محللون: تحديات صعبة تواجه رئيس وزراء باكستان الجديد

محللون: تحديات صعبة تواجه رئيس وزراء باكستان الجديد
رئيس وزراء باكستان الجديد نواز شريف ليس غريبا على خوض المعارك السياسية، حيث أطيح به فى انقلاب عسكرى فى آخر مرة ترأس فيها الحكومة، ونفى لثمانى سنوات، قبل أن يقوم بخطوة غير مسبوقة بالعودة لمباشرة السياسة.
وفى أول يوم من فترة ولايته الثالثة، أمس الخميس، كان من المستحيل تجاهل المهام الرئيسية الملقاة على كاهله، حيث تواجه البلاد سلسلة من المشاكل المريعة، من انقطاعات فى الطاقة إلى التمرد الطالبانى، بينما يجب أن يحقق شريف التوازن فى علاقته غير المستقرة مع الجيش القوى.
وقال المحلل السياسى رسول بوكس رئيس، إن أزمة الطاقة التى تؤثر على النمو الصناعى وحياة الأفراد اليومية سوف تتصدر أجندته. ويمكن أن يستمر انقطاع الكهرباء لما يصل إلى 18 ساعة فى اليوم، حيث لا تنتج البلاد ما يكفى من الطاقة والكثير من المستخدمين، من بينهم مسئولون حكوميون بارزون لا يدفعون مقابل ما يستهلكونه.
وقال والمسئولون، إن سنوات من سوء الإدارة وقلة الاستثمار الجديد أدت إلى نقص مزمن فى الطاقة، والذى بحسب بعض التقديرات خفض إجمالى الناتج المحلى بحوالى أربعة بالمائة.
وقال شريف فى حملته الانتخابية، إنه سوف يحل هذه الأزمة خلال عامين، وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن مستشاريه يلتقون بمسئولين من قطاع الطاقة فى الأسابيع الأخيرة.
وقال بير زبير شاه، وهو محلل باكستانى فى نيويورك، إن "علاج الاقتصاد وإدخال إصلاحات قضية أخرى مهمة". وأضاف أن شريف قد يفضل المزيد من الخصخصة.
وارتفع إجمالى الناتج المحلى العام الماضى بنسبة 3.7% فى دولة بحاجة إلى نمو اقتصادى لمسايرة على الأقل الزيادة السكانية السريعة. ويضيف النمو الاقتصادى الضعيف وتراجع العملة واحتياطات نقد أجنبية منكمشة إلى المحن الاقتصادية.
وفى عام 2008، اقترضت الحكومة نحو 11 مليار دولار من صندوق النقد الدولية لتجنب أزمة ميزان المدفوعات، ومازالت مدينة لصندوق النقد الدولى بأكثر من أربعة مليارات دولار.
ووصف شريف الأربعاء الماضى الاقتصاد بكونه فى "وضع سيئ للغاية يفوق الخيال"، وحذر المحللون من أن باكستان سوف تحتاج فى القريب العاجل اقتراض المزيد من الأموال لتجنب أزمة أخرى.
وقال المحللون، إن كون شريف رجل صناعة يعطيه قبول أكبر لدى طبقة رجال الأعمال فى البلاد ويضعه فى وضع أفضل للتعامل مع الاقتصاد.
وقال شاهد حسن صديقى، وهو محلل مالى، "أعتقد مهما كان ما تعهد به للشعب فى الانتخابات مثل إنهاء الفساد والتوظيف بناء على الاستحقاق وبدء مشاريع البنية التحتية وغير ذلك لتوفير وظائف، فمن الممكن أن يغير حال البلاد خلال عام".
وقال عارف رفيق، وهو عالم فى مؤسسة الشرق الأوسط فى واشنطن، "يجب على شريف أيضا أن يجعل النخبة الباكستانية، وهو فرد منها، أن تبدأ دفع ضرائبها".
وأضاف رفيق، "لم تعد الحكومات الأجنبية ووكالات المساعدة الأجنبية تريد إعطاء باكستان منحا، يجب على شريف أن يوسع شبكة الضرائب الباكستانية، حتى يمكنها دفع فواتيرها الخاصة"، ولكن باكستان وشريف يواجهان أكثر من مجرد مشكلات اقتصادية.
ويعد التمرد الطالبانى فى المنطقة الشمالية الغربية المضطربة قضية رئيسية أخرى مع التشعب الإقليمى والدولى.
وفى فترة الإعداد للانتخابات، قال شريف، إنه سوف يدعو إلى إجراء محادثات مع طالبان، والتى تقرب بسببها من القليل من رجال الدين الذين يعتقد أن لهم سيطرة على بعض مجموعات طالبان.
وأصيبت تلك الفكرة بصفعة بعدما قتلت غارة لطائرة أمريكية غير مأهولة الرجل الثانى فى جماعة طالبان ولى الرحمن نهاية الشهر الماضى، ما دفع طالبان لشجب المحادثات.
وعلى نحو مشابهة، يواجه شريف أيضا تحديات فى العلاقة المدنية العسكرية فى دولة حكم الجيش فيها لنصف تاريخها.

ويعتقد المحللون أن شريف أطيح به من جانب الجنرال برويز مشرف فى عام 1999 بسبب تعامله مع الجيش.

0 التعليقات:

إرسال تعليق