نيويورك تايمز: الأطفال ضحايا المحسوبية في باكستان

نيويورك تايمز: الأطفال ضحايا المحسوبية في باكستان
 تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه لأجل فهم لماذا تم منح "مالالا يوسف" جائزة نوبل للسلام، وهي أصغر من يأخذها، فيجب فهم القصة كاملة.
فهي باكستانية، في يوم من الأيام وهي في طريقها للمدرسة، أطلقت عليها حركة "طالبان" الرصاص على رأسها، وتوضح أن المدارس والمعلمين والنظام التعليمي بباكستان في حالة بائسة يائسة وبه خطورة، لذا من يذهب للتعليم وخاصة من الفتيات، يجب أن يتمتع بكم هائل من الشجاعة والإيمان.
وتضيف أن باكستان يبلغ عدد سكانها نحو200 مليون نسمة، ربعهم تتراوح أعمارهم بين 5 و16 عام، والدستور الباكستاني يضمن لهم تعليم مجاني إلزامي، لكن نصف هؤلاء لا يذهبون للمدارس، وغالبيتهم فتيات، وعلى الرغم من أن ما حدث لـ"مالالا" لفت انتباه العالم لأزمة تعليم الفتيات في باكستان، فإنه من المرجح أن لن يحصل أي تحسن في نوعية المدارس وهذا لأن الحواجز أمام التعليم الجيد في باكستان أكثر بكثير من متطرفي "طالبان"، وبينما يجب الاشمئزاز والغضب من عنف وكراهية النساء من الذين هاجموا "مالالا"، على هذا الغضب ألا يمنع من التعرف على الأوغاد الحقيقيون.
فمن وضع المناهج الخانقة للحساب والمنطق، أو بنى المدارس بلا جدران ولا مياه جارية أو حمامات ومن عين آلاف من المعلمين الغير مؤهلين، ليس "طالبان" بل هم تركة من البيروقراطية الفاسدة أو سياسة المحسوبية، وفعلا "طالبان" هي من أطلقت الرصاص على “مالالا” لكن فشل الدولة الهائل يسبق وقت إطلاق الرصاص بكثير.
وتبين أن القصور التعليمي في باكستان يعود للاستقلال في 1947، لكنه تفاقم في السبعينيات، ومنذ ذلك الحين يسوء أكثر فأكثر، فكل حكومة كأنها سرطان مختلف على التعليم.
وتشير إلى أن التعليم يتم علاجه من قبل الدولة الباكستانية على شكل سلسلة من المدخلات، وهي مباني مداري مختلة، معلمين غير مؤهلين وغير مهتمين، ولكن هذا ليس بمفاجأة، فبناء المدارس وتعيين المعلمين فرصة للساسة في توزيع المحسوبية من خلال الوظائف والعقود، والأطفال هم الضحايا.

وتختتم بأن قادة الدولة سعداء جميعا محتفلين بإنجاز "مالالا" وفوزها بجائزة نوبل، وأظهروا إدراكهم بما تواجهه البلاد من أزمة في التعليم ، لكن لا يخططون لفعل أي شيء، لكن من المفترض أن تشعل الجائزة ثورة التغيير في مصائر الشباب بباكستان، لكن لسوء الحظ هذا غالبا لن يحدث، وسيكون دائما تعليم الأطفال ذو أولوية منخفضة لقادة هذا البلد، وهذا لن يكون بجديد على باكستان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق