل إلى هذه الأجزاء النهائية صعبا للغاية».

وكان كيري عبر الأحد الماضي عن «أمله في أن يكون ذلك ممكنا في الأيام المقبلة» من دون أن يخفي وجود «خلافات كبيرة» بين مجموعة «5+1» وطهران، وقال: «دعونا ننته من الملف النووي الإيراني الذي يشكل توترا للأسرة الدولية منذ عقد».

وعبر ظريف أيضا الأحد عن الأمل في التوصل إلى «حلول في الأيام المقبلة قبل أسبوعين من الاستحقاق».

في السياق نفسه، أعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن النواب الإيرانيين لن يفشلوا الاتفاق النووي إذا وافق عليه المرشد الأعلى علي خامنئي، منددا بالتهديد الذي لوح به الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي. وتابع لاريجاني: «نحن معا وهناك تنسيق وتشاور بين الحكومة والبرلمان والجميع تحت إشراف المرشد الأعلى» الذي له الكلمة الفصل حول الملفات الإستراتيجية في إيران.

وقال لاريجاني في مؤتمر صحفي إن «البرلمان والحكومة على النهج نفسه. ليست لدينا المشاكل الموجودة في الولايات المتحدة»، في إشارة إلى الرسالة المفتوحة التي وجهها جمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي وكتبوا فيها أن الكونغرس وحده يملك سلطة رفع العقوبات الأميركية نهائيا عن طهران.

وعلق لاريجاني قائلا إن «ما فعله أعضاء مجلس الشيوخ هو عمل هواة، حتى خبراؤهم السياسيون انتقدوهم لأنهم شككوا في نزاهتهم. لن نقع في مثل هذا الخطأ».

وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية واستحالة توصل طهران إلى صنع قنبلة ذرية. كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الإيرانية ومدة الاتفاق ويضع جدولا زمنيا للرفع التدريجي للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني.

وهناك خلاف بين إيران ومجموعة 5+1 حول وتيرة تعليق العقوبات إذ تريد طهران رفع الإجراءات العقابية التي تفرضها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دفعة واحدة لأنها تخنق اقتصادها وتسبب لها بعزلة دبلوماسية منذ سنوات.


وتعهد الرئيس الأميركي عدة مرات ببذل كل الجهود بما فيها العسكرية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. لكن ومنذ اتصاله الهاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني في سبتمبر عام 2013. فإن أوباما يعول على السبيل الدبلوماسي مع طهران وجعل من التقارب معها إحدى أولويات سياسته الخارجية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق