الهندوسية.. مجازر بشعة بحق المسلمين


الهندوسية.. مجازر بشعة بحق المسلمين
هل هناك جريمة أشنع وأقسى من جريمة حرق الناس وهم أحياء.. وأي دين أو شريعة علمانية أو دينية تسمح بأن يتحول (المتدينون) من الهندوس إلى جزارين وقتلة لا يتورعون عن إهانة الإنسانية بهذا الشكل؟
إن المجازر البشعة التي يرتكبها الهندوس ضد المسلمين تعكس في الحقيقة الحقد الدفين الذي يكنه أصحاب هذه المعتقدات الباطلة للإسلام وأهله, ويعتقد العديد من المراقبين والمحللين السياسيين أن جزءًا كبيرًا من المواجهات والصراعات الدموية التي خاضتها الأقلية المسلمة في بعض الدول الأسيوية وعلى رأسها الهند ضد غول الأكثرية الهندوسية كانت تغذيه نزعات الشخصيات الهندوسية التي تقلدت زمام الحياة السياسية في فترات مختلفة من تاريخ تلك الدول, ونحن في الأسطر القادمة نعرض بعضًا من الإجرام الهندوسي ضد المسلمين.
أكد أحد المحللين السياسيين والخبير في شؤون الإرهاب في الهند أن الإعلام الهندي بالرغم من تعاقب الحكومات، إلا أنه لا يزال يغذي التعصب والإرهاب بسبب استهدافه للمسلمين، مؤكدًا صعوبة استمرار المتطرفين الهندوس واليمنيين المتشددين في الممارسات الإرهابية دون الاعتماد على كراهية الإسلام و"باكستان".
وأشار في مقاله الذي نشرته شبكة "أجورا كوزموبوليتان"، أن العداء للإسلام والمسلمين و"باكستان" وإثارة نعرة الهوية الهندوسية تقوم باستغلاله الأحزاب السياسية الهندوسية؛ لتحقيق المكاسب الانتخابية وحصد أصوات الناخبين، مستنكرًا أن تقوم المنظمات الهندوسية بتدبير العمليات الإرهابية وتنفيذها ثم اتهام المسلمين بالقيام بها في ظل تعزيز المسئولين لنزعة الهوية الهندوسية، إضافة إلى صناعة الإعلام لمبررات الاعتداء على المسلمين.
ومازلنا في الهند حيث تصدت قوات الشرطة الهندية لمظاهرة سلمية نظمها المسلمون اعتراضًا على مقتل المسلمين بولاية "أسام" بـ"الهند" على أيدي مسلحي قبيلة البودو -وهي قبائل هندوسية شرقي الهند- واعتراضًا على مقتل المسلمين في "ميانمار"، وقد أدى تدخل الشرطة إلى سقوط قتيلين على الأقل وإصابة العشرات؛ حيث فتحت السلطات النار واستخدمت الهراوات الشرطية للتصدي للمتظاهرين وتفريقهم.
وقد أدت الاعتداءات إلى إثارة غضب المسلمين؛ حيث قاموا برد الاعتداء من خلال قذف الشرطة بالحجارة، إضافة إلى تحطيم 3 سيارات إعلامية في ظل سوء تغطية الإعلام للمذابح ضد المسلمين بولاية "أسام" وتحيز الإعلام ضد المسلمين، إضافة إلى الإعراب عن غضبهم تجاه مقتل المسلمين بـ"ميانمار" على أيدي البوذيين.
 وتأتي هذه الأحداث الدامية في ظل استمرار اعتداءات "البودو" على المسلمين منذ عام 1971م إلا أن الاعتداءات ارتفعت وتيرتها منذ منتصف التسعينيات واجتماع قرابة 25 ألف مسلم بمدينة "بومباي" للإعراب عن استنكارهم لهذه المذابح.
كما نظم المسلمون في "الهند" احتجاجًا سلميًّا أمام المفوض الأمني اعتراضًا على منعهم من الصلاة على أرض وقف بمنطقة "جازي جولا" بمدينة "جلاندهار" بولاية البنجاب الهندية"؛ على إثر اعتراض المواطنين الهندوس والتقدم بشكاوى ضد أداء المسلمين للصلاة على الأرض، وسعيهم لبناء مسجد؛ حيث بدأت الصلاة مع بداية شهر رمضان الجاري.
وقد نَظَّم الهنود تَجَمهُرًا أمام الأرض الوقفية التي قام المسلمون بأداء الصلاة عليها مطالبين الشرطة بالتدخل، إلا أن المناقشات لم تستطع إنهاء الأزمة بالرغم من مطالبة القادة المسلمين من السماح لهم بالصلاة أثناء رمضان مع الإشارة إلى عدم القيام ببناء مسجد.
وفي المقابل نَظَّمت عناصر تابعة لحزب "بهراتيا جاناتا " الهندوسي وحزب المؤتمر الوطني وغيرهم من عناصر اليمين المتطرف تجمهُرًا احتجاجية بالقرب من الموقع المتنازع على إقامة الصلاة به.
ويبدو أن الهند صاحبة النصيب الأكبر حيث إنها معقل الهندوسية, فقد وقعت مصادمات دامية بين المسلمين والهندوس مما دفع الحكومة لفرض حظر التجوال بمدينة "باريلي" بولاية "أوتر براديش" بعد سقوط قتيل مسلم يبلغ 22 عامًا، وتَعَرُّض 20 آخرين للإصابات.
وقد أعلنت مصادر شرطية أن المصادمات وقعت عند أداء المسلمين صلاة الفجر وذهاب بعض الهندوس لتقديم القرابين بأحد المعابد؛ مما أسفر عن حدوث تراشق بالحجارة وإطلاق نار أدى لخسائر بشرية ولا تزال التحقيقات مستمرة، إضافة للقاء الشرطة برموز المجتمع لوضع نهاية للتوتر.
وأعرب حزب "بهراتيا جاناتا" الهندي عن رفضه لمشروع منح الطالبات المسلمات مساعدات مالية، الذي اقترحته حكومة حزب "سمجاواتي" بولاية "أوتربراديش"؛ حيث قام بالانسحاب من المجلس التشريعي اعتراضًا على المشروع.
وكانت حكومة "أوربراديش" قد حددت 100 كرور روبية لدعم تعليم وتزويج المسلمات، سعيًا وراء الاحتفاظ بالصوت الانتخابي الإسلامي خلال الانتخابات البرلمانية لعام 2014.
وزعم أعضاء حزب "بهراتيا جاناتا" أن تخصيص فئة دينية معينة بالدعم المالي غير مبرر ومخالف للدستور، إلا أن وزير الصحة أكد أن الدعم مقدم على أساس تردي الحالة الاقتصادية للمسلمين وأنه غير مخالف للدستور.
كما أعرب الناشط السياسي الهندي ورئيس "حزب النمور الوطني" البروفيسور "بيم سينج" عن استنكاره لممارسات سلطة "جامو وكشمير" القمعية غير الدستورية ضد المسلمين، والتي حددت إقامة الدعاة المسلمين المشاركين في مؤتمر الحريات، من خلال الاعتقال المنزلي ومنعهم من المشاركة في صلاة العيد، مؤكدًا أن هذه الممارسات من شأنها أن تؤجج غضب المجتمع الإسلامي في "كشمير".
وأكد "سينج" أن تلك الممارسات تنتهك حقوق الإنسان، وتتناقض مع دعاوى الديمقراطية بـ"الهند"، مشيرًا إلى تعمد الحكومة الهندوسية استثارة مشاعر المسلمين من خلال ممارساتها التي تنتهك حقوقهم الأساسية، مؤكدًا على دعم حزبه للحريات والحقوق المدنية، ومُرسلًا بتهنئته للمسلمين والدعاة المعتقلين منزليًّا بمناسبة عيد الفطر.
وأخيرًا خرجنا من الهند لننتقل إلى نيبال حيث هدد متطرفو ما يسمى بـ"جيش دفاع نيبال"من الهندوس الأقلية المسلمة الموجودة في البلاد بهجمات جديدة ومستمرة على أماكن عبادتهم حتى يتم طردهم من "نيبال". فبعد شهور من محاولات التصالح بين الغالبية الهندوسية والأقليات الدينية الأخرى انتهز المتطرفون حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها البلاد منذ عام 2007م بدون دستور واستأنفوا الهجمات والتهديدات.
وعلى الرغم من وجود "رام براساد ماينالي" -العقل المدبر في "جيش دفاع نيبال"- في السجن منذ عام 2009م، بل وحبسه في سجن انفرادي منذ أيام لمنع اتصاله بالعناصر المتطرفة الهندوسية، إلا أن علماء الدين المسلمين تصلهم تهديدات مستمرة حتى إنهم خصصوا فرقًا لحراسة أماكن العبادة تحسُّبًا لأي هجوم.
ومن نيبال إلى سريلانكا فقد ذكرت شرطة منطقة "واوناتيو" السريلانكية بأن جماعة مجهولة قامت بإحراق "مسجد محيي الدين"، الواقع في قرية "بالاكوديشيناي" من منطقة "أونيشاي" السريلانكية، وهي المنطقة التي يتم إعادة تسكين المسلمين فيها بعد نزوحهم إبان فترة الحرب الأهلية. كما قامت هذه الجماعة المجهولة بإحراق 4 مخيمات مؤقتة ومحل للمسلمين.
واعتدي بعض الهندوس على امرأة مسلمة عمرها 52 عامًا بالفأس وأحرقوا مخيمها بأكمله؛ حيث كانت قد عادت للمدينة قبل فترة، وتشير أصابع الاتهام إلى وقوف الحركة الهندوسية وراء هذا الهجوم والعدوان؛ حيث إنهم لا يرغبون في إعادة المسلمين للمدينة.
ومازلنا في سريلانكا حيث هدم مسجد في قرية "كاليانكادو" بمحافظة "ماتاكيلافو" السريلانكية من قبل المتطرفين الهندوس، وبناء مركز هندوسي للتأمل واليوجا مكانه.
كان المسلمون يعيشون في منطقة "كالينكادو" لأجيال منذ عام 1965م، وكان عدد الأسر المسلمة هناك حينذاك 165أسرة؛ وكان سكان القرية المسلمون يتمتعون بأشياء خاصة بهم؛ من مسجد ومدرسة ومقبرة وغيرها. وكان المسجد يسمى "مسجد فردوس"، وكانت تقام فيه الصلوات حتى قام الإرهابيون المسمون "نمور تحرير التاميل" بقتل وتشريد المسلمين من المناطق الشرقية والشمالية، كما كان بجانب المسجد مدرسة لتعليم وتلقين القرآن الكريم.
وعندما عاد المسلمون إلى أرضهم الأصلية بعد انقضاء الحرب الأهلية وجدوا أن المسجد تهدمت أجزاء منه فحاولت بعض الهيئات الإسلامية إعادة ترميمه لكن لم تفلح محاولاتهم. ورغم وجود الأدلة الكافية على أن المسجد وأرضه حق للمسلمين إلا أنه تم افتتاح مركز هندوسي في نفس موقع المسجد.
المصدر: مفكرة الإسلام

0 التعليقات:

إرسال تعليق