إسلام آباد تُصعّد تجاه طالبان وتقتل العشرات

كثف الجيش الباكستاني عملياته العسكرية ضد مسلحي حركة طالبان باكستان، وذلك في سياق رده على الهجوم الذي نفذته الحركة على مدرسة في مدينة بيشاور وراح ضحيته أكثر من 145 قتيلا من بينهم 132 طفلا.
وقالت الوسائل الإعلامية الباكستانية إن 26 مسلحا قتلوا في عمليات شنتها القوات الباكستانية تواصلت على مدار ليل الجمعة وحتى صباح أمس السبت، موضحا أن خمسة من هؤلاء المسلحين قتلوا وأصيب جنديان باكستانيان في الاشتباكات في منطقة متني قرب بيشاور صباح اليوم.
ونقلت أيضا عن بيان الجيش أن 21 مسلحا آخرين قتلوا في مقاطعة خيبر شمالي غربي البلاد، في قصف نفذته طائرات باكستانية على مواقع للمسلحين خلال الليل.
وقالت المصادر إن الجيش الباكستاني وسع عملياته ضد المسلحين لتشمل عدة مناطق في شمال وزيرستان وفي البنجاب كما قام بعمليات تمشيط في كراتشي، وأوضحت أن توسيع العمليات يدلل على دخول المواجهات بين الجيش والمسلحين مرحلة جديدة.
وإضافت أنه على الرغم من تهديدات حركة طالبان باكستان، فإن الحكومة نفذت حكم الإعدام في المدانيْن في عمليات “إرهابية”، ونشرت -لأول مرة- صورهم في الصحف الرسمية.
ويوم الجمعة أعلن متحدث باسم الجيش أن 32 مسلحا قُتلوا في كمين في منطقة خيبر القبلية، كما أعلن مقتل 18 آخرين في عملية ثانية.
عمليات بأفغانستان
وفي سياق متصل، قال بيان لوزارة الدفاع الأفغانية إن 141 مسلحا من حركة طالبان بينهم قائد ميداني قتلوا ليلة أمس في عملية عسكرية قام بها الجيش الأفغاني في سبع ولايات، وأوضح البيان أن خمسة جنود أفغانيين قتلوا ليلة أمس في انفجار عبوات ناسفة في مناطق مختلفة من البلاد.
وكانت باكستان قررت إعداد خطة عمل وطنية من أجل مكافحة الإرهاب، وذلك بعد الهجوم على المدرسة، وأوضح الجيش الباكستاني، أنه توصل لاتفاق مع الحكومة الأفغانية لتنظيم عمليات عسكرية مشتركة ضد مسلحي حركة طالبان.
وأشار إلى أن تحريات المخابرات الباكستانية أظهرت وجود اتصالات بين منفذي الاعتداء -الذي استهدف المدرسة الباكستانية في بيشاور- وجهات في أفغانستان.
في غضون ذلك أعلن مسئولون أمنيون أن خمسة مسلحين على الأقل قتلوا في غارة لطائرة أميركية بدون طيار في المنطقة القبلية في باكستان على الحدود مع أفغانستان، مشيرين إلى احتمال ارتفاع حصيلة القتلى، وشنت الطائرة الضربة في شمال وزيرستان على الحدود مع أفغانستان، حيث تعتبر هذه المنطقة معقلا لمقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وقال مراسل الجزيرة إنه لم يصدر رد -حتى الآن- من الحكومة الباكستانية ضد هذه الغارات “على غير العادة”، حيث تصدر عادة بيانات استنكار لمثل هذه الغارات.

وتابع أن عدم الرد -ربما- يدخل في سياق رضا الحكومة الباكستانية عن العملية، ويكشف عن تعاون عسكري استخباراتي بين الطرفين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق