هرات مدينة أثرية ذات مبانٍ تاريخية ضخمة


هرات مدينة أثرية ذات مبانٍ تاريخية ضخمة
ولاية هرات هي إحدی المحافظات الـ 34 بأفغانستان تقع غربی البلاد قرب الحدود الإيرانية، يمر فيها نهر هريرود والذی يتدفق من وسط البلد، تحدها بادغيس شمالاً وفراه جنوباً وغور شرقاً وإيران غرباً.
سكانها يزيدون عن نصف مليون نسمة. العاصمة الإقليمية مدينة هرات وفيها 16 مديرية وجمركان عملاقان بـتورغندی قرب حدود تركمانستان والآخر فی بلدة إسلام قلعة علی مقربة من الحدود الإيرانية.
مساحتها نحو 54778 کيلو متر مربع. هرات مدينة أثرية ذات مبانی تاريخية ضخمة والتی تعرضت للتدمير الجزئي والكامل خلال الحروب الأخيرة.. هرات تتمتع باقتصاد مزدهر، ينمو بسرعة بفضل منظمات حكومية وأخری غير حكومية ومكاتب تابعة للأمم المتحدة وشركات خاصة، أجنبية وأفغانية.
توجد وسط المدينة مكتبة عامة يتوافد عليها شباب وشابات كثيرون من مختلف المناطق فی البلاد وتتلقی المكتبة معظم كتبها الفارسية والعربية من إيران والمجتمع الدولي وفيها کتب عربية كثيرة طُبعت وصدرت بلبنان. انطلقت بهرات نقابات وجمعيات عدة ومنها جمعية الأخلاق والمعرفة التی تأسست عام 2002 وانضمت لاحقاً إلی جمعية الإصلاح والتنمية الأفغانية. هرات مدينة ذات طابع إسلامی وتوصف أحياناً بالولاية المحافظة وفيها الكثير من المساجد کـ المسجد الجامع ومسجد الخرقة المباركة ومسجد الرضاء للمسلمين الشيعة.
تمارس قنصليات، أمريکا، إيران وباكستان وترکيا والهند وتركمانستان وألمانيا أنشطتها اليومية. يقع مطار المدينة 18 کيلو متر جنوب هرات، حيث تتواجد قاعدة عسكرية لحلف الناتو من إيطاليا وأسبانيا.
من أحيائها الشهيرة شهر نو، ولايت، قول أردو، فرقة، دروازة خوش، شهار سو، بول ركينة، صوفی آباد، نو آباد، بول مالان وتخت سفر.. أضرحة الملكة کوهر شاد، عبد الله الأنصار، الخواجة غلطان ولي، قلعة اختيار الدين، المنارات والمسجد الجامع وسط مدينة هرات يزورها آلاف الأفغان يومياً. يرجع تاريخ هرات إلی قديم الأيام وبالتحديد عهد الإسكندر المقدوني. مديرية شيندند تقع علی مسافة 130 کيلو متر جنوبی المحافظة حيث تتواجد ثالث أکبر قاعدة عسكرية أمريكية بعد بغرام وقندهار.. لقد انطلقت مؤخرا محطات إذاعية وتلفازية عدة بـهرات وصحف ومجلات يومية وأسبوعية وشهرية تغطی أحداث المنطقة ومن أهمها تلفزيون هرات، إذاعة هرات، قناة ساقي وإذاعة الشباب التی تبث ساعة إخبارية بالعربية موجهة إلی الناطقين باللغة العربية علی موجة إف إم ومحطة کليد الإذاعية وصحيفة اتفاق إسلام اليومية.
لقد كان إسماعيل خان حاكم ولاية هرات إبان حكومة المجاهدين الأفغان ولکن بعيد سقوطها فی سبتمبر 1995 تحت أيدی طالبان، هرب الحاكم إلی إيران لکن مع توسع دائرة القتال فی أفغانستان وانسحاب مقاتلي طالبان من هناك إثر أحداث 11 سبتمبر 2001، تحررت المدينة فی 12 نوفمبر 2001 حيث أصبح إسماعيل خان حاكماً للإقليم من جديد وسط هتافات من ناصريه.. ولکن نظراً لوقوع اشتباكات ومناوشات بين إسماعيل خان وأحد قادته الكبار عام 2004، لقی نجل الحاكم إسمعيل خان السيد ميرويس صادق مصرعه والذی کان وزيراً للطيران المدنی آنذاك.. إشتد الصراع بينها وتم عزل خان عن منصبه كحاكم للإقليم من قبل إدارة الرئيس حامد کرزی وحصل علی حقيبة وزارية لاحقاً کـوزير للماه والكهرباء فی كابل وقد حکم هرات الوالي سيد حسين أنوري وهو من الشيعة وكان سفير أفغانستان لدی أوکرانيا وفی عهده شهدت هرات اشتباكات عنيفة بين السنة والشيعة راح ضحيـتها أکثر من 20 شخصاً وإصابة عشرات آخرين إثر احتفالات عاشوراء عام 2006 ومع مرور الوقت وبالتحديد بالتزامن مع الانتخابات الأفغانية فی 20 أغسطس 2009، شهد إقليم هرات موجة من التفجيرات الدموية أدت إلی جرح وقتل مئات المواطنين الأفغان و آخر الهجمات استهدفت مقر منظمة الأمم المتحدة فی وسط المدينة ولکن بالرغم من التفجيرات الهائلة التی تشهدها هرات من حين لآخر، إلا وأنها من أجمل المدن الأفغانية ويزورها مئات السياح الأفغان والأجانب سنوياً.
يتحدث معظم سكان هرات الفارسية بالإضافة إلی البشتو التی تُستخدم علی نطاق أوسع لاسيما فی بعض المديريات كـ شيندند وأدرسكن وأوبه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق